شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تراجع كردي أمام العراق.. مفاوضات على حدود 2003 والبارزاني خارج الحسابات

قوات عراقية

يتجه الموقف بين العراق والأكراد، إلى التقدم لصالح بغداد بعد مرور أكثر من شهر على أزمة الاستفتاء الذي أجراه الإقليم في الـ 25 سبتمبر الماضي، بشأن الانفصال عن العراق وإعلان إقليم أربيل مستقلا عن بغداد.

مفاوضات لصالح بغداد

وفي آخر تحديث للأزمة عقدت القيادات العراقية اجتماعا مع قيادات من كردية من قوات البيشمركة، أمس السبت، وصفها رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول عثمان الغانمي بأنها «تقدما مقبولا»، في حين لم يدل الجانب الكردي بتعليق بعد الاجتماع.

وأبرم الاجتماع حول مصير المناطق المتنازع عليها والتي تصر بغداد على السيطرة عليها، وأحرزت في ذلك تقدما ملحوظا عبر تحركات عسكرية بدأت منذ 19 أكتوبر، استطاعت السيطرة على محافظة كركوك وبعض المناطق المتنازع عليها والتي كانت تحت سيطرة قوات البيشمركة.

وتمركزت النقطة الأساسية في المفاوضات التي بدأت في قيادة عمليات نينوي بمدينة الموصل، حول عودة القوات الكردية إلى حدود 2003 المعروف بـ «الخط الأزرق»، وهي التي تشمل حدود «أربيل ودهوك والسليمانية» وتسليم كافة المنافذ الحدودية للقوات الاتحادية، ووالوصول إلى منطقة فيشخابور على الحدود العراقية التركية.

القوات العراقية في كركوك

وذكر المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي، إن الهدف الأساسي من الاجتماع هو فريق مشترك بين بغداد وأربيل، وتهيئة لانتشار القوات الاتحادية دون اشتباكات، لافتا إلى أن «بغداد تسعى إلى تجنب الصدامات وإراقة الدماء».

وكانت اشتباكات دامية وقعت بين الطرفين بعد محاولة القوات العراقية التقدم للسيطرة على معبر فيشخابور -الذي يمر عبره خط نقل النفط إلى ميناء جيهان التركي- حيث واجهته قوات البيشمركة.

وفي المقابل، لم يدل الجانب الكردي الذ كان برئاسة وزير داخلية الإقليم كريم سنجاري، بأي تصريح بعد الاجتماع، وترك الأمر للتداول مع القيادات الكردية للوصول إلى قرار بشأن ما تم طرحه خلال الاجتماع.

ماهو هو الخط الأزرق

والخط الأزرق لإقليم كردستان العراق يضم مدن السليمانية وحلبجة ودهوك وأربيل فقط، في حين توسعت قوات كردستان العراق منذ عام 2003 إلى مناطق في محافظات كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين.

حدود الخط الأزرق في العراق

هدنة يستغلها الطرفين

الهدنة التي أعلنها رئيس الوزراء حيدر العبادي، بإيقاف تحركات القطعات الاتحادية، كانت لإتاحة الفرصة لتهيئة الأرضية لاستكمال إعادة الانتشار وبسط القوات الاتحادية سلطتها، إلا أن قوات البيشمركة استغلتها لصالحها.

ودفعت قوات البيشمركة خلال هدنة الـ 24 ساعة، بتعزيزات عسكرية كبيرة في مناطق سهل نينوى، وجبل بعشيقة الواصل بين الموصل وأربيل، وبلدة بردى التابعة للتون كوبري بأطراف كركوك، إلا أن الهدوء سيطر على تلك المناطق طوال ليلة أمس.

استغلال الهدنة فتح المجال أمام القيادات الكردية بالدعوة لاستمرارها، في إطار المباحثات لوصول لحل للأزمة الطاحنة بين بغداد والإقليم.

التحركات الكردية على الأرض، تعزز فرضيات فشل المفاوضات بين الطرفين، وهي ما دفعت قوات البيشمركة للتحرك على الأرض لعدم ثقتها في القوات العراقية، حتى تكون على استعداد لأي تحرك مقابل.

 

قوات البيشمركية

البارزاني خارج المشهد

المشهد الداخلي في الإقليم، أكثر تعقيدا، فالصراع بين طرفين أحدهما يؤيد الحوار مع بغداد والآخر يصر على نتائج الاستفتاء ، يبلغ مداه، ومن المتوقع أن يشهد اليوم برلمان إقليم كردستان في جلسته تطورات جديدة في الساحة السياسية للإقليم، بعد أن قررت حركة التغيير والجماعة الإسلامية قررتا المشاركة في هذه الجلسة، بعد مقاطعة لجلسات البرلمان بسبب خلافات سياسية، شملت جلسة الاستفتاء.

مصادر كردية أكدت أن رسالة رئيس الإقليم مسعود البارزاني، والذي ستقرأ على البرلمان اليوم، ستتضمن تخليه عن تمديد ولايته، مع خطة لتوزيع سلطات الرئيس، وهو ما أكده المستشار السياسي لرئيس إقليم شمال العراق، هيمن هورامي، السبت، أن رئيس الإقليم، عر تغريدة له على «تويتر».

وقال النائب الكردي إيدن معروف لوكالة «فرانس برس» إنه الكتل البرلمانية توصلت إلى اتفاق حول كيفية توزيع صلاحيات رئيس الإقليم على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ستناقش هذا التوزيع في جلسة (اليوم) الأحد».

رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني

ولكن هورامي، أكد على أن البارزاني لن ستغيب عن المشهد بالكلية ولكن سيكون داخل العملية السياسية بقوة أكثر مما سبق.

في المقابل علقت النائبة عن كتلة التغير الكردستانية سروة عبد الواحد، بأنه لا مجال للمساومة على الاستحقاقات الدستورية للشعب الكوردي، لافتة إلى أن هناك فرق كبير بين المساس بحق الكرد ومعاقبة الفاشلين في إدارة الاقليم .

وأضافت في سلسلة تغريدات بأن جلسة البرلمان ستكون «بداية لواقع سياسي جديد، وقد يكون اقالة الرئيس المنتهي الولاية أولى الخطوات لهذه البداية..».

ولفتت إلى أن «عدم تمديد الولاية ليس فضلا يقدمه الفاقد الشرعية للشعب الكردي وإذا يريد تقديم الخدمة لهذا الشعب عليه الاعتزال والرحيل..».

جدير بالذكر أن برزاني يتولى منصب الرئيس منذ عام 2005. وأجريت آخر انتخابات رئاسية في الإقليم عام 2009، وفاز بها برزاني. وانتهت فترة ولايته عام 2013، لكن جرى تمديدها مرتين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023