قالت صحيفة معاريف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خاطب زعماء العالم لدعم الأكراد، بهدف تقليل خسائرهم في شمال العراق، باعتبار المناطق التي ينتشرون فيها إستراتيجية بالنسبة لإسرائيل، وموطئ قدم مهم لها.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو سعى عبر اتصالاته لوقف الانسحابات المتتالية للأكراد في شمال العراق، ومن بين من تحدث إليهم زعماء روسيا وألمانيا وفرنسا، كما أن رئيس مجلس الأمن القومي مائير بن شبات تحدث في الموضوع نفسه مع الإدارة الأميركية خلال زيارته إلى واشنطن.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع بمكتب نتنياهو -رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية العلاقات بين الإسرائيليين والأكراد- أن لإسرائيل مصالح أمنية كبيرة في كردستان، خاصة في ضوء قربها من أعدائها في إيران وسوريا، دون ذكر مزيد من التفصيل.
وأضاف أن «إسرائيل رغبت في أن يحصل الأكراد على وسائل الدفاع عن أنفسهم، وقد كان من الأفضل أن يتم دعمهم بالسلاح، الذي لا تستطيع إسرائيل توفيره لهم حاليا»، زاعما أن الأكراد لديهم توجهات غربية، ويستحقون الدعم، رغم أنهم لا يرغبون في الكشف عن علاقاتهم العلنية مع إسرائيل لعدم استفزاز جيرانهم من الدول العربية.
من جهته، نقل الكاتب بموقع «إن آر جي» آساف غيبور عن أحد قادة المقاتلين الأكراد، ويدعى طارق أحمد جاف، أن «هناك خيبة أمل كردية كبيرة من الموقف الإسرائيلي، لأنها أدارت ظهرها لنا، وتركتنا في مرحلة حاسمة».
وأضاف القائد الكردي أن خيبة الأمل الكردية من إسرائيل تعود لعدم مسارعتها لنجدتهم في المعارك الأخيرة التي خاضوها ضد الجيش العراقي والمليشيات المدعومة من إيران، حيث فضل حلفاء الأكراد وأصدقاؤهم -ومنهم إسرائيل- عدم التدخل؛ رغم وجود دعم إسرائيلي لإجراء الاستفتاء في كردستان، سعيا للحصول على الاستقلال، لكن في المعركة الحقيقية التي خاضها الأكراد مؤخرا فإن إسرائيل لم تكن هناك.
وأكد أحمد جاف أن التمدد الإيراني الذي حصل في الأيام الأخيرة في مدن كركوك والموصل وسنجار القريبة من حدود سوريا يعد خطرا على إسرائيل والأردن، ويجب عليهما أن يشعرا بالخطر والقلق من هذه التطورات الميدانية الأخيرة.
وختم بالقول الغريب أن إسرائيل لا تفكر في مدى ما تشكله إيران من خطر إستراتيجي عليها، مع أنه يجب عليها العلم أن إيران إن كانت قوية في العراق وسوريا، فإن قوتها ستنتقل إلى لبنان وهضبة الجولان، ومع ذلك فإن إسرائيل تفضل الصمت، وعدم العمل ضد هذا الخطر.
المصدر: الجزيرة