تمر البلاد بمجموعة من الإحداث السياسية والاجتماعية التي لم تمر عليها من قبل وتحتاج إلى من يوضحها ويشرحها إلى جموع الشعب.. فما هي حقيقة هذه الأحداث وما ورائها من معطيات.. لذلك كان لنا هذا الحوار مع أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن نافعة وتحدثنا معه حول رأيه في قرارات ووعوده الرئيس وبرنامج الــــ100 يوما الذي تحقق منها، وتأسيسية الدستور وهل هي ترسخ لنظام ديمقراطي حقيقي أم لم تختلف عن سلطوية النظام السابق، وغير ها من القضايا التي سنوضحها في السطور التالية.
كيف ترى الاعتداءات المتكررة للغرب على الرسول الكريم؟
بداية التعنت ضد الإسلام ليست ظاهرة جديدة والفهم الغربي للعرب والمسلمين فهم مغلوط وهم عندهم لا يوجد مقدسات تقف عندها حرية التعبير والإبداع ذلك في الوقت الذي سنت فيه معظم دول أوروبا قوانين تمنع معاداة السامية حماية لإسرائيل واليهود في جميع أنحاء العالم ولوجود لوبى صهيوني قوى في أمريكا وأوروبا .
ويضيف "نافعة" على العرب والمسلمين إن أرادوا أن يكون لهم دور في العالم أن يشكلوا مراكز قوى لهم في هذه البلاد ولكن للأسف العرب غير متوحدين والبلاد الإسلامية غير متوحدة ولا توجد قضية ندافع عنها.
وهل ستؤثر أحداث الاعتداء على السفارة الأمريكية التي تزامنت مع زيارة الرئيس لأمريكا على العلاقات المصرية الأمريكية؟
يجب الفصل بين أحداث تحدث في كل أنحاء العالم ،في إشارة إلى اعتراضات الشعوب التي لا يمكن السيطرة عليها أو توقعها، والعلاقات الدولية فالعلاقات بين الدول تقوم على مبدأ مهم وهو التوازن والمصالح وقدرة كل طرف على استخدام أوراقه في مواجهة الطرف الآخر، وأعتقد أن الرئيس سيذهب لأمريكا ويقابل أوباما.
ما هو تقييمك لبرنامج الـ 100 يوم للرئيس؟
برنامج الـ 100 يوم الذي طرحه الرئيس مرسى كان مبالغا فيه جدا وأكثر من قدرات الرئيس والحكومة الآن كما أن المشاكل التي وعد بحلها هي مشاكل متأصلة منذ أكثر من ثلاثين عاما أضف إلى ذلك ما فعله المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية ولذلك أرى أنه لن يستطيع انجاز ما وعد به خلال هذه الفترة القصيرة وعليه أن يصارح الشعب المصري ، الذي يتسم بالطيبة والصبر ولن يحاسبه على ما ليس في استطاعته الآن.
وأرى ضرورة نظر الرئيس إلى موضوع العدالة الاجتماعية وتنفيذ الحد الأدنى والأقصى للأجور لأنها من الأمور التي سترضى الناس وتقلل من الإضرابات والاعتصامات التي توصف بالفئوية.
كيف ترى وعود الرئيس التي قطعها على نفسه خلال الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية ؟ وهل جاءت قراراته محققة لتلك الوعود؟
فيما يخص قرارات الرئيس أعتقد أن أهم قرار هو إلغاء الإعلان الدستوري المكمل وهذا انجاز أراه مهما وكبيرا جدا لأنه أزاح العسكر من المشهد السياسي دون خسائر أو مواجهات مع الجيش وحصل على كامل سلطاته وهذا كان أحد أهم مطالب الجبهة الوطنية بجانب تعديل تشكيل الجمعية التأسيسية الذي لم يفعل به شيئا حتى الآن وان كنت أظن انه سيفعل .
