شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«جيروزاليم بوست»: أهمية اللقاء التاريخي بين سلمان وبوتين لـ«إسرائيل»

العاهل السعودي الملك سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا

اختتم العاهل السعودي الملك سلمان يوم الأحد زيارة استغرقت أربعة أيام إلى موسكو، التقى فيها بالرئيس «فلاديمير بوتين»، وكانت الزيارة الأولى من نوعها لملك سعودي، ولها انعكاسات واسعة النطاق على الشرق الأوسط، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست»، التي أضافت أن الزيارة تتسق مع مبادئ «إسرائيل» في الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأضافت، وفقًا لما ترجمته «شبكة رصد»، أنه مع ازدياد تأثير إيران في المنطقة، فإنّ لزيارة «سلمان» روسيا آثارًا كبرى لـ«إسرائيل»، التي تحاول التعامل مع التهديدات التي شكّلها تورط إيران في روسيا، متسائلة: «هل ستستجيب موسكو إلى مخاوف إسرائيل والسعودية بشأن إيران في المنطقة؟»؛ قائلة إنّ اتجاه السعودية لروسيا يأتي أيضًا في سياق تراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.

ارتداد السعودية عن أميركا

وأوضحت الصحيفة أنّ السعودية كانت ركيزة أساسية للسياسة والتحالفات الأميركية في المنطقة لأكثر من نصف قرن. ولكن، أثناء ولاية «أوباما»، بدأت المملكة تشعر بأن السياسة الأميركية تنحرف عن طريقها المألوف.

وقال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» في قمة مجموعة العشرين في يناير 2016 إنه يريد «تحسين علاقة بلده مع روسيا»، التي قال إنها قوة عظمى. وفي إشارة أخرى، بعدما زار أوباما السعودية في أبريل 2016، استقبله حاكم الرياض وليس الملك، وذكرت تقارير مختلفة أيضًا أنّ السعودية وروسيا تناقشان اتفاقًا كبيرًا للأسلحة منذ عام 2015.

السعودية ودعم الديكاتورية

وأضافت أنّ زيارة الملك السعودي تأتي في وقت فريد من نوعه للشرق الأوسط؛ إذ هدفت ثورات «الربيع العربي» إلى إحلال الديمقراطية في المنطقة، وبدلًا من ذلك جلبت الصراع إلى ليبيا وسوريا. وترى المملكة العربية السعودية أنّ هذه الثورات جلبت الفوضى والتطرف اللذين يهددانها.

وتدخلت السعودية لوقف الإطاحة بالنظام الملكي في البحرين عام 2011، ودعمت عبدالفتاح السيسي بعد إطاحته بالإخوان من السلطة عام 2013 في مصر. وفي سوريا، دعمت في البداية الثورة ضد بشار الأسد، ثم أيدت بيان جنيف الأول وقرار مجلس الأمن 2254 أيضًا.

ورحّبت المملكة العربية السعودية بانتخاب «دونالد ترامب»، واستضافته في مايو لحضور القمة العربية الإسلامية العربية بمشاركة 50 بلدًا مسلمًا، وأثناءها انتقد ترامب إيران.

مخاوف السعودية و«إسرائيل» المشتركة

أكّدت الصحيفة أنّ السعودية و«إسرائيل» تتشاطران المخاوف والمصالح المُهدَّدة من إيران نفسها في المنطقة، وبسبب تورطها في سوريا وتقديم الدعم لحزب الله. كانت السعودية منذ اتفاقية الطائف عام 1989 وسيطًا حريصًا في الشؤون اللبنانية وتراقب حزب الله فقط، وتهضم السياسة اللبنانية ببطء. وفي عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتانياهو»، عزّزت «إسرائيل» علاقاتها الوثيقة مع موسكو عبر الاجتماعات الشخصية المتكررة والمكالمات الهاتفية.

وشددت «إسرائيل» على أهمية حرمان إيران من قواعدها الدائمة في سوريا ومخاوفها من وجود إيراني بالقرب من الجولان، خصوصًا بعد وقف إطلاق النار في يوليو بوساطة روسيا والأردن والولايات المتحدة، وقال سفير «إسرائيل» السابق لدى روسيا «زفي ماجن»، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي، إنها «أكثر من مجرد زيارة رمزية».

وأضاف أنها «ليست مجرد زيارة من ملك سعودي إلى روسيا؛ بل غيّرت صورة روسيا في المنطقة»، كما أنّ السياق السوري مهم؛ لأنّ روسيا الداعم الرئيس لنظام الأسد بشار جنبًا إلى جنب مع إيران، بينما إيران عدو المملكة السعودية.

