شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«المونيتور»: الحكومة المصرية تحارب التطرف بـ«معكسرات الأئمة» بعد فشل «أكشاك الفتوى»

طلاب الثانوية الأزهرية

بعد فشل تجربة «أكشاك الفتوى»، التي أقامتها وزارة الأوقاف في محطات المترو، سعت الأوقاف مع الأزهر إلى خطة جديدة، لمحاربة ما وصفته بـ«الأفكار المتطرفة»، حيث تعقد مصر الآن معسكرات تدريب مكثفة للأئمة في جميع أنحاء البلاد لتجديد الخطاب الديني، ونشر ما وصفتها بـ«تعاليم معتدلة» للدين ومحاربة الإيديولوجيات المتطرفة.

ويقوم «الأزهر»، بتنظيم تلك المعسكرات، بالتعاون مع وزارة الأوقاف في المناطق الحدودية، والمحافظات الجنوبية، ومنطقة الدلتا، والمدن الساحلية، حسبما نشرت صحيفة «المونيتور».
وقال وزير الاوقاف محمد مختار جمعه لوسائل الإعلام، إن معسكرات التدريب هذه تهدف إلى شحذ مهارات الأئمة وتأهيلهم لنشر ما اعتبره تعاليم «حقيقية» ومعتدلة للإسلام وكذلك لمكافحة الإرهاب والتطرف، وتشكل المخيمات جزءا من الجهود التي بذلتها وزارة الأوقاف والأزهر مؤخرا؛ للقضاء على الإرهاب وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام.
وقالت آمنة نصير عضو البرلمان وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن عقد معسكرات التدريب خطوة في الاتجاه الصحيح إذا ما نفذت بشكل سليم؛ لأنها من شأنها أن تساعد على تقويض الأيديولوجيات التي تريد الجماعات الإسلامية السياسية انتشارها عبر محافظات البلاد، مضيفة «إذا تم تدريب الأئمة تدريبا جيدا داخل تلك المعسكرات، حول كيفية نقل الصورة الصحيحة للإسلام، فإنه سيحدث فرقا وسيعتبر تحركا سليما من قبل الأزهر ووزارة الأوقاف».
وتؤيد «نصير» قرار عقد تلك المعسكرات في المناطق الحدودية مثل محافظات السويس والإسماعيلية وبورسعيد وصعيد مصر، باعتبارها الأماكن الأكثر فقرا وامية، قائلة «إن التدريب يسمح للأئمة بتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة الدينية لدى هؤلاء، ويرجع ذلك في الغالب إلى ارتفاع معدلات الأمية والفقر، في تلك المناطق لعقود».
ووفقا لتقرير أصدرته الجهاز المركزي للتعبئة العامة واإلحصاء في عام 2015، وصلت معدلات الأمية في لأعلى مستوى لها في صعيد مصر، حيث بلغت نسبة الأميين في محافظة المنيا 32.1٪، كما بلغت 31.4٪ في محافظة سوهاج و 29.6٪ في بني سويف، وأظهر تقرير آخر صدر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في عام 2015 أن حوالي 56.8٪ من سكان صعيد الصعيد لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأضافت، نصير، أن تلك المناطق في حاجة ماسة إلى خطاب ديني متجدد يمكن أن يقضي على سوء الفهم حول التعاليم الأسلامية.
من جانبه، أكد وكيل لجنة الشؤون الدينية البرلمانية شكري الجندي، على أهمية إقامة معسكرات تدريب للأئمة في المناطق الحدودية بما فيها بور سعيد والإسماعيلية والسويس لتفكيك الأيديولوجيات المتطرفة وإيصال مدى تسامح الإسلام، مضيفا أنه على وسائل الإعلام تسليط الضوء، على المناطق الحدودية، واصفا الأمر بالخطوة الهامة للغاية، وخاصة فيما يتعلق بمساعي وزارة الأوقاف، لتدريب الائمة على مواجهة الأفكار المتطرفة فى أنحاء البلاد.
ومنذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي عام 2013 والاحتجاجات التي اندلعت عقب الإنقلاب، شنت الحكومة المصرية حملة قمعية تسببت في ظهور الإرهابيين والمتطرفيين.
ومنذ ذلك الحين، استهدفت الهجمات الإرهابية قوات الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء وفي أجزاء أخرى من البلد، بما في ذلك في القاهرة، ولمواجهة هذه التطورات، تحارب السلطات ما وصفته بالخطابات المتطرفة في المساجد، وشددت قبضتها على الدعاة المنتسبين لجماعة الإخوان المسلمين، إضافة إلى إزالة الكتب الداعمة للتطرف من المساجد.
وفي شهر يوليو، أطلق الأزهر، ما أسماه بـ«أكشاك الفتوى»، في محطة مترو الشهداء في وسط القاهرة لمواجهة الأيديولوجية الراديكالية وتعزيزما وصفه بـ«الإسلام الوسطي».
وأشارت الصحيفة، إلى مطالبة عبدالفتاح السيسي الأزهر عدة مرات، بضرورة إعادة تجديد الخطاب الديني وتقريبه من الشباب لحمايتهم من تبني التطرف.
وفي عام 2015، أطلق الأزهر مرصدا يهدف إلى مكافحة التطرف والفتاوى المتطرفة. ويعمل المرصد بـ10 لغات، ويتتبع الخطابات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذي تنشره الجماعات الإرهابية، ويتم ضحد بياناتهم من خلال علماء الأزهر المتخصصين، ويصدر المرصد أيضا تصريحات توضح وتحذر من الفتاوى غير النمطية لرفع مستوى الوعي بين الناس حول ما هي التعاليم الديني الصحيحة.
وتعتبر دار الإفتاء هي المكان الرسمي المتخصص في إسداء النصائح وإصدار الفتاوى المتعلقة بكافة الجواني الروحية والحياتية، وهي الجهة التي أطلقت المرصد المشار إليه.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023