وبالنسبة للحكومة فاعتقد أنها ليست على المستوى المطلوب ولا تحقق أمال المصريين، وبخصوص موضوع أن هناك بعض الشخصيات الوطنية رفضت الاشتراك في الحكومة أو رئاستها غير صحيح حيث لم تعرض رئاسة الوزارة سواء على الدكتور البرادعى أو الببلاوى وفقا لما صرحوا به.
هل أنت نادم عن انضمامك للجبهة الوطنية ؟
انضممت للجبهة الوطنية كان على قناعة ولو عاد بى الزمن سأقوم بما قمت به وقتها وهذا ليس محاباة للدكتور مرسى أو لجماعة الإخوان وإنما الواجب الوطني كان يحتم علينا فعل ذلك .
كثر الحديث خلال الفترة الأخيرة عن "أخونة الدولة" فهل هذا متحقق؟
موضوع أخونة الدولة مبالغ فيه جدا حيث أن جماعة الإخوان مارست دورها منذ زمنا طويل وشاركت في الثورة ولكنهم لكونهم خرجوا من السجون إلى السلطة وتسلم مقاليد البلاد فالأمر سيأخذ منهم فترة حتى يميزوا الوضع الحالي ويدركوا ضرورة استيعاب باقي القوى والأحزاب السياسية.
ويضيف "نافعة" أن من مصلحة الإخوان عدم الدخول في صراعات على أكثر من جبهة لأنها لن تستطيع منفردة تحمل مسئولية البلاد في ظل التركة الثقيلة التي تركها مبارك ومن بعده المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية.
مؤخرًا تم الإعلان عن تحالفات حزبية جديدة مثل تحالف المؤتمر المصري والأمة المصرية، فهل تراها لصالح الحياة السياسية أم لمواجهة التيار الإسلامي ؟
التعددية هي التي تثرى الحياة السياسية وبالتالي كلما كانت هناك أحزاب متعددة وقوية كلما كان هذا إثراء للحياة السياسية ،أما الأحزاب التي تتحالف خوفا من الإخوان أو التيار الإسلامي فهي أحزاب تتحرك بأسلوب رد الفعل واعتقد أن هذه اعتقد ستؤدى إلى حالة من الاستقطاب ليست في مصلحة مصر وخاصة في هذه الفترة التي تحتاج إلى ائتلاف وطني يضم الجميع ،و ليس من المنطقي استبعاد التيار الإسلامي الذي يمثل جزء من الحركة الوطنية المصرية.
انتقد الكثيرون نشاط جماعة الأخوان وحزب الحرية والعدالة الاجتماعي والآن نجد بعض الأحزاب تخطو خطاهم.. فما رأيك ؟
الدور الرئيسي لأي حزب هو الوصول للمواطن وحل مشاكله وتثقيفه سياسيا وتعريفه بحقوقه وواجباته ،والدور الاجتماعي هو أحد الأساليب الهامة للوصول للناس ومعرفة مشاكلهم ومساعدتهم في حلها ولكن لا يجب أن يكون هذا على سبيل المساومة والانتهازية الانتخابية ولكن لكسب ثقة الناخب في الحزب واعتقد أن جماعة الإخوان تقوم بهذا الدور منذ سنين طويلة وإذا قام به حزب الدستور ووجد أن هذه الطريقة هامة للوصول للناس فلا يوجد مانع.
يرى البعض أن هناك تناقضا في تصريحاتك ومقالاتك بخصوص تأسيسية الدستور ؟
دار حوار منذ فترة طويلة على الجمعية التأسيسية ،و كنت من المؤيدين للدستور أولا وانتقدت بشدة نص المادة 60 من الإعلان الدستوري لأنه جعل اختيار الجمعية التأسيسية في يد تيار بعينه وهذا ما فعله المجلس العسكري عندما اختار اللجنة التي أعدت التعديلات الدستورية مما جعل الجمعية التأسيسية غير معبرة عن كافة أطياف الشعب المصري وأظن أن الدكتور محمد مرسى مقتنع أن تشكيل الجمعية معيب واعتقد انه يفكر في أحداث بعض التغيرات ليفي بما وعد به في جولة الإعادة.
