وسط تقلبات كبرى في سياسة زعيمها الروحي، تحلّ اليوم الذكرة الـ13 لوفاة أوّل رئيس للسلطة الفلسطينية «ياسر عرفات»، الذي تشير الدلائل كافة إلى اغتياله من الموساد الإسرائيلي في 11 نوفمبر 2004.
وفي هذه المناسبة السنوية، احتشد الآلاف في ساحة السرايا وسط مدينة غزة حاملين صوره وكذلك الرئيس الحالي محمود عباس، إضافة إلى أعلام حركة فتح وفلسطين.
في عام 1958، سافر ياسر عرفات إلى الكويت للعمل مهندسًا، وهناك كوّن وصديقه خليل الوزير عام 1965 خلية ثورية أطلق عليها اسم «فتح»، وهي اختصار لـ«حركة تحرير فلسطين».
برز اسم ياسر بقوة عام 1967 حينما قاد أنشطة فدائية ضد «إسرائيل» من الأراضي الأردنية، وفي العام التالي اعترف به جمال عبدالناصر ممثلًا للشعب الفلسطيني، وانتخبه المجلس الوطني الفلسطيني رئيسًا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969 خلفًا ليحيى حمودة؛ وبدأ مرحلة جديدة في حياته منذ حينها لمقاومة الاحتلال.
تعد أحداث «أيلول الأسود» بداية الخلاف العربي مع المقاومة الفلسطينية، بعد اشتباكات بينها والجيش الأردني عام 1970 أسفرت عن سقوط ضحايا كثيرين من الجانبين. وبعد وساطات عربية قرّرت المقاومة الفلسطينية في العام التالي برئاسة ياسر عرفات الخروج من الأردن؛ لتحط الرحال مؤقتًا في الأراضي اللبنانية، كما ذهب عدد قليل إلى الأراضي السورية.
وفي لبنان، قادت «إسرائيل» هجمات عنيفة على قواعد المقاومة الفلسطينية بين عامي 1978 و1982؛ ودمّرت قواعد للمقاومة وأقامت شريطًا حدوديًا بعمق يتراوح بين أربعة وستة كيلومترات أطلقت عليه «الحزام الأمني».
ثم كان «الاجتياح الكبير» الذي احتلت به ثانية عاصمة عربية بعد القدس ودمّرت أجزاء كبرى من بيروت عام 1982، وفرض حصار لمدة عشرة أسابيع على المقاومة الفلسطينية؛ فاضطر ياسر عرفات إلى الموافقة على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية.
«عباس» يبكي على شيمون
لم يتوقّع العرب والفلسطينيون أن يبكي رئيس دولة فلسطين وقائد حركة «فتح» على موت رئيس صهيوني، وهو شيمون بيريز؛ بعدما حضر جنازته وبكى أمام الحضور.
النضال ضد «إسرائيل»
شهد عقد الثمانينيات تغيرات كبرى في فكر المنظمة؛ إذ ألقى ياسر عرفات مرة أخرى خطابًا شهيرًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1988 أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق «إسرائيل» في الوجود.
كما أعلن عن مبادرة سلام فلسطينية تدعو إلى حق دول الشرق الأوسط، بما فيها فلسطين و«إسرائيل» وجيرانهما، في العيش بسلام؛ وبعده توالت اعترافات دول من العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة.
ووافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليف ياسر عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة في أبريل من عام 1989. ولدفع السلام، أعلن ياسر أوائل عام 1990 أنه يتّصلت بسرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص!
ويعتبر «اتفاق أوسلو» منعطفًا مهمًا في مسار القضية الفلسطينية؛ إذ أنهى النزاع المسلح بين منظمة التحرير الفلسطينية و«إسرائيل» المتفق عليه في 13 أكتوبر 1993.