«إسرائيل» منحازة للجانب السعودي

وقال إنّ المنطقة تشهد منافسة مريرة في الوقت الحالي، ووسط هذه المنافسة تنخاز «إسرائيل» إلى جانب السعودية والخليج.

بينما أصبحت روسيا عالقة جنبًا إلى جنب مع إيران في سوريا؛ لكنها ليست مهتمة فقط بسوريا أو أن تكون صديقًا للدور الإيراني على هذه الطاولة؛ بل تريد أن تكون مشاركًا هامًا في المنطقة، جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة.

وأضاف «زفي» أنّ ما يحدث يمكن وصفه بأنّ «روسيا عبرت النهر»؛ بترحيبها بالملك السعودي و1500 شخص من الوفد المرافق له، مضيفًا أيضًا أنّ الأمر أشبه بلعبة الشطرنج المعقدة لروسيا وسوريا وإيران والمملكة العربية السعودية، ومؤكدٌ أن «إسرائيل» ليست عاملًا سيئًا فيها؛ بل واحد من ضمنها.

الزيارة تجعل وضع «إسرائيل» أفضل

وتابع: نحن لا نعرف إلى ماذا ستفضي هذه الزيارة؛ لكنها، عمومًا، تجعل «إسرائيل» في وضع جيد.

وأثناء الزيارة، ظهرت تقارير مفادها أنّ المملكة العربية السعودية وافقت على مذكرة تفاهم بشأن شراء الأسلحة، وتشمل الصفقة نظام صواريخ «إس 400» للدفاع الجوي.

وحذّر الدكتور «يويل غوزانسكي»، الزميل بمعهد دراسات الأمن القومي، من أنّ يكون هناك وقت طويل قبل إتمام الاتفاق، مضيفًا: «كانت زيارة رمزية مهمة، ورمزيتها تعني كثيرًا للعالم العربي والسعوديين»؛ فـ«إسرائيل» والسعودية ترغبان في وقف النفوذ الإيراني في المنطقة.

ولكي ينجح الروس في صد النفوذ الإيراني في سوريا، فعلى السعوديين أن يقدّموا استثمارات في روسيا وسوريا أيضًا؛ باعتبارها تهمّ روسيا، وأضاف: «الشيء الآخر الذي يهم السعوديين في سوريا هو الاستثمار السعودي في إعادة بناء سوريا، ويمكن للسعوديين القيام بذلك في المناطق السنية وتقوية السكان السنة».

تنازلات السعودية

وقد يكون المقابل لذلك توقّف السعودية عن دعم جماعات معارضة في سوريا، وأن تتفهم أنّ نظام بشار المدعوم من روسيا وإيران له الآن اليد العليا هناك، مضيفًا: «سيبقى بشار رئيسًا لوقت طويل، بينما السعودية تحاول التخفيف من المخاطر وتقليل الخسائر».

أما الولايات المتحدة، المشارك الآخر، فترامب يقيّم الآن سياسة إيران الجديدة؛ وربما يتخلى عن الاتفاق النووي وإعلان حرس الثورة الإسلامية منظمة إرهابية، بينما تحاول الولايات المتحدة أيضًا دعم السعودية، في الوقت الذي أجرت فيه السعودية صفقة مع روسيا.

يقول غوزانسكي: «يجب أن نتذكر أن الولايات المتحدة والسعودية تتمتعان بعلاقات قوية، وروسيا لن تحل محل أميركا في الخليج؛ لكن الروس يعتمدون على رهاناتهم بينما يحققون إنجازات في سوريا».

وبالنسبة إلى روسيا، أظهر الاجتماع بين سلمان وبوتين الدور المتزايد الذي تؤديه موسكو في الشرق الأوسط كوسيط للسلطة.

وقالت الصحيفة إنّ السعودية ترغب في الاستقرار في المنطقة بعد ست سنوات من الفوضى في العراق وسوريا وغيرهما، وتحقيقًا لهذه الغاية؛ فإنها تعترف بمخاطر الجماعات الإرهابية التي تغذي الحروب الأهلية، وقد يؤدي ذلك إلى مقايضات في سوريا تضمن بقاء بشار في السلطة، وستقبل السعودية بوجوده في السلطة مقابل تراجع النفوذ الإيراني.

والاجتماع من شأنه أن يخدم الهدف السعودي، المتمثل في الحد من النفوذ الإيراني في لبنان واليمن والعراق.

وتستفيد روسيا من كونها راعية حكيمة للاستقرار في المنطقة. وترى «إسرائيل» أنّ هذا تطور يلقي الترحيب ما دام أنّ القدس يمكن أن تطمئن موسكو، وألّا تشكّل المبادرات السعودية الروسية أي قلق لها.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023