وتابع "نافعة: " لكنى أرى أن المهم هو المنتج النهائي لأنه ممكن أن يكون التشكيل معيب ولكن يخرج دستور مرضى للمصريين بعد ثورة يناير ،ولكن الجدل حول تأسيسية الدستور يدل على أن المرحلة الانتقالية لم تنتهي بعد ، وأنه واجب على الرئيس إنهاء ذلك الجدل لأنه أصبح مسئولا مسئولية كاملة عن بناء النظام السياسي الجديد وهنا يكون التحدي هل سيستطيع الدكتور مرسى أن يساهم في إنتاج دستور معبر عن الثورة وطموح الشعب المصري؟".
بعد الاطلاع على النصوص القانونية الخاصة بالدستور وخاصة ما يخص نظام الحكم ؟ ما تقيمك لها؟وهل هي ترسخ للتحول ديمقراطي حقيقي بعد الثورة أم لا؟
إنا لا أعطى وزنا كبيرا لشكل النظام السياسي لان هذه تصنيفات أكاديمية والمهم هل هو نظام ديمقراطي أم لا والى أي مدى ستتوافر مقومات الديمقراطية في الدستور الجديد ولكي يحدث هذا لابد من وجود أولا تداول حقيقي للسلطة بحيث لا يعطي الدستور الحق لشخص أو حزب معين مبررات البقاء في السلطة لفترات طويلة دون تداول ديمقراطي للسلطة ، مع ضمان التعددية السياسية والحزبية ،و عدم وضع قيود على حركة المجتمع المدني أو حرية التعبير والصحافة والإبداع والحريات الخاصة والعامة ،إضافة للتوازن والرقابة المتبادلة بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية واستقلال للسلطة القضائية ..كل ذلك الذي أجد فيه مقومات تحقيق نظام سياسي واجتماعي مستقر .
كيف ترى صلاحيات الرئيس مرسى بعد الاستفتاء على الدستور الجديد؟ وهل تفضل إكماله لمدته الرئاسية؟
الرئيس مرسى تم انتخابه على أساس الإعلان الدستوري، واخذ صلاحيات تنفيذية وتشريعية واسعة، خاصة بعد إلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإزاحة المجلس العسكري من المشهد السياسي، وأعتقد أن صلاحيات الرئيس في الدستور الجديد ستتقلص كثيرا عن الصلاحيات التي تم انتخابه على أساسها .
وأضاف "نافعة" أن الوضع الدستوري الصحيح يقضى بإعادة الانتخابات الرئاسية ولكن نظرا لان البلاد تحتاج إلى فترة من الاستقرار ولا تحتمل انتخابات في الوقت الحالي، أرى ضرورة أن ينص الدستور على استمرار الرئيس لمدة عامين على أن تعاد الانتخابات في نهاية 2014 بالصلاحيات الجديدة.
كيف ترى تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان ؟
أرى أن تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان كارثي لأنه حدث باختيار أعضائه مجموعة من المجاملات وضم شخصيات لم يعرف عنها أنها كانت تدافع في يوم من الأيام عن حقوق الإنسان بالإضافة إلى شخصيات لا تعرف ما هي المواثيق الدولية لحماية حقوق الإنسان واعتقد أن فاقد الشيء لا يعطيه .
ما تعلقيك على البلاغ المقدم ضدك من بعض محامين ينتمون إلى أبناء مبارك يكذبون تصريحات حول ثروة مبارك في أمريكا التي تقدر بالمليارات وفق ما أوردته لك وزير الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" ؟
اعتقد أن هذا الموضوع لا يستحق التعليق لان الاجتماع بوزيرة خارجية أمريكا كان يحضره أكثر من أربعين شخصا وكلهم مستعدون للشهادة بذلك لأنهم سمعوا ما قالته "هيلاري كلينتون" عن ثروة مبارك والتي قالت بالنص أنها بالمليارات واعتقد أن الذين تقدموا بهذا البلاغ ممن يسمون أنفسهم " أبناء مبارك" يبحثون عن الشهرة ولا يستحقون التعليق.