لا يخلو محفل يتحدث فيه عبدالفتاح السيسي إلا ويثير الجدل والرأي العام؛ نظرًا لتناقضاته في أقواله وما يدّعيه، وبين ما ترتكبه سلطاته بحقّ المصريين.
وفي حفل افتتاح «منتدى شباب العالم» المقام حاليًا في مدينة شرم الشيخ بدعوى مناقشة القضايا التي تشغل العالم، استهلّ السيسي كلمته بالدعوة إلى الوقوف دقيقة حداد على كل الضحايا في العالم.
وادعى في كلمته أنّ «مصر، ملتقى الحضارات والأديان، مصر الفرعونية العربية الإفريقية، تمارس دورها التاريخي لصياغة مفهوم وسطي للسلام والاستقرار».
سجن الشباب
وأضاف: «أسجّل فخري بشباب مصر الذي يسعى بلا كلل لتحقيق إرادته وصناعة الغد، وأدعو شباب مصر أن يكونوا على قدر الثقة».
وتابع: «لابد أنّ نحلم بعالم بلا متطرفين ونعمل على تنفيذ هذا الحلم، نظرة واحدة على هذه القاعة بما فيها من تنوع قادرة على بث الأمل في الحوار حول العالم»، واعتبر أنّ «الشباب يحلم بتجاوز الصراعات الضيقة والتمييز، وشباب مصر زرع سنابل الخير في البلاد».
ومنذ انقلاب السيسي العسكري في 2013، يقبع آلاف الشباب في سجونه؛ سواء بإصدار أحكام في قضايا سياسية تتصل بحرية الرأي والتعبير، أو بناء على تمديد لا ينتهي للحبس الاحتياطي.
الإرهاب وحقوق الانسان
وقال السيسي إنّ «الإرهاب ينتهك إنسايتنا ويحطمها، ومقاومة الإرهاب حق لإنسايتنا، والتصدى له حق من حقوق الإنسان، وهو حق جديد أضيفه أنا لحقوق الإنسان».
وأضاف أن «شباب مصر خاضوا حربًا ضد الإرهاب، والحوار هو السبيل الوحيد لمواجهة أي تحديات، فمصر فرعونية حضارتًا وعربية جذورًا، ومر بها سيدنا عيسى وأمه مريم العذراء، وكلم الله سيدنا موسى في سيناء».
وقال إنّ «شباب مصر استطاع أن يفرض إرادته والحفاظ على هويته وتراثه الإنساني ممن حاولوا حرق الحضارة وتهديد إنسانيتنا، والإرهاب لم يستطع النيل من أحلام شبابنا، وشباب مصر امتداد لأجدادهم في التصدي ضد كل من يحاول طمس هويتهم».
ومنذ أيام، أصدر سبعة أحزاب سياسية و57 شخصية عامة بيانًا مشتركًا طالبوا فيه بالإفراج عن الشباب القابع في السجون، وأكّدوا أنّ النظام الحالي اعتاد الاهتمام بالمظاهر فقط.
وبينما يدعو السيسي آلاف الشباب من كل أنحاء العالم ليتحدثوا عن مشاكلهم وهمومهم، فإنه يسجن الشباب بناء على تهم واهية وملفقة، أو لمجرد كتاباتهم أو تعليق أو مقال على مواقع التواصل الاجتماعي.
انطلاق الفعاليات
وانطلقت اليوم الأحد فعاليات منتدى شباب العالم بمدينة شرم الشيخ بمشاركة ثلاثة آلاف ومائتي شاب وفتاة من 131 دولة و70 وفدًا رسميًا.
وشهدت الجلسة الافتتاحية عرض فيلم وثائقي تحت عنوان «عنوان المراسلات»، تضمّن إحصائيات تخص عدد اللاجئين والنازحين في العالم.
ومن المقرر استمرار أنشطة المنتدى حتى العاشر من نوفمبر الجاري، متضمنًا انعقاد 46 جلسة عامة وحلقة نقاشية، يتحدّث فيها 222 متحدثًا من 64 دولة. كما يشهد نموذجًا لمحاكاة مجلس الأمن، مكونًا من 60 شابًا من مختلف دول العالم.
ويتضمن جدول أعمال المنتدى مناقشة قضايا الإرهاب ودور الشباب في مواجهتها، ومشكلة التغير المناخي والهجرة غير الشرعية واللاجئين، ومساهمة الشباب في بناء السلام وحفظه في مناطق الصراع، وكيفية توظيف طاقات الشباب من أجل التنمية.