قال الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي إنه مُنع من الكتابة بعدما تلقى اتصالًا هاتفيًا من شخص في الديوان الملكي يأمره بالصمت، مضيفًا أنه «لا توجد حياة سياسية» في السعودية.
وأضاف، في مقابلة مع قناة سي إن إن الأميركية، أنّ أمر المسؤول المقرّب من القيادة «جعلني أشعر بالإهانة. وهذا ما يمكن أن يحدث لأي سعودي آخر».
غدر السلطات
وكشف جمال عن اعتقال كثير من السعوديين بعد أن ذهبوا إلى أمن الدولة ووقّعوا تعهدات بألا يعارضوا الحكومة، وتابع: «هذه ليست السعودية التي يجب أن أسعى إليها، يجب أن أسعى إلى سعودية شاملة. لا يجب أن نتخلص من السلفية الراديكالية لنثير إعجاب الليبرالية الراديكالية أو مهما كان اسمها. الإصلاح هو أمر يجب أن تشارك فيه كل قطاعات المجتمع».
وأكّد الكاتب السعودي أنه غادر المملكة تجنبًا للوقوع في مشكلة، لافتًا إلى ارتفاع نسبة قلقة عقب القبض على الخبير الاقتصادي السعودي عصام الزامل بعد يومين من لقائه في واشنطن.
وتابع: «ما زلتُ أقول إننا لا نحتاج ذلك في السعودية. ليس أنا وليس عصام الزامل وليس سلمان العودة وليس أي شخص من السعوديين السبعين الذي اعتقلوا في الأسابيع الستة الأخيرة».
غياب الحياة السياسية
وأضاف جمال: «ليست لدينا بالفعل حياة سياسية في السعودية، الأحزاب ممنوعة، والمنظمات غير مسموح بها، لذلك ليس لديّ إجابة جيدة فعلًا».
وشدّد على ضرورة السماح للناس بالتعبير عن قلقهم ووجهات نظرهم بشأن أي قضية، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية ما دام أنهم لا يدعمون العنف ولا يدعون إليه.
وأعلن جمال عودته للكتابة والتغريد في 13 أغسطس الماضي بعد توقّفه في 18 نوفمبر عام 2016 بعد تصريحات قيل إنها تسيء لعلاقات المملكة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب؛ ما أثار آنذاك علامات استفهام بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد معلومات غير مؤكدة تداولت بمنعه من الكتابة أو الظهور في المحطات الفضائية.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، في بيان يوم 18 نوفمبر 2016، إنّ الكاتب «لا يمثّل المملكة بأي صفة، وما يعبّر عنه من آراء تعد شخصية ولا تمثّل مواقف حكومة السعودية بأي شكل من الأشكال».
هروب من الاعتقالات
ومنذ مطلع سبتمبر الماضي تقود السلطات السعودية، برعاية جهاز أمن الدولة، حملة اعتقالات عنيفة ضد العشرات من الكتاب والصحفيين ورجال الدين والمحللين الاقتصاديين والروائيين والشعراء؛ وتمكن بعضهم من الفرار إلى دول الخليج المجاورة وتركيا وبريطانيا وأميركا، من بينهم جمال خاشقجي.
أيضًا، استطاع المعارض الشهير الدكتور كساب العتيبي الخروج من السعودية نحو الدوحة؛ خوفًا من الاعتقال. ويعيش الأكاديمي والباحث الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد في منفاه الاختياري في إسطنبول عقب ورود اسمه في قوائم الاعتقالات الخاصة بجهاز أمن الدولة، التابع لولي العهد محمد بن سلمان.
كما استطاع الشيخ عبدالرحمن دمشقية، رجل دين وباحث لبناني كان مقربًا من أجهزة الدولة السعودية الأمنية في عهد وزير الداخلية الأسبق نايف بن عبدالعزيز وابنه محمد، الفرار من السعودية متجهًا إلى لندن؛ إذ يملك إقامة دائمة في الأراضي البريطانية عقب ورود اسمه على قوائم الاعتقال، كما استطاع رجل دين سوري يعمل إمام مسجد الفرار نحو الكويت؛ كونه يمتلك إقامة صالحة في الكويت والسعودية.