شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كاتبة سعودية لـ«التايم»: هذا ما تحتاجه المرأة السعودية غير رخصة القيادة

روت «ياسمين باجر» الكاتبة السعودية لصحيفة «التايم»، الواقع السئ الذي تعيشه المرأة السعودية في المملكة، واعتبار إسمها عار لا ينبغي أن تنادى به أمام الأغراب أو في التجمعات العامة، وموضحة أن هذا الأمر أكثر أهمية من رخصة القيادة، فالسيدات ينظر لهن دائما على أنهن أقل شأنا في العالم العربي عامة والسعودية خاصة، فهل تحصل المرأة السعودية على حقها في مناداتها بإسمها؟

تقول ياسمين وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، «في وقت سابق من هذا الأسبوع، قمت بشئ عادي تماما، جددت رخصة القيادة الأمريكية، وهو أمر لم أتمكن من فعله في وطني المملكة العربية السعودية، لكن بعد عقود من الاحتجاجات وفي 26 سبتمبر الجاري، أعلنت السعودية أنها ستسمح للنساء بالقيادة الصيف المقبل، وبينما ذلك سيكون تغييرا مرحبا به لدى المرأة السعودية، إلا أن التغيير الذي تنتظره حقا أكثر أهمية من ذلك بكثير، أريد للسبدات أن يتم مناداتهم بأسمائهم من قبل ذويهم».

وأشارت الكاتبة إلى أن المرأة في السعودية لا يتم منادتها بإسمها إطلاقا، وغالبا ما يشار إليها بإسم زوجها أو ولدها، أو مسمى «الزوجة والأخت والأم»، مضيفة أن إسمها في المجتمع السعودي أمر مخجل ومحرج للبعض، أما الغرباء فينادونها بالعمة أو الخالة، وذكر إسم المرأة في الأماكن العامة أمر نادر الحدوث وأحيانا يتنافر منه المواطنين هناك.

وأضافت الكاتبة، على الرغم من أن رخصة القيادة امتياز هام، إلا أن الواقع سيفرض عليها أن تحصل على موافقة أقربائها الذكور أولا، حتى لو تغيرت القوانين، موضحة أن الخطوة الأولى التي كان يجب أن تتخذ هي الاعتراف بحق المرأة في أن تنده بإسمها، مضيفة «حقا من الصعب للمرأة أن تحصل على إسم في الوطن العربي».

وطالبت الكاتبة النساء السعوديات باستغلال منصات التواصل الاجتماعي كـ«فيس بوك وتويتر وأنستجرام» لتشكيل حركة واقعية وحقيقية لهم، تطالب بحقوقهم غير القيادة، فمع قدرتها على الوصول لتلك المنصات وكون مرتاديها هم الأصغر سنا، فستسمح بنشوء جيل من النساء قادر على استعادة أسمائهم والمطالبة بحقهم في العمل كالذكور.

وأشارت في الوقت ذاته، إلى أن امتلاك واي فاي في السعودية وإنشاء الفتاة لحساب لها على الإنترنت، أمرا شكل كابوسا لذويها خاصة الآباء، مشيرة إلى أنه تقدم مشكوك فيه في الوقت الحالي، إلا أن هناك نساء عربيات لديهن متابعين بالملايين، فيمكن لهم أن يشكلوا تلك الحركة، حتى لو لم يستطيعوا على أرض الواقع، فالفضاء السيبراني يتيح لهم ذلك.

وفي الوقت نفسه تشير الأمم المتحدة إلى أن منصات التواصل الاجتماعي، شكلت تغييرا لواقع المرأة في العالم العربي، ففي عام 2015، طلب من الرجال المصريين الإجابة على سؤال بسيط «ما هو اسم أمك؟» كجزء من مبادرة #MyMothersNameIs، السؤال نفسه كان كابحا للبعض، بينما رد الآخرون بضحك «ونحن صغار كان إذا عرف أحد بإسم أمنا كنا نصاب بصدمة»، وفي فيديو أجري مع المواطنين في الشارع حينها، كانت إجابات المشاركين الأولية هي «بإمكاني أن أخبرك بإسم والدي أما إسم والدتي فصعب»، وبحلول نهاية الفيديو، فإن بعضهم كشف عن إسم والدته على مضض.

وفي الآونة الأخيرة، أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى الحملة الأخرى التي أطلقت تحت إسم #Whereismyname لناشطات أفغانيات طالبن باستعادة أسمائهن في الأماكن العامة، وتوقف الذكور عن منادتهن بمجرد كونهن بنت أو زوجة أو شقيقة.

لكن على الرغم من الثقافة الجديدة التي ساهم في نشرها الإنرتنت إلا أن من غير المرجح أن تنادى النساء بأسمائهن قريبا في الشوارع، مضيفة «نقدر الخصوصية في العالم العربي والإسلامي لأسباب القيل والقال أو احتمال إفساد الزواج المحتمل أو الوضع الوظيفي أو الشرف العائلي، والشرف العائلي بالمناسبة أحد معايير التعيين في دول العالم العربي».

وأضافت أن العرب يفخرون بسلالتهم والتي تنحدر أيضا من جانب الأب وليس الأم، فإذا كنت أبا سعوديا فإن أطفالك سيندهون بإسمك أكثر من أسمائهم، لكن لا أحد يذكر أبدا إسم الأم، فالمرأة لدى العرب حتى بعد الزواج تنده بإسم زوجها أو أطفالها، بعبارة أخرى، تحتفظ بإسمها للأبد في شهادة الميلاد فقط.

وأوضحت الكاتبة أيضا، أنها تعلم أن هناك رجالا لم يختاروا أن يفعلوا ذلك، بل هي ممارسات عميقة متجذرة مررت إليهم دون تفسير، فلا ينبغي أن يقال أن كل الرجال العرب متمسكين بالتقاليد البدوية، مشيرة إلى أن تسمية جامعة في الرياض باسم «الأميرة نورة بنت عبدالرحمن» بواسطة الملك السعودي الراحل عبدالله، كان شيئا ثوريا في ذلك الوقت.

وأشارت إلى أن الوضع ليس جديدا أو حصريا فقط للعالم العربي، فهذا النوع من الممارسات عرف من قبل في بعض المجتمعات الأوروبية، لأن النساء كن يعتبرن أقل شأنا من الرجال، وهناك كاتبات أخفين أسمائهن لعقود طويلة، مثل مؤلفة رويات هاري بوتر، ولا تزال بعد لمجتماعت الأوروبية حتى الآن أيضا تستخدم إسم الزوج لمنادة الزوجة، وهو من القوالب النمطية التي اعتادوا عليها، مثل احتفاظ مرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة هيلاري بإسم زوجها كلينتون، وأمل كلوني التي احتفظت بإسم زوجها جورج كالوني.

وأضافت أن تلك المناقشة أجريت بشكل واسع، لكنها افتراضية في الغالب حتى الآن، على الأقل في العالم العربي، مضيفة أن «مهمتنا الحقيقة الآن هي تجاوز الحوار من نطاق الشاشة إلى الشوارع والمنازل والمؤسسات الحكومية»، والسؤال المطروح هو، «هل يمكننا أن نمكن المرأة ونرفع وصمة العار عنها بأن نندهها بإسمها في المناطق العامة؟»، موضحة أن السماح لهن بالقيادة سيفتح الباب لأن تقول المرأة إسمها بصوت عالي وبفخر، مشيرة إلى أن الأمر يجعلها مساوية نوعا ما للذكر.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023