شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

صراع بين الأسد و«قسد» على دير الزور.. وتوقعات بكارثة إنسانية

دير الزور

إعلان النظام السوري، سيطرته الكاملة على مدينة دير الزور، بدعم من الطيران الروسي، وطرده لعناصر تنظيم الدولة من المدينة، مع سيطرة لقوات سوريا الديمقراطية على أطراف المدينة وآخرها ست قرى في الريف الشمالي الشرقي، ضمن حملة «عاصفة الجزيرة»، ينذر باشتباك وشيك بين قسد والنظام ، وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية للمدنيين في المدينة.

سيطرة للنظام وتمشيط للمدينة

واستطاعت أمس قوات النظام (بشار الأسد) المدعومة من روسيا، التغلغل في أغلب أحياء مدينة دير الزور بعد معارك استمرت لأسابيع مع عناصر «تنظيم الدولة» في المدينة، وبحسب بيان للجيش النظامي، فإنه تم السيطرة على كامل المدينة، إلا أن نشطاء شككوا في البيان وقالوا إن حي الحويقة وحي الرشدية مازالا بيد التنظيم.

وأعلنت قوات النظام السورية سيطرتها على أحياء البعاجن والشيخ ياسين، وأبو عابد وأجزاء من الرشدية والعرضي، والكنامات، والرصافة والمطار القديم، بالإضافة إلى حي الحميدية والذي يعد أكبر معاقل التنظيم في مدينة دير الزور وآخرها .

وبدأت قوات النظام تمشيط للمدينة عقب لسيطرة على معظم احياءها، وذلك بالتزامن مع قصف روسي لمدينة البوكمال، والتي لا تزال تحت قبضة التنظيم مع مدن القورية والعشارة وهجين في الريف الشرقي للمدينة.

وببسط قوات النظام نفوذها على تلك المدينة، تصبح قوات النظام قبالة حدود سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الريف الشرقي.

قوات النظام السوري

كارثة إنسانية وشيكة

سيطرة النظام على معظم نواحي المدينة دفعت بالأهالي إلى حويجة قاطع، وهي جزيرة نهرية يحيط بها نهر الفرات من كل الجهات، وأقرب بلدة إليها هي الحسينية الواقعة تحت سيطرة المليشيات الكردية، ووجهت الأهالي نداءات لقوات سوريا الديمقراطية للعبور إلى قرية الحسينية الواقعة تحت سيطرتها إلا أنها رفضت.

وبحصار المدنيين في حويجة قاطع، أصبحوا في خطر بالغ، فأطراف الصراع تحيطهم، قوات النظام تسيطر على كافة النواحي، و«قسد» في الحسينية، كما أن عناصر التنظيم الهاربة، غير معلوم وجهتها حتى الآن .

ونتيجة القصف الجوي على المدينة والمعابر المائية، سقط عشرات المدنيينن والتي كانوا يتخذون تللك المعابر ممرا للهروب.

وشن نشطاء حملات تحذيرية من انتقام قوات النظام، من المدنين في المناطق المسيطر عليها مؤخرا، في الوقت الذي ترفض سوريا الديمقراطية استقبال النازحين في المناطق المسيطر عليها.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، إن «750 مدنيا محاصرون في مساحة جغرافية ضيقة، لا تتجاوز مساحتها كيلومتر ونصف مربع داخل حويجة كاطع شمال دير الزور، بعد هروبهم من أحيائها التي سيطرت عليها قوات النظام»، داعية «قسد» إلى التوقف عن استهداف المدنيين، وتسهيل حركة مرورهم من منطقة حويجة كاطع باتجاه قرية الحسنية

ومن جهته قال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، «يشعر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بقلق بالغ، إزاء تأثير القتال المستمر على المدنيين في جميع أنحاء محافظة دير الزور»، لافتا إلى أن «الغارات الجوية على مدينة الميادين والمناطق المحيطة بها، أدت إلى مقتل أكثر من 25 شخصا، وإصابة آخرين معظمهم من النساء والأطفال »

المدنيين في دير الزور

الصراع يحتدم بين النظام وقسد

سيطرة كلا من قوات النظام السوري المدعوم من روسيا، وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أميركا، على أحياء دير الزور، يجعل الاشتباك بين الطرفين وشيكا أملا في سيطرة كاملة على المحافظة وهو ما كشفه  علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني أمس الجمعة، بأن النظام السورية سوف ينتزع من «قسد» المناطق المسيطرة عليها ، متهما الأخيرة بمحاولة تقسيم البلاد إلى قسمين.

واتهمت قوات سوريا الديمقراطية، النظام السوري بعقد اتفاق مع تنظيم الدولة، وأكدت أن «مصادر لها كشفت عن عملية تسهيل انتقال مرتزقة داعش من المناطق المتاخمة لديرالزور إلى المناطق التي تتواجد فيها قوات سوريا الديمقراطية، وتصل التسهيلات لدرجة فتح ممرات آمنة لتحركات المرتزقة باتجاه الضفة الشرقية لنهر الفرات».

وقال المركز الإعلامي لـ «قسد» عبر موقعه الإلكتروني ، إنه «بدأت لقاءات خاصة بين النظام السوري ومرتزقة داعش نتجت عنها الاتفاق بين الطرفين على انتقال مرتزقة داعش من مناطق الاشتباك مع جيش النظام البعثي إلى المناطق التي كانت قد حررتها قوات سوريا الديمقراطية، و لذلك فإن إعلام النظام والقنوات المحسوبة عليه تنشر بتسارع أخباراً عن أن ديرالزور أصبحت محررة».

ولفتت القوات الكردية، إلى أن  «قواتها رصدت قافلة لمرتزقة «داعش» في الثامن عشر من ذات الشهر تتحرك في محور بلدة الصالحية وفي المناطق التي يسيطر عليها جيش النظام السوري والقافلة تتحرك بكل أريحية باتجاه المناطق المحررة».

وكان نشطاء تداولوا أنباء عن اتفاق بين القوات الكردية وتنظيم الدولة، تسلم الأخيرة بموجبها مدن وبلدات إلى «قسد» إلا أن قائد «مجلس دير الزور العسكري» التابع لقوات سوريا الديمقراطية أحمد خبيل، نفى وجود أي اتفاق أو مفاوضات مع التنظيم .

قوات سوريا الديموقراطية


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023