شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

باحث لـ«ميديل إيست مونيتور»: الخلافات بين السعودية والإمارات تهدد بكسر تحالفهما

توقّع «ثيمبيسا فاكود»، الباحث بمركز الجزيرة للدراسات، لصحيفة ميدل إيست مونيتور، توقف التحالف بين الإمارات والسعودية؛ بسبب اختلافات في سياستهما تجاه الأوضاع في الشرق الأوسط، أبرزها متركزة في نظرتيهما تجاه الوحدة الفلسطينية وسياسة ما بعد الحرب في اليمن والعلاقات مع إيران؛ خاصة وأنّ للإمارات علاقات اقتصادية معها.

وقال، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، إنّ ولي عهد أبو ظبي ونائب رئيس القوات المسلحة للإمارات محمد بن زايد هو «المرشد» لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأدى سوء صحة الملك سلمان إلى إسناد معظم مسؤولياته لابنه الأمير محمد؛ مما جعله المتحكم في الدولة التي تتمتع بقوة اقتصادية وعسكرية هائلة، إضاف إلى سيطرته على أحد أغنى الكيانات في العالم «أرامكو».

ابن سلمان أيضًا وزير الدفاع وقائد التحالف الذي يقاتل الحوثيين في اليمن حاليًا، وكان الأمير محمد مشاركًا رئيسًا في السياسة السعودية في المدة القصيرة الماضية. ووفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال»، كان ابن سلمان على علاقة ودية مع قطر؛ ومع تصاعد التوتر في الخليج كان عليه أن يختار بين الدوحة والإمارات العربية المتحدة، واختار الإمارات.

وقال «ثيمبيسا» إنّ ما سبق يدل على تأثير محمد بن زايد على ولي العهد البالغ من العمر 32 عامًا، ومنذ الاجتماع الأول بينهما ازدهرت علاقاتهما، وقادت هذه العلاقة إلى تغيير الإمارات وضعها السياسي في المنطقة، الذي كان يتصف بالغموض. وبالرغم من ذلك، كانت السعودية أيضًا متشككة في دور الإمارات وسياستها في المنطقة؛ مما خلق تشوّهات غير مرئية في علاقتهما.

من دلالات التشوّهات

أولًا: خلافًا للاعتقاد العام، لا يوجد حتى الآن توافق في الآراء بين الإمارات والسعودية بشأن التكوين السياسي فيما بعد حرب اليمن. وكان الهدف الأساسي للتحالف طرد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق «علي عبدالله صالح»؛ غير أن الدولتين تختلفان بشأن دور حكومة الرئيس «عبدربه منصور» المعترف بها دوليًا.

وقال «جاكولين ماير كانتاك»، الباحث في مشرع «Critical Threats Project»، إنّ الإمارات حذّرت المملكة العربية السعودية من التخلي عن دعمها للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» أو أنها ستتخلى عن التحالف؛ فالعلاقة بين الدولتين توترت بسبب الشك الإماراتي نحو احتمالات ما بعد النصر.

ثانيًا: حافظت الإمارات على علاقات اقتصادية وسياسية مع إيران، التي ترغب السعودية في عزلها عن المنطقة سياسيًا واقتصاديًا؛ لخشيتها من امتداد النفوذ الشيعي في المنطقة. وقالت صحيفة «فايننشال تريبيون» إنّ الإمارات كانت ثاني أكبر وجهة تصديرية في إيران بعد الصين، بإجمالي 17% من الصادرات الإيرانية.

وأخيرًا: لعلّ الأهم من ذلك أنّ مفاوضات الوحدة بين فتح وحماس في فلسطين خلقت تذمّرًا في السعودية و«إسرائيل» أيضًا، وكان لمصر والإمارات العربية المتحدة دور أساسي في المفاوضات؛ عبر «المبعوث» السياسي الفلسطيني المنفي محمد دحلان.

والتطبيع مع حماس ليس متقبلًا للسعودية بسهولة؛ إذا كان موقفها واضحًا في السنين الماضية، عبر تصريحات وإجراءات رسمية، وهذ الموقف المتجذر لن يُتغاضى عنه بسهولة بين عشية وضحاها دون خلق إحراج للمملكة العربية السعودية.

وانتقدت السعودية قطر لدعمها حركة حماس، وطالبتها فى بيانها بـ«وقف دعمها للجماعات المتطرفة مثل حماس والإخوان المسلمين»، بحسب تعبيرها.

إضافة إلى ذلك، لأنّ حماس لديها علاقات وثيقة مع إيران وقطر، وهي حجر عثرة آخر أمام تحقيق علاقة طبيعية بين السعودية والإمارات؛ فعندما زار ترامب السعودية في مايو الماضي انتقد حماس واتهمها مع آخرين -مثل حزب الله وتنظيم الدولة وطالبان- بأنهم منظمات إرهابية يجب هزيمتها؛ بالرغم من أن ضمّ حماس للتنظيمات الإرهابية كان موضع انتقاد كثيرين في الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من أوجه القصور، يُنظر إلى حماس على أنها المكافح للكيان المحتل. وأثار خطاب ترامب استياء الإمارات، التي كانت في هذا الوقت تموّل مفاوضات الوحدة الفلسطينية بين فتح وحماس وتسهّلها.

أيضًا، أعلنت حماس في وثيقتها التي أذاعتها من الدوحة في مايو الماضي قطع علاقتها مع جماعة الإخوان المسلمين، والتغيير في مبادئها وسياستها، وكان من المتوقع حينها أن تُرفع حماس من قائمة المنظمات الإرهابية؛ وهذا الموقف ساهم في إمكانية التطبيع وإقامة دول علاقات مع حماس.

وكانت الدبلوماسية السعودية «فاترة» تجاه الجهود الجارية في فلسطين. ومن ناحية أخرى، تتحمس مصر والإمارات جدًا تجاهها؛ باعتبارها إنجازًا عظيمًا لهما. وفي النهاية، تقول الصحيفة إنّ هذه الاختلافات بين السعودية والإمارات قد تكسر تحالفهما.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023