شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«نيويورك تايمز» عن علا القرضاوي: ما الجريمة التي ارتكبتها لتبقى في السجون المصرية؟

علا القرضاوي وزوجها حسام خلف

علا القرضاوي، المحتجزة منذ أشهر انفراديًا في زنزانة صغرى بلا نافذة ولا فراش أو حتى مرحاض، حُرمت فوق ذلك كله من الزيارات، إضافة إلى المعاملة القاسية مقارنة حتى بالمعايير المعروفة داخل المعتقلات المصرية، حسبما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

وأضافت، وفق ما ترجمته «شبكة رصد»، أن علا، البالغة من العمر 55 عامًا، اُعتُقلت في يونيو الماضي؛ بعدما اقتحم أمن الدولة «الأمن الوطني» فيلا صيفية لعائلتها على ساحل البحر المتوسط. ومنذ حينها يقول المحامون إنّها محرومة من الحقوق والامتيازات الأساسية كافة للمعتقلين؛ إذ لا يسمح لها إلا بخمس دقائق لاستخدام المرحاض كل صباح.

في حال تبادر إلى ذهنك تساؤل عن ما هي الجريمة التي تستحق مثل هذه الظروف القاسية، فالإجابة دائمًا غامضة، ولم توجّه السلطات المصرية أيّ اتهامات رسمية إلى علا القرضاوي، التي تعمل في السفارة القطرية، وهي مقيمة بشكل دائم في أميركا، أو إلى زوجها حسام خلف المعتقل كذلك في ظروف مماثلة في سجن منفصل في القاهرة.

بينما كل ما يمكن إخباره بشأنه تهمتهما ما تتناقله وسائل الإعلام الإخبارية الموالية للنظام الحاكم بأنهما متهمان بالانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي صنّفتها الحكومة جماعة محظورة في أعقاب الانقلاب العسكري في 2013 على الرئيس المنتخب محمد مرسي، المنتمي إلى الجماعة.

لكنّ السبب الحقيقي، حسبما يقول القرضاوي ومؤيدون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان، إنّ الأمر على الأرجح يرتبط بالتنكيل غير المباشر بالشيخ يوسف القرضاوي؛ بعد الخلل الجيوسياسي بين أكبر بلدان الشرق الأوسط وأغناها: مصر وقطر.

وتقول آية خلف، ابنة علا القرضاوي، إنّ «الأمر يعود جزء كبير منه إلى العداء مع قطر». وفي يونيو، أعلنت أربع دول عربية، بينها مصر والسعودية، عقوبات جوية وبحرية وتجارية على قطر. ومن بين مزاعمهم أنّه على القطريين وقف دعمها للإسلاميين البارزين مثل يوسف القرضاوي.

الشيخ القرضاوي يعد واحدًا من الشخصيات الأكثر شعبية في العالم العربي. ولسنوات، جذب برنامجه «الشريعة والحياة» على قناة الجزيرة عشرات الملايين من المشاهدين. وتنبع شعبيته من آرائه الشعبية والدينية تجاه موضوعات حيوية؛ مثل الجنس الفموي والأخلاق وبطاقات اليانصيب، وكذلك أمور كامتلاك كلب في المنزل.

والقرضاوي، الذي يقيم منذ مدة طويلة في قطر، هو أقلّ شعبية عند الحكومات الغربية؛ إذ منعت بريطانيا والولايات المتحدة ودول أوروبية منحه تأشيرات دخول، بسبب تصريحاته التي ناقشت الهجمات العنيفة على الجنود الأميركيين في العراق وتؤيد الهجمات الاستشهادية في «إسرائيل».

ومن ناحية الوجود التليفزيوني، بات رجل الدين العتيق، البالغ من العمر 90 عامًا، قوة هزيلة؛ فآخر بث له منذ قرابة أربع سنوات. لكنه لا يزال يُنظر إليه على أنه الأب الروحي للإخوان المسلمين، ووجوده في قطر استفزاز طويل للسيسي.

