أشعل دونالد ترامب جدلًا صاخبًا بعد تهديده برفض التصديق على الاتفاق النووي التاريخي بين إيران والولايات المتحدة وخمس قوى رئيسة أخرى، إضافة إلى تصنيفه الحرس الثوري منظمة إرهابية؛ ما دفع الدولتين إلى اتّخاذ إجراءات دفاعية، استعدادًا لحرب محتملة قد تشتعل في أيّ وقت، حسبما نشرت صحيفة «نيوزويك».
وأضافت، وفق ما ترجمته «شبكة رصد»، أنه بالرغم من توصيات مستشاري ترامب للأمن والدفاع ألغى الاتفاق النووي، المتفاوض عليه بين الولايات المتحدة وإيران والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة عام 2015. واعتبر ترامب الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
واستنكر الرئيس الإيراني بشدة تصريحات ترامب، وأدان اتهامه لإيران ووصفها بأنها «نظام متعصب»، وقال روحاني إنّ تصريحات ترامب غير المسؤولة ستكون لها تداعيات فورية في المنطقة، وأضاف لوكالة الأنباء الإيرانية أنّ تصريحات ترامب «لا تحوي سوى وقاحة وكذب يتعلق بادعاءات وهمية ضد الأمة الإيرانية».
وأضاف أنّ «الأمة الإيرانية لم تخضع إلى أي سلطة ولن تفعل ذلك في المستقبل»، وقال إنّ القوات الأميركية هي المسؤولة عن زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط وليس الحرس الثورى.
وردًا على قرار ترامب بوضع الحرس الثوري ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية، قال علي رضا رحيمي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، لوكالة أنباء الطلاب الإيرانية، إنّ «إيران ستضع الجيش الأميركي على قائمة المنظمات التي تهدد الأمن والاستقرار الدوليين». ويعد الحرس الثوري فرعًا رسميًا تابعًا للقوات المسلحة الإيرانية؛ لكنه يحتفظ بأنشطة خارجية ويعمل بالأمر المباشرة من المرشد الأعلى آية الله خامنئي.
وقال علي أكبر صالحي، رئيس الوكالة الذرية الإيرانية، لمحللين بريطانيين وشخصيات إعلامية في مؤتمر صحفي بلندن يوم الخميس، إنّه «بالنظر إلى اعتبار الجيش والقوات المسلحة التابعة لبلد ما هما الضامن لأمنها؛ فتصنيف الولايات المتحدة لقوات الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بمثابة إعلان حرب».
ووجد الموقعون الآخرون على الاتفاق النووي المشترك بين الأمم المتحدة أنّ إيران تمتثل للاتفاق، على الرغم من ادّعاءات ترامب التي تروّج لخلاف ذلك وقال إنّ إيران انتهكت «جوهر الاتفاق» عبر قيامها بتجارب صواريخ باليستية، ودعم معظم الحركات الإسلامية الشيعية في الشرق الأوسط.
وتقاتل الولايات المتحدة وإيران بقوة تنظيم الدولة في العراق وسوريا؛ لكنّ التوتّرات تصاعدت بين الفصائل الأميركية والفصائل المدعومة من إيران؛ إذ تبنّى ترامب موقفًا متطرفًا ضد إيران، وأضافت المصادر أن البنتاجون استجاب أيضًا لقرارات ترامب؛ بالإعلان عن أنها «مراجعة طاقة الأنشطة الأمنية كافة ووضع القوات والخطط».
ولم يعلق وزير الدفاع «جيمس ماتيس» رسميًا على قرار ترامب برفض الاتفاق النووي، لكنه قال للكونجرس في وقت سابق من هذا الشهر إنه من مصلحة الولايات المتحدة البقاء داخل الاتفاق، واتفق المسؤولون العسكريون السابقون على أنّ هذا التحرك يمكن أن يزيل في نهاية الأمر القيود النووية ضد إيران؛ مما يجعل الولايات المتحدة أقرب إلى الحرب.
وحذّر «بول إيتون»، جنرال متقاعد وله دور رئيس في إعادة هيكلة الجيش العراقي وتدريبه في أعقاب الغزو الأميركي 2003، من أنّ «قرار ترامب قد يؤدي إلى أزمة جديدة في الشرق الأوسط؛ بل وسيزيد من التصعيد، وهناك أزمة نووية متوترة بالفعل مع كوريا الشمالية، ويعقّد من دور الحملة العسكرية الأميركية التي استمرت 16 عامًا في أفغانستان».
وناشد «بول» مجلس الشيوخ الأميركي بألا يدمّر الاتفاق النووي عبر إضافة المشرعين مزيدًا من العقوبات في مدة 60 يومًا؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وقال إنّ «دونالد ترامب يقرّبنا من حرب مع إيران، ونقلنا أيضًا إلى حرب نووية مع كوريا الشمالية، بينما نحن في حرب في أفغانستان».
وأضاف: «الطريق الذي نسلكه حاليًا سينتهي به المطاف إلى خسائر فادحة في الأرواح على نطاق الملايين، وهو ليس تطوّرًا إيجابيًا لأميركا والإنسانية. إننا نناشد الكونجرس أن يتدخل ويكبح جماح طيش هذا الرئيس».