نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرا يؤكد إن علا ابنة المفكر الإسلامي يوسف القرضاوي، تعيش ظروفا صعبة في السجن، حيث وضعها الأمن المصري في زنزانة بلا نوافذ، ودون فراش أو حمام، ومنع عنها زيارة أحد.
ويشير التقرير، إلى أن علا اعتقلت في يونيو، عندما قام الأمن المصري بمداهمة بيتها، ويقول محاموها إنها منعت منذ ذلك الوقت من الأمور الأساسية التي تمنح للسجين العادي، مثل الخروج من الزنزانة كل صباح للحمام ولمدة خمس دقائق، بحسب ترجمة عربي21.
ويتساءل التقرير عن طبيعة الجرائم التي ارتكبتها القرضاوي، التي تقتضي معاملة سيئة كهذه، وتستدرك الصحيفة بأن السبب الحقيقي لمعاقبة علا القرضاوي، كما يقول ناشطو حقوق الإنسان، هو الخلاف الجيوسياسي مع قطر، التي أصبحت فيه علا بيدقا لا حول لها ولا قوة، حيث قالت آية خلف، ابنة علا: «الجزء الأكبر هو بسبب قطر».
ويلفت إلى أن اعتقال علا وزوجها جاء وسط الأزمة التي اندلعت في يونيو، عندما قررت السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر، فرض حصار جوي وبري وبحري على دولة قطر؛ بتهمة دعم الإخوان المسلمين وتمويل الإرهاب، مشيرا إلى أنه كان من بين المطالب التي تقدمت بها هذه الدول، وقف الدعم لوالدها الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يعد من أشهر الدعاة والوجوه الإعلامية الدعوية على التلفاز.
ويقول الكاتبان إن الشيخ القرضاوي يعيش منذ عقود في قطر، وهو «ليس شعبيا بين الحكومات البريطانية والأمريكية وبعض الأوروبية، التي رفضت منحه تأشيرة دخول؛ بسبب فتاواه ضد الجنود الأمريكيين في العراق والعمليات الانتحارية ضد إسرائيل، ولم يعد الشيخ البالغ من العمر 90 عاما قوة في التلفزيون، وكان آخر برنامج له قبل أربعة أعوام، لكن ينظر إليه على أنه مرشد روحي للإخوان المسلمين، ووجوده في قطر يعد مضايقا للرئيس عبد الفتاح السيسي».
وتذكر الصحيفة أن مصر طالبت بترحيل القرضاوي، كواحد من شروط رفع الحصار عن قطر، ورفضت القيادة القطرية، التي تقيم علاقة طويلة مع القرضاوي، ومنحته الجنسية القطرية.
وينوه التقرير إلى أنه عندها قام 30 رجل أمن بمداهمة بيت ابنته واعتقالها وزوجها خلف (58 عاما) في بيتها في الإسكندرية، وقام الأمن أيضا بمداهمة بيتهما الدائم في القاهرة، وصادر مجوهرات ومالا ووثائق، التي قال إنها من أجل تمويل الإخوان المسلمين.
ويفيد الكاتبان بأن علا أكدت أنها لم تكن ناشطة في السياسة، فيما استنكرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» اعتقالها، ووصفته بأنه سياسي، مستدركين بأنه رغم اعتقال السيسي عشرات الآلاف من مؤيدي الإخوان، إلا أنه لم يعتقل أيا من النساء في عائلاتهم، حيث يرى نقاد النظام أن الاعتقال محاولة انتقامية ونتاج للأزمة القطرية.
وتبين الصحيفة أن علا وزوجها حسام كانا عرضة للرقابة الأمنية، واعتقل الزوج عام 2014؛ لعلاقاته مع حزب صغير، ثم أفرج عنه دون توجيه تهم، مشيرة إلى أن علا تعمل باحثة في السفارة القطرية في القاهرة، وكانت تأمل وزوجها أن يؤدي حصولهما على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة إلى إجبار البيت الأبيض على تبني قضيتهما.
ويستدرك التقرير بأنه رغم وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السيسي بـ«الرجل الرائع»، إلا أن إدارته قررت في شهر أغسطس قطع 291 مليون دولار من أموال الدعم عن السيسي؛ بسبب سجل حقوق الإنسان السيئ، لافتا إلى أن إدارته قامت في الربيع الماضي بتأمين الإفراج عن آية حجازي، التي كانت تدير منظمة خيرية في مصر، والتي تحمل الجنسية المزدوجة الأمريكية- المصرية.
ويقول الكاتبان إن الإخوان المسلمين لا يحظون بشعبية، خاصة بين اليمين المتطرف، داخل البيت الأبيض، حيث فكر الرئيس الأميركي بتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، لكنه توقف عن فعل هذا بناء على نصيحة المخابرات والدبلوماسيين.
وتختم «نيويورك تايمز» تقريرها بالإشارة إلى أن القرضاوي قام في الأسابيع الأولى للربيع العربي بمخاطبة الجماهير في ساحة التحرير، وأصدر أكثر من 100 كتاب، ولديه أكثر من 1.8 مليون معجب على «تويتر»، مستدركة بأنه رغم نفيه أي علاقة له مع الإخوان المسلمين، إلا أن خطاباته مؤثرة في مصر، واتهمته حكومة السيسي بالإرهاب.