يبدو أن مصالح القوتين العظمتين بالمنطقة وهما روسيا وأميركا قد التقت بشكل واضح في الحرب الدائرة بسوريا، لدرجة جعلت العدوين السابقين يصدر عنهما بيان مشترك، بشأن الوضع في سوريا ، وذلك برغم دعم موسكو لنظام بشار الأسد، في الوقت الذي تدعم فيه أميركا قوات سوريا الديموقراطية التي تسيطر على أجزاء واسعة استعادتها من تنظيم الدولة، بفضل الغطاء الأميركي المستمر.
لقاء وبيان مشترك
واتفق الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، 11 نوفمبر، على ألا يكون هناك حلا عسكريا للأزمة في سوريا.
ودعا البيان الصادر عن الرئيسين، على هامش قمة «آبيك» في فيتنام، إلى تأسيس الحلول في إطار عملية السلام بجنيف، مع استمرار مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا بمركز الرصد في عمان بمشاركة خبراء من الأردن وروسيا والولايات المتحدة.
وأضاف البيان الروسي الأمريكي بشأن سوريا، أن بوتين وترامب دعيا، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى زيادة مساهمتها في مساعدة سوريا في الأشهر المقبلة، مؤكدين ضرورة فتح قنوات اتصال لتفادي الحوادث الخطيرة في الشرق الأوسط.
وعلق الرئيس الأميركي، في تصريح منفصل، على الاتفاق مع بوتين، بأنه سينقذ عددا هائلا من الأرواح.
التقاء مصالح
الاتفاق على ملف خلافي مثل سوريا بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، يلزمه المهادنة بين الاطراف في عدد آخر من الملفات التي تجمع كلا من واشنطن وموسكو، خاصة وأن أزمات كبرى لا يمكن حلها واتخاذ خطوات فعلية بها إلا بموافقة ودعم الطرف الآخر، على سبيل المثال أزمة كوريا الشمالية التي تهدد أميركا، وتدعمها روسيا، وكأوكرانيا، وأزمة مؤتمر سوتشي وغيرهم.
مؤتمر سوتشي
التواجد العسكري الأميركي في سوريا
تسعى روسيا، إلى إعادة سيطرة الجيش النظامي السوري على كامل الأراضي السورية، سواء التي تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة أو المعارضة، أو ما سيطرت عليه قوات سوريا الديموقراطية بدعم من واشنطن.
وتزداد مساحة سيطرة النظام على المواقع التي احتلها تنظيم الدولة، خلال العمليات العسكرية المستمرة، ما يقلص مناطق سيطرة التنظيم وأماكن سيطرة المعارضة، إلا أنه يبقى عقبة كبرى أمام كامل السيطرة على الأراضي السورية، وهو النفوذ العسكري الأميركي هناك، لدعم الأكراد.
تحييد الولايات المتحدة الاميركية عسكريا، يجعل الساحة السورية مفتوحة على مصرعيها للتتقدم النظامي والروسي، وهو ما يطمح إليه بوتين من خلال تسويات مشتركة.