أكد د. محمد إبراهيم- وزير الآثار- أنه لم يعثر حتى الآن على أي دليل يثبت خروج أي قطعة آثار من المتحف المصري كهدايا رئاسية في عهد الرئيس السابق لإهدائها لزوار مصر.
وطالب وزير الآثار كل من لديه دليل في هذا الشأن أن يتقدم به على الفور إلى جهات التحقيق والنيابة العامة لافتا إلى أن أثار مصر ملك للشعب المصري الحريص على الحفاظ عليها وحمايتها من العبث بها .
وحول القطع المفقودة التي تم سرقتها من المتحف المصري خلال الاعتداء عليه يوم 28 يناير المعروف ب "موقعة الجمل" ، قال إبراهيم أن القطع المفقودة 54 قطعة أثرية تم استعادة 25 قطعة منها حتى الآن وهى تشكل أهم القطع المفقودة وهناك 29 قطعة أخرى مازال البحث عنها جاريا داخل مصر بمعرفة وزارة الداخلية من خلال حملات تفتيشية وبحث مستمر وخارج مصر من خلال الإنتربول الدولي .
وحول أهم القطع في المجموعة المفقودة والتي لم يتم استردادها بعد حتى الآن ، قال إبراهيم أن كل آثار مصر مهمة ولكن هناك تمثال صغير ضمن هذه المجموعة للملكة نفرتيتي بارتفاع 34 سم يمثل الملكة في وضع الوقوف تحمل مائدة للقرابين وهذا يعد من الآثار النادرة.
وأوضح أن المتحف المصري استعادة قطعة هامة للملك توت عنخ أمون وهى تمثال مذهب للملك واقفا يحمل عصا وهو موجود بالمتحف بعد إجراء ترميم كامل للتمثال حيث عثر عليه في حالة سيئة وتم إعادته إلى حالته الأولى بقسم الترميم بالمتحف ويعرض حاليا بقاعة كنوز توت عنخ أمون بالمتحف.
وكانت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشورى خلال اجتماعها أول أمس طالبت بتشريعات جديدة لحماية الآثار من النهب والتعدي عليها .
وخلال الاجتماع أشار د. صبحي عطية يونس -عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة- إلى أن التعديات على الآثار المصرية وسرقتها لم تقتصر على الداخل فقط بل امتدت للخارج وأصبح العالم ينظر للآثار المصرية على أنها تراث علمي وليس مصريا.
وكشف عن قيام رؤساء الجمهورية السابقين بإهداء آثار كثيرة لرؤساء أجانب وشخصيات عالمية مشيرا إلى أن الرؤساء كانوا يهدون قطعا أثرية حقيقية بدءا من الرئيس جمال عبد الناصر الذي أهدى أكثر من قطعة أثرية أصلية والرئيس أنور السادات الذي أسرف في إهداء الآثار الحقيقية إلى شاه إيران رضا بهلوى ووزير خارجية الولايات المتحدة هنري كسنجر والرئيس الفرنسي جيسكار ديستان وجميع رؤساء الولايات المتحدة.
كما كشف عطية خلال اجتماع اللجنة عن قيام جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل أنور السادات بإهداء قطعة أثرية إلى ميلادا ماركوس زوجة رئيس الفلبين موضحا أن هؤلاء الرؤساء الأجانب كانوا يسلمون هذه القطع إلى حكوماتهم لتعرض في المتاحف في بلدانهم .
وأضاف عطية أن الرئيس السابق حسنى مبارك وأسرته أهدوا كمية كبيرة من الآثار الحقيقية وكلما كانت تعجبهم قطعة تختفي من المتحف المصري لافتا إلى قضية الآثار الشهيرة التي اختفت فيها 48 قطعة من المتحف المصري ثم تم إغلاق القضية بعد ضجة إعلامية كبيرة .