مع إطلاق روسيا دعواتها لممثلي النظام السوري والمعارضة السورية، لحضور مؤتمر الحوار الوطني بمدينة سوتشي الروسية يوم 18 نوفمبرله، وسط رفض ، تثار التساؤلات حول الأهداف الخفية له، وسط رفض واسع لقوى المعارضة وتهديدات روسية.
وفي الوققت الذي أصدرت قوى المعارضة بيانات منفصلة توضح موقفها من المؤتمر، كان رد فعل النظام السوري متماشيا مع الموقف الروسي، حيث أكد ممثل النظام في الأمم المتحدة، أنهم مستعدون للمشاركة في المؤتمر الذي تنظمه موسكو.
موقف فصائل المعارضة
ووجهت روسا دعوة لأكثر من 33 جماعة وحب سياسي سري، لحضور مؤتمر، باسم «المؤتمر السوري للحوار الوطني»، زاعمة أنه يبحث دستور جديد لسوريا وإصلاحات سياسية محتملة، وكان ضمن المدعوين، أحزاب ومنظمات كردية، كما تضمنت «حزب البعث»، و«الهيئة العليا للتفاوض»، إضافةً إلى حوالي 30 منظمة أخرى.
ومن جهتها أعلنت الهيئة العليا للتفاوض، رفضها للمؤتمر الذي دعت له روسيا، مؤكدة أنها «لن تشارك في أي فعاليات تُعقد خارج المظلة الأممية، ولا تتوافر فيها الضمانات الدولية لضبط الامتثال وحفظ حقوق شعبنا».
كما أعلن «المجلس الإسلامي السوري» موقفه الرافض من المؤتمر الذي دعت إليه روسيا، لافتا إلى أن «المؤتمر محاولة لتعويم النظام وإعادة إنتاجه، ومساعدته ليفلت من العقاب على جرائمه المصنفة دوليًا بأنها جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية».
وأضاف بيان للمجلس أن «النظام يحاور نفسه بزج المعارضة المعلبة المصنعة في دهاليز النظام وحلفائه وعلى رأسها ما يسمى منصة موسكو ليمثلوا المعارضة السورية».
اعتبر المجلس أن عنوان المؤتمر وتصريجات المسؤولين الروس حوله يشير إلى تقسيم سوريا، إضافة إلى التفافه على مطالب الثورة التي قامت لأجلها، وخرق لمبادئ الثورة.
وأصدر الائتلاف السوري، وفصائل عسكرية بيانا مشتركا، رفضا فيه، المشاركة في المؤتمر.
كما اتخذ كلا من الائتلاف الوطني للقوى الثورية والمعارضة، والمجلس الوطني السوري، الجبهة الجنوبية، نفس موقف الفصائل المعارضة.
الموقف الدولي
وجاء موقف الامم المتحدة من مشاركتها في المؤتمر الداعي إليه روسيا، غير محدد، حيث أن بحضورها يصبح المؤتمر بمظلة أممية وله شرعية دولية، وأعلنت المنظمةأنها لا تزال تدرس المشاركة، أن الموتمر الذي دعت إليه روسيا بشأن سوريا في “سوتشي” ليس اجتماعًا أمميًّا.
ومن جانبه قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر إن «أي مبادرة تعزز عملية جنيف مرحب بها، لكن أي مبادرة خارج هذه العملية ليست كذلك وستبوء بالفشل».
كما صرح السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماتيو رايكروفت بأن «الطريق إلى السلام يمر عبر جنيف».
أهداف خفية للمؤتمر
لفتت كثيرا من قوى المعارضة في بيانتها الرافضة لحضور المؤتمر، إلى أن موسكو تسعى من خلاله إلى أهداف خفية، مؤكدين أن إعادة تأهيل النظام السوريى سيكون عنوان هذا المؤتمر المزعوم.
كما أثارت القوى السورية، شكوك حول هوية المشاركين في المؤتمر، وقالت إن الهدف من بعض القوى المدعوة هو ظهور معارضة شكلية تضفي للنظام السوري شرعية جديدة، تمرر من خلالها أجندات روسية تدعم نظام الأسد.
من جانبها، اعتبرت الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة أن المؤتمر يمثل حرفا لمسار الوساطة التي ترعاها الأمم المتحدة، ومحاولة لإعادة تأهيل نظام الأسد.
ولفتت الهيئة إلى أن المؤتمر يندرج في إطار جهود روسيا للانفراد بالحل خارج الشرعية الأممية، ونسفا للجهود التي يبذلها المجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي يضمن للشعب السوري حريته وكرامته.
وفي ذات السياق، أورد الائتلاف السوري في بيان أن الدعوة لهذا المؤتمر تمثل التفافاً على مفاوضات جنيــف والإرادة الدولية في الانتقال السياسي في سوريــة تحت رعاية الأمم المتحدة.
تهديدات روسية
وفي أعقاب الرفض الأولي لعدد من فصائل المعارضة، هددت روسيا الرافضين، بخروجهم ممن العملية السياسية في روسيا وقال المبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن المعارضة السورية سوف تكون «خارج العملية السياسية»، حال رفضت أو وضعت شروطًا مسبقة للمشاركة في «سوتشي».
وردت روسيا على الاتهامات الموجهة لها بمحاولة الانحراف بمسار المفاوضات في جينيف، حيث أوضح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن فكرة عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري لم تأت لتنافس جهود الأمم المتحدة في التسوية، وإنما في إطار مساعي توسيع مشاركة السوريين في العملية السياسية.
ولكن مع توالي الرفض حيث أصبح المؤتمر فارغا من الفصائل المعارضة البارزة، اضطرت موسكو إلى إعداد قائمة جديدة، إلا أن ذلك سيتطلب تأجيل المؤتمر، مع توقعات واسعة بفشل إجراء المؤتمر حال اتسعت دائرة الرفض للمدعوين الجدد.