شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ميدل إيست أونلاين»: المصالحة الفلسطينية ما زالت بعيدة

شعث وإسماعيل هنية - أرشيفية

يبدأ قادة من حركتي حماس وفتح محادثات مشتركة في القاهرة، في محاولات تبدو حثيثة لرأب الصدع بين جناحي الانقسام الفلسطيني الذي دام أعوامًا. لكنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال إنه لن يُلغي العقوبات المفروضة على قطاع غزة، المحاصر منذ أعوام، قبل الوصول إلى نتائج تعكس تقدمًا إيجابيًا لهذه المفاوضات، حسبما نشر موقع «ميدل إيست أونلاين».

وأضاف، وفق ما ترجمته «شبكة رصد»، أنّ احتمالات تحقيق المصالحة بين الفصيلين الفلسطينيين المتنافسين حماس وفتح تزاداد على ما يبدو. لكن، في الوقت نفسه، لا يزال هذا الاحتمال بعيد المنال عن تحقيق صفقة نهائية؛ بالرغم من الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إلى قطاع غزة الأسبوع الماضي.

وفي قطاع غزة، قاد الحمد الله أول اجتماع لمجلس الوزراء منذ ثلاث سنوات، وقال لوسائل الإعلام: «نقف اليوم في مواجهة لحظة تاريخية استثنائية؛ إذ نبدأ في التغلب على جراحنا، ونجنّب خلافاتنا؛ لتصبح المصلحة الوطنية العليا فوق كل شيء».

وسلّمت «حماس» المسؤوليات الإدارية لقطاع غزة كافة إلى حكومة الوحدة التي تشكّلت في 2014. وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في لقاء مع مسؤولي حركة فتح، إنه «قد تكون هناك صعوبات على طريق المصالحة؛ لكننا سنتممها بغض الطرف عن التضحيات».

وقال الموقع إنّ مدير المخابرات المصرية خالد فوزي حضر اجتماع مجلس الوزراء، وتمارس مصر ضغوطًا على حماس والسلطة الفلسطينية لدفع المفاوضات إلى مصالحة نهائية وتقارب، وقال عبدالفتاح السيسي في خطابه الذي عُرض في الاجتماع: «إننى اؤكد لكم أنه ليس لدينا وقت لنضيعه، وأن التاريخ سيحاسب المسؤولين الذين يضيعون الفرصة الحالية لتحقيق السلام».

مطالب «عباس»

ومن المرتقب أن يشارك مسؤولون من حركتي حماس وفتح في محادثات بالقاهرة، لكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال إنه لن يُلغي العقوبات المفروضة على قطاع غزة حتى تتوصل المفاوضات إلى نهاية إيجابية، ومَنَعَ حصص الكهرباء التي خصصتها «إسرائيل» لقطاع غزة، وخفّض رواتب موظفي القطاع الحكومي.

وواجهت حماس التأخير في رفع العقوبات من قِبل فتح بالانتقادات، وقال المتحدث الرسمي باسم حماس، فوزي برهوم، إنّ «الحكومة اضطلعت بمسؤولياتها في غزة؛ وبالتالي ينعدم أيّ مبرر للتأخير»، وأضاف أنه «لا يوجد أي عذر لتأخير أي خطوات من شأنها تخفيف معاناة شعب غزة».

وشدد عباس على أنه لن يتهاون مع «نموذج كحزب الله» في الأراضى الفلسطينية، في إشارة إلى وجود جماعات مسلحة خارج سيطرة الحكومة، كما هو الحال في لبنان مع مليشيات حزب الله، وقال عباس: «يجب أن يكون كل شيء في يد السلطة الفلسطينية»؛ بينما رفضت حماس نزع سلاحها.

واعتبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط «نيكولاي ملادينوف» أنّ هذه التطورات «مشجعة»، ودعا السلطة الفلسطينية إلى ممارسة السيطرة التامة على قطاع غزة، وقال في بيان له إنه «لمن الضرورى حلّ الوضع الإنساني في أقرب وقت ممكن، بالأخص أزمة الكهرباء والصحة».

ورحّب الممثل الخاص للولايات المتحدة «جيسون جرينبلات» بحذر بزيارة الحمد الله إلى القطاع؛ لكنه أكد أنه على أي حكومة فلسطينية «الالتزام بشكل واضح وصريح بنبذ العنف، والاعتراف بدولة إسرائيل، وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة بين الطرفين والمفاوضات السلمية».

تزامن الموقف الأميركي مع مطالب إسرائيلية؛ إذ قال بيان صادر عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّ «كل من يريد إجراء هذه المصالحة عليه أن يفهم بشكل واضح جدًا الاعتراف بدولة إسرائيل وتفكيك الجناح العسكري لحماس وقطع الاتصال مع إيران، الذي تدعو إلى تدميرنا».

انتصار أم انتكاسة؟

وانقسم المحللون الإسرائيليون بشأن اعتبار المصالحة انتصارًا لحركة حماس أم انتكاسة لها؛ إذ قال «إيران ليرمان»، نائب مدير سابق في مجلس الأمن القومي للاحتلال الاسرائيلي، لـ«صحيفة نيويورك تايمز»، إنه «إذا كان هناك موضوع رئيس هنا فهو أن حماس كحكومة قد توافقت مع الأمور التي رفضتها حماس كمنظمة إرهابية، فضلًا عن التوصّل إلى اتفاق؛ فهذا أمر إيجابي».

وأضاف أنّ دولة الاحتلال الإسرائيلي لديها «الدوافع نفسها التي يراها المصريون عندما يتعلق الأمر بحركة حماس، والنتيجة هي أننا نثق في مصر في اتخاذ خطوات لتقييد حماس وتقويض شرعيتها على المدى البعيد».

وقال معلقون آخرون إنّ حماس خدعت فتح ومصر، كما كتبت كارولين جليك في صحيفة «جيروزاليم بوست»: «لا يُصوّر الاحتفال على أنه استسلام من فتح لحركة حماس؛ لكنه في حقيقة الأمر كذلك، كما هو الحال أيضًا مع مصر التي استسلمت لحركة حماس».

وتقول كارولين إنّه «كما قرر عباس إعادة التمويل لحركة حماس للإبقاء على دحلان، مسؤول كبير في حركة فتح سابقًا، كذلك قرر السيسي تبني حماس لإبقاء إيران في الملعب الخليجي»، وأضافت: «تخرج حماس فائزة في كل الأحوال».

بينما رأت الصحفية اليسارية «أميرة هاس» أنّ المصالحة بين حماس وفتح جيدة لـ«إسرائيل» من جانب المشاكل التي تمثلها غزة لها، إن لم تكن تحت السيطرة؛ فمن المرجح أن تؤثر على «إسرائيل» بالسلب. وكتبت في صحيفة «هآرتس»: «يمكننا دومًا أن نأمل في أن يدرك الفرد في إسرائيل أن الأولوية القصوى الآن هي منع غزة من التدهور إلى كارثة بيئية وإنسانية أسوأ مما كانت عليه بالفعل».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023