في الوقت الذي تبدأ فيه مصر جولة جديدة من المفاوضات على سد النهضة، بعد تقديم مزيد من التنازلات بالموافقة على تقرير اللجنة الفنية حول السد، أعلنت أثيوبيا رسميا بدء توليد الطاقة الكهرومائية من سد النهضة قبل اكتمال البناء.
جولة مفاوضات جديدة
وبدأت اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا جولة مفاوضات جديدة لوزراء المياه في مصر والسودان وإثيوبيا، بحضور خبراء من الدول الثلاث، لمناقشة سبل حل الخلافات القائمة بين أعضاء اللجنة الفنية الثلاثية والمكتبين الاستشاريين الفرنسيين، حول التقرير الاستهلالي الذي أعده المكتبان، قبيل البدء في إجراء الدراسة الخاصة بـ«سد النهضة».
ويهدف الاجتماع، الذي جاء عقب زيارة تفقدية لوزراء المياه بالدول الثلاث، لموقع السد للمرة الأولى أمس الثلاثاء، إلى مناقشة مواقف الدول تجاه الاستشاري الفرنسي للشروط المرجعية، لإعداد الدرسات الفنية، مع مراجعة قائمة البيانات المطلوبة والخاصة بالسد، وبحيرة التخزين والتشغيل المقترح من الجانب الإثيوبي، في ظل توافق الدول الثلاث على الحزمة الأولى من البيانات وتسليمها للاستشاري.
وفي السياق، أعلنت وزارة الموارد والري المصرية اليوم الأربعاء أن الدولة المصرية، تأكدت من عدم تخزين مياه في بحيرة سد النهضة خلال هذا العام، وقال المتحدث باسم الوزارة الدكتور حسام الإمام: إنه «تم التأكد خلال زيارة الوفد المصري والسوداني لسد النهضة أمس الثلاثاء، من عدم تخزين مياه في بحيرة السد خلال هذا العام»، مشيراً إلى أنه لم يتم تنفيذ أي أعمال، يمكن أن تعيق حركة المياه الواصلة إلى مصر حتى اليوم.
وأضاف: «إن الجولة التفقدية للوزراء شملت السد المساعد، وخطوط نقل الكهرباء، ومحطة التوليد، وبحيرة السد، مشيراً إلى أنه تم عمل عرض تقديمي من خلال مدير المشروع، حول الموقف التنفيذي للسد، والإجابة على كثير من أسئلة الفنيين سواء من الجانب المصري أو السوداني».
وكان وزراء الري المصري والسوداني والإثيوبي توجهوا أمس الثلاثاء، لزيارة موقع سد النهضة، حيث استقلوا طائرة صغيرة من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وصولاً إلى موقع السد في بني شنجول على بعد 20 كيلومترا من الحدود مع السودان.
أثيوبيا تعلن توليد الطاقة
وأعلنت إثيوبيا رسميا بدء توليد الطاقة الكهرومائية من سد النهضة قبل اكتمال البناء، وذلك قبل يوم من لقاء ثلاثي يجمع وزراء الري المصري والسوداني والإثيوبي في أديس أبابا لبحث الدراسة الفنية للسد.
وقال رئيس المجلس الوطني للتنسيق والمشاركة لبناء سد النهضة ديبريسيون جبرميشل -في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية- إن 38% هي النسبة المتبقية من إكمال المشروع، مشيرا إلى أن توليد الطاقة واستكمال البناء سيعملان جنبا إلى جنب في الفترة المقبلة.
وقال الدكتور ضياء القوصي، الخبير الدولي في شئون المياه، إن الدراسات الخاصة بسد النهضة التى يتم مناقشتها مع إثيوبيا لها أهمية كبيرة، لأنها تعتبر الدليل الأقوى الذى يؤكد وجود خطورة على مصر إذا تم بناء السد بالشكل الذى تريده إثيوبيا.
وأضاف القوصي، في تصريحات صحفية نقلها موقع «المصري اليوم» أنه يتوقع أن تحدد زيارة الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى لإثيوبيا، الكثير من الاتجاهات التي قد تتحرك فيها القاهرة، سواء كانت بالضغط السياسي على النظير الإثيوبى، أو بالإتفاق على طريقة إدارة للمشروع تخدم كل الدول ولا تؤثر على أحد الأطراف.
مزيد من المعوقات
ومن جانب قال الدكتور نادر نور الدين خبير السدود، أن الموقف الحالي شديد الصعوبة وشديد التعقيد، مشيرا إلي أن الجانب الأثيوبي يواصل مراوغاته، ويضغط على مصر بكل الطرق والأشكال.
وأضاف نور الدين، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن موافقة مصر على تقرير اللجنة الفنية لسد النهضة لا يعني انفراجة في الأزمة، فأثيوبيا متحفظة على الكثير من النقاط، وهذا ما يثير القلق، ويتم مناقشتة في الاجتماعات الحالية.
وأكد نور الدين على تصريحات وزير الري حول أنه لم يتم البدأ في تخزين مياة السد حتى الآن مؤكدا أن السد لم يكتمل حتى الأن حتى يتم تخزين المياة، ومشيرا إلي أن ما يثير المخاوف هو أسباب تأخر بناء السد حتى الأن، موضحا أنه من الممكن أن يكون سبب إنشائي وهذة كارثة.