وبعد إطاحة الجيش المصري بمحمد مرسي، المنتمي إلى الإخوان المسلمين، في عام 2013 من رئاسة مصر؛ حثّ القرضاوي المصريين على التظاهر ضد السيسي.

وكرّرت مصر مطالبتها بتسليم الشيخ القرضاوي شرطًا لإنهاء المقاطعة المناهضة لقطر، بعد وقت قصير من فرضها في أوائل يونيو. ورفضت السلطات القطرية، التي تجمعها علاقات طويلة الأمد مع الشيخ القرضاوي ومنحته الجنسية، الامتثال إلى طلب تسليمه للسلطات المصرية.

اعتقلت قوات الأمن المصرية ابنته علا وزوجها السيد خلف، 58 عاما، في 30 يونيو، أثناء وجودهما في منزل عطلتهما على ساحل البحر المتوسط، وداهمت قوات الأمن شقتها في القاهرة وصادرت الأموال والمجوهرات والوثائق. وفي أغسطس، جمّدت السلطات أصولًا مملوكة للزوجين قالت إنها تستخدم لتمويل نشاطات جماعة الإخوان المسلمين.

وتصرّ علا القرضاوي على أنها لم تشارك أبدًا في أي أعمال تتعلق بالسياسة، وندّدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» ومجموعات أخرى مدافعة عن حقوق الإنسان بأن اعتقالها تقف وراءه دوافع سياسية، في حين أنّ السيسي سجن الآلاف من أنصار جماعة الإخوان منذ عام 2013؛ بقي أفراد أسرهم وحدهم. ويرى المعارضون أنّ اعتقال الزوجين يمثّل توجية صفعة إلى قطر على إثر الأزمة القائمة حاليًا.

وقال مصطفى النجار، عضو سابق في مجلس النواب، إنّه «من غير المعقول أن نعيش الآن ونأخذ الرهائن من عائلات المعارضين السياسيين». وخضعت علا القرضاوي وزوجها للتحقيق الرسمي قبل اعتقالهما، وسجن السيد خلف في 2014 بسبب صلاته بحزب سياسي إسلامي صغير، وأفرج عنه دون اتهام رسمي بعد عامين، وتعمل علا القرضاوي باحثة في السفارة القطرية بالقاهرة.

ويأمل المحامون أن يساعد وضعهما كحاصلين على الجنسية الأميركية في إقناع البيت الأبيض بالتدخل ومتابعة قضيتهما. وعلى الرغم من إشادة ترامب بالسيسي بأنه «رجل رائع»؛ قطعت إدارته في أغسطس معونة مالية وحجبت ما قدره 291 مليون دولار مساعدات ردًا على سجل السيسي السيئ في حقوق الإنسان.

وساعد الرئيس ترامب، عبر تدخله المباشر، في واحد من أكثر إنجازاته في السياسة الخارجية وضوحًا في إدارته، على الإفراج عن آية حجازي، المصرية الأميركية التي اُعتقلت في السجون المصرية.

واعتبر ترامب جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية هذا العام؛ اعتمادًا فقط على مشورات من مسؤولي المخابرات والدبلوماسيين.

ويحصل القرضاوي، الداعية الاسلامي، على تعاطف محدود في دوائر السياسة حتى لو كان واحدًا من أكثر رجال الدين شعبية في العالم الإسلامي منذ الستينيات؛ ففي الأسابيع الأولى من الربيع العربي في عام 2011، حضر القرضاوي وألقى في حشد هائل من المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة. ونشر أكثر من مائة كتاب ولديه 1.8 مليون متابع على «تويتر».

وبالرغم من أنه ينفي كونه عضوًا في جماعة الإخوان؛ تحظى خطبته بتأثير كبير في مصر، واتّهمته حكومة السيسي بالإرهاب، وتتعلق بعض خطبه بأمور طائفية، ولم يردّ مكتب النائب العام المصري على طلبات التعليق على الموضوع من الـ«نيويورك تايمز».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023