في الوقت الذي يتراجع فيه أخر النواب المعترضين على التنازل عن جزيرتي «تيران وصنافير» عن استقالته، تبدأ السعودية خطة تنمية الجزيرتين، وسط غضب شعبي وتجاهل سياسي.

تنمية تيران وصنافير

وقالت مؤسسة سعودية، إن جزيرتي تيران وصنافير الاستراتيجيتين في البحر الأحمر سيدخلان ضمن مشروع «نيوم» الذي أطلقه ولي العهد السعودي برأس مال يتجاوز 500 مليار دولار.
وذكرت مؤسسة «مشاريع السعودية» – التي تعرف نفسها بأنها «المنصة الوحيدة المتخصصة في نشر أخبار ومعلومات المشاريع السعودية والبرامج التنموية في كافة القطاعات»  عبر حسابها الموثق على موقع تويتر، الثلاثاء، أن «جزيرتي تيران وصنافير السعودية ستكونان ضمن مشروع مدينة نيوم».

وتقول المؤسسة عبر موقعها على الإنترنت إن «مؤسسة مشاريع السعودية لتقنية المعلومات تأسست عام 2011 بفريق شبابي يتطلع لتنظم سوق المشاريع في كافة القطاعات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي وموقع مشاريع السعودية».

وأعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الثلاثاء، خلال مؤتمر اسثتمار دولي في العاصمة الرياض، خططًا لاستثمار 500 مليار دولار في مدينة كبيرة جديدة على البحر الأحمر.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) فإن المشروع سيكون عبارة عن مركز تقني على مساحة 25 ألف كم مربع ومتصل بمصر والأردن، ويتم الربط مع مصر والأردن عبر جسر على خليج العقبة، ومن المتوقع أن تنتهي المرحلة الأولى من المشروع بحلول عام 2025.

ووقعت الرياض والقاهرة اتفاقية لتعيين الحدود البحرية خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى القاهرة في أبريل من العام الماضي، انتقلت بموجبها السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. ووافق مجلس النواب في يونيو الماضي على الاتفاقية التي أثارت جدلا كبير في الشارع المصري.

نائب تيران وصنافير يتراجع عن استقالته

وفي الوقت الذي تستعد فيه السعودية لتنمية الجزر تراجع محمد فؤاد النائب بحزب الوفد عن استقالته من البرلمان بسبب التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، لتنتهي الأزمة البرلمانية نهائيا، ويمرر النظام بيع الجزر دون أي اعتراض أول استقالة من البرلمان.

وقال النائب محمد فؤاد، إن استقالته من مجلس النواب، لم تكن مزايدة أو بحثا عن الشو الإعلامي، مضيفًا: «لم أتوقف عن ممارسة العمل البرلماني؛ احتراما للبرلمان والمجلس ولمن انتخبوني» .

وأضاف خلال الجلسة العامة: «لم أنكر نشاط ومجهود البرلمان ولم أتطرق إلى الجانب التشريعي؛ لأنه يقوم بدوره على أكمل وجه».

وقال فؤاد: «شرفت بالتعامل مع النواب في اللجان النوعية»، واختتم: «استجابةً لما لمسته من رئيس البرلمان والنواب والجماهير التي انتخبتني أعلن سحب استقالتي».​

كان النائب محمد فؤاد عضو مجلس النواب عن حزب الوفد بدائرة العمرانية، أعلن استقالته من البرلمان، عقب موافقة المجلس على اتقافية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، احتجاجا على ما وصفه بـالطريقة التي أديرت بها جلسات مناقشة اتفاقية تيران وصنافير.

سعودة الجزر

ومن جانبه قال مجدي حمدان، المحلل السياسي، والقيادي السابق بجبهة الإنقاذ، إن السعودية ستسير بخطى سريعة لتنمية الجزر المصرية، وسعودتها، لفرض سياسة الأمر الواقع، حتى إذا سقط النظام الحالي، تكون السعودية قد بسطت سيطرتها على الجزر.

وأضاف حمدان في تصريح خاص لـ«رصد»، أنه لن يلوم على نواب، اقسموا بالحفاظ على وحدة الوطن وسلامة اراضية وخانوا القسم وحنثوا به، ولن يلوم او يعاتب على نواب اقسموا بانهم سيتقدمون باستقالتهم وانهم في حالة التصديق سوف وسوف.. وفي النهاية خافوا من انقطاع مرتباتهم وغضب الكفيل.

وأكد حمدان أن الجزر من وجهة نظره هي اراضي مصرية محتلة ومباعة ومهما طال الزمان ستعود الى مصر بالتراضي او بغير ذلك، اما عن النائب العائد من الاستقالة فيقول له «احترمناك عندما اعتقدنا انك مصري ووطني..ولكنك اثبتت انك لاتنتمي الي مصر ولا الي شعبها ..فعودا حميدا لمكانك الطبيعي في برلمان الجهات السيادية».