رد التابلت أو الحبس، هكذا هددت وزارة التربية والتعليم طلبة الثانوية العامة، الذين لم يردو التابلت التعليمي الذي وزعتهم الوزارة عليهم، لتسهيل العملية التعليمية.
فبعد ثلاث سنوات، تراجعت وزارة التعليم عن تجربة استخدام التابلت في المدارس، وأصبح مصير العشرات من الطلبة ما بين الغرامة والحبس، بتهمة تبديد المال العام، كما قالت الوزارة، كما حدث بالفعل مع عدد من الطلبة في محافظة دمياط.
تهديد بالنيابة
وأصدر الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، كتابًا دوريًا لجميع المديريات التعليمية، شدد خلاله على عدم جواز ربط تحرير استمارات التقدم لامتحانات الصف الثالث الثانوي بتسليم أجهزة الحاسب الآلي اللوحي (التابلت) الخاصة بالوزارة والتي سلمتها للطلاب منذ ثلاثة سنوات.
ونص الكتاب على ضرورة إخطار أولياء الأمور، وطلابهم برد أجهزة الحاسب الآلي اللوحي (التابلت) أو القيمة المحددة الواردة بكتاب الوزارة رقم 16341 الصادر بتاريخ 11 أغسطس 2016، مع إعلامهم بخطورة عدم رد الجهاز أو عدم سداد قيمته، حيث أن ذلك من شأنه تعريض الممتنع عن التنفيذ للمساءلة القانونية، استيفاءًا لحقوق الدولة التي تعد مالًا عامًا لا يجوز التفريط فيه.
وشدد الوزير، على ضرورة التنسيق مع الإدارات التعليمية والمدارس بشأن حصر أسماء وعناوين الطلبة وأولياء الأمور الممتنعين عن السددا أو التسليم، وإبلاغ النيابة العامة المختصة، ومخاطبة هيئة قضايا الدولةلاتخاذ اللازم، على أن يتم هذا الإجراء بمعرفة الإدارة التعليمية كل فيما يخصها وتحت إشراف المديرية التعليمية المختصة.
أحكام قضائية
وفي الوقت الذي شهدت فيه الأسابيع الماضية حالة من التخبط، بعد عدم تسليم الكثير من الطلبة للتابلت، أو تسليمه مكسورًا، قرر مدير مدرسة أن يتحرك قضائيا ضد الطلبة المتأخرين في تسليم التابلت، واستطاع أن يحصل على حكم بالحبس ضد الطلبة.
وكان 25 طالبا يدرسون بمدرسة رامي زيدان الثانوية للبنين التابعة لإدارة فارسكور التعليمية، قد صدر ضدهم حكم من محكمة جنايات دمياط في 24 يوليو الماضي بحبسهم شهرين مع الشغل وكفالة 200 جنيه، على خلفية قيام مدير مدرستهم بتحرير محاضر ضدهم بقسم شرطة مركز فارسكور يتهمهم فيه بتبديد ممتلكات المدرسة بعدم تسليمهم «التابلت المدرسي»، عقب انتهاء دراستهم الثانوية.
خبير تعليمي: تجربة فاشلة
ومن جانبة قال إبراهيم خيري، الخبير التعليمي، موجه اللغة العربية، شرق مدينة نصر، إن تجربة التابلت، كانت تجربة فاشلة أهدر فيها ملايين الجنيهات، كان تطوير المدارس اولى بهذة الأموال.
وتسائل خيري في تصريح خاص لـ«رصد»، كيف نحاسب الطلبة على التابلت حاليا، فالطلبة في الكليات حاليا، ونحن نهدد مستقبلهم بالحبس.
وأوضح أنه «من الطبيعي أن تبوظ التبالت بعد ثلاث سنوات من الاستخدام مع الطلبة، فالموبيل حاليا لا يكمل معي عامين، وخاصة وأن نوعية التابلت لم تكن جيدة».
وأوضح الخبير التعليمي، أنه عند نقل تجربة ناجحة من دولة رائدة، إلى دولة أخرى، يجب أن تمتلك الدولة الناقلة للتجربة نفس ظروف الدولة التي نجحت فيها التجربة.
وأشار إلي أن الاقتراحات بإلغاء الكتب المدرسية واستبدالها بالتابلت، هي محاولة فاشلة لنقل تجربة ناجحة في دولة أخرى، فالظروف التكنولوجية والثقافية مختلفة، فيجب تهيئة التعليم في مصر أولا لهذة التجربة قبل تنفيذها.
سوابق
الكاتب الصحفي تامر أبو عرب، علق على الواقعة قائلاً: «فيه ٢٥ طالب في دمياط اتحكم عليهم بالحبس شهرين علشان بوظوا أو ضيعوا التابلت اللي الوزارة سلمته لهم السنة اللي فاتت».
وتابع في تدوينه له بموقع التواصل فيس بوك: «ايوة انتوا قريتوا صح، مدير مدرسة فارسكور الثانوية كأي موظف مثالي سخيف عاوز يقفل دفاتره راح المحكمة وأقام جنحة تبديد ضد الـ ٢٥ طالب علشان بعضهم ضيع التابلت وبعضهم بوّظه، والمحكمة كمان كتر خيرها تعاملت بجدية شديدة وشافت إن الطلاب مذنبين وحكمت بحبسهم شهرين مع الشغل وغرامة ٢٠٠ جنيه».
وواصل: «انتوا متخيلين المسخرة يا جماعة؟، بنخلي العيال سوابق علشان تاب تمنه ٦٠٠ جنيه وكان أصلاً مكتوب عليه «هدية من وزير التعليم لأبنائه»، وفي بلد ٩٠٪ من المتهمين بالفساد وسرقة مليارات من المال العام خدوا براءة وقاعدين في بيتهم، أنا لما شفت الخبر في الأول افتكرت إن حد بيألش، بس الألشة الحقيقية بقى إنه طلع بجد».