تراجعت سيطرة تنظيم الدولة بشكل ساحق على البلدات التي كانت بحوزته في العراق وسوريا؛ ما أنتج تساؤلات عن مصير المقاتلين التابعين له في أعقاب انهياره، خاصة أنّ كثيرين منهم أجانب، يقدّر أعدادهم بـ40 ألفًا، وبدؤوا الآن في العودة إلى البلدان التي جاؤوا منها، حسبما نشر موقع «بيزنس إنسايدر».
وأضاف، وفق ما ترجمته «شبكة رصد»، أنّ ما لا يقل عن 5600 شخص من 33 دولة غادروا «الخلافة» وعادوا إلى ديارهم، وفقًا للتقرير الصادر مؤخرًا عن مركز «صوفان». وعاد ما يقرب من نصف المقاتلين إلى بريطانيا والسويد والدنمارك، وقرابة 10% من المقاتلين إلى روسيا أو الجمهوريات السوفيتية السابقة.
وذكر «بيزنس إنسيدر» أنه في الوقت الذي عاد فيه مقاتلون من التنظيم إلى مواطنهم الأصلية في أوروبا، شهدت بلدان جنوب شرق آسيا وضعًا مختلفًا؛ إذ لم يعد مواطنوها فحسب، بل أيضًا عاد إليها مقاتلون من التنظيم اختاروا ألا يعودوا إلى مواطنهم الأصلية.
واحتفظ التنظيم سابقًا بسجلات مفصلة للمقاتلين الذين انضموا إليه، تحمل بيانات شخصية دقيقة عنهم. هذه السجلات، إضافة إلى أجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة، ساعدت التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في محاربة التنظيم والكشف عن أعضائه.
وقال الموقع في تقريره إنّ مصادر أمنية على صلات بالتحالف الدولي أكّدت أنه بالفعل شارك قرابة 20 ألف مقاتل انضموا إلى صفوف التنظيم مع الشرطة الدولية «الإنتربول».
واعتبر «بيزنس إنسيدر» أنّ نجاح التنظيم في جذب المجندين الأجانب فاق كثيرًا من التنظيمات التي تألفت من المقاتلين الأفغان الذين قاوموا الاتحاد السوفييتي في ثمانينيات القرن الماضي؛ ما ساعده في الحفاظ على بقائه على المدى الطويل مجموعة متماسكة، ثم مصدر إلهام للآخرين.
وقال التقرير إنه «من المحتمل جدًا حتى مع تراجع تنظيم الدولة إقليميًا، ورفض المنطقة بشكل متزايد واحتمال الغياب العلني؛ ستنظر قيادات التنظيم إلى أنصار في الخارج، من بينهم العائدون إلى بلادهم، للحفاظ على التنظيم على قيد الحياة».