ترى مجلة إيكونوميست البريطانية أن نفوذ الرئيس الصيني شي جين بينغ أكبر من نفوذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وينبغي أن يكون العالم حذرا وواعيا لذلك.
وأشارت المجلة إلى أن الرؤساء الأميركيين عادة ما يصفون نظراءهم الصينيين بعبارات الهيبة والإعجاب، كالذكاء والصلابة والصراحة والشجاعة والرؤية، وأن الرئيس ترمب لا يختلف عنهم في ذلك عندما وصف الزعيم الصيني الحالي بأنه«على الأرجح أقوى رجل» حظيت به الصين منذ قرن.
وقالت إيكونوميست إن ترمب ربما يكون محقا في ذلك، ولولا أن يكون ذلك انتحارا سياسيا لربما كان من المنطقي أن يضيف قائلا إن «شي جين بينغ هو أقوى زعيم في العالم».
وأضافت أنه بالرغم من أن الاقتصاد الصيني لا يزال في المرتبة الثانية بالنسبة لأميركا وجيشها، فإن الثقل الاقتصادي والعتاد العسكري ليسا كل شيء؛ فزعيم العالم الحر يتبع نهجا هزيلا في معاملاته تجاه الأجانب ويبدو غير قادر على تطبيق أجندته في الداخل.
ومع أن الولايات المتحدة لا تزال أقوى دولة في العالم، فإن زعيمها أضعف داخليا وأقل فعالية خارجيا من أي من أسلافه السابقين، وليس أقل سبب لذلك أنه ينتقد القيم والتحالفات التي تدعم النفوذ الأميركي.
السياسة الصينية
وعلى النقيض من ذلك، يسير رئيس «أكبر دولة استبدادية في العالم» بخطى ثابتة خارجيا وقبضته الداخلية أقوى من أي زعيم منذ ماو تسي تونغ. وبينما كانت «صين ماو» في حال فوضى وفقر مدقع، تبدو «صين شي» اليوم المحرك المهيمن للنمو العالمي، وهذا النفوذ سرعان ما يصبح واضح المعالم تماما.
ومن دلائل نفوذه المتزايد أيضا -كما ترى المجلة- أن الرئيس الصيني خلال جولاته الخارجية العديدة كان يبدو رسول سلام وصداقة وصوت العقل في عالم مضطرب ومرتبك، وقد جعلت إخفاقات ترمب هذا الأمر أسهل بكثير.
وبخلاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن الرئيس الصيني ليس مثيرا للشغب العالمي الذي يسعى إلى تخريب الديمقراطية وزعزعة استقرار الغرب، ولا يزال متسامحا جدا مع حليفته كوريا الشمالية التي تلوح بالتهديد النووي، وبعض الأنشطة العسكرية الصينية تخيف جيرانها، ليس فقط في جنوب شرق آسيا ولكن أيضا في الهند واليابان.
وألمحت المجلة إلى أن هناك أسبابا تدعو إلى الخوف من الصين، منها أن زعيمها قد يعتقد أن تركيز السلطة غير المقيدة تقريبا على مليار وأربعمئة مليون صيني في يد رجل واحد، هي -وفقا لأحد مصطلحاته المفضلة- «الوضع الطبيعي الجديد» للسياسة الصينية.
وعلقت إيكونوميست بأن هذا ليس وضعا طبيعيا، وأنه خطير ولا ينبغي لأحد أن يمتلك تلك القوة الكبيرة، لأن حكم الرجل الواحد هو في النهاية وصفة لعدم الاستقرار في الصين، كما أنه وصفة لسلوك تعسفي في الخارج، وهو أمر مثير للقلق بشكل خاص في وقت تتراجع فيه أميركا ترمب وتشكل فراغا في السلطة.
وختمت المجلة بأن العالم لا يريد ولايات متحدة انعزالية أو دكتاتورية في الصين، ولكنه للأسف قد ينالهما معا.
المصدر: الجزيرة