قال المغرد السعودي الشهير «مجتهد» إنّ ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» اضطر يوم الجمعة إلى الاجتماع مع قيادات حزب «التجمع اليمني للإصلاح»؛ لأنّ الحزب حقق مكاسب كبرى داخل اليمن حين أوقف تنسيقه مع المملكة.
وكتب على تويتر أنّ الحزب «أوقف تنسيقه مع المملكة لاكتشافهم أنه لم ينفعهم؛ بل أضعفهم وجعلهم عرضة لغدر الإمارات».
وأضاف «مجتهد» في تدوينة أخرى أنّ «القيادات الميدانية للإصلاح قرّرت التصرف دون الرجوع للقيادة السياسية، بعد أن تملّكها غضب شديد نتيجة الاغتيالات والاعتقالات التي شنتها القوات الموالية للإمارات في الجنوب؛ فقررت المبادرة بقلب الطاولة على السعودية والإمارات دون استئذان القيادة السياسية المحتجزة في السعودية».
القيادات الميدانية للإصلاح قررت التصرف دون الرجوع للقيادة السياسية بعد أن تملكها غضب شديد نتيجة الاغتيالات والاعتقالات التي شنتها القوات الموالية للإمارات في الجنوب فقررت المبادرة بقلب الطاولة على السعودية والإمارات دون استئذان القيادة السياسية المحتجزة في السعودية
— مجتهد (@mujtahidd) November 11, 2017
بداية خارطة جديدة
والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الجمعة بقيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح في العاصمة الرياض. وقالت وكالة الأنباء الحكومية (واس) إن اللقاء كُرّس لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن.
حضر الاجتماع رئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان، وأمين الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي، الذي ظهر في الصورة إلى جانب اليدومي ومحمد بن سلمان، بحسب «واس».
وتعد هذه المرة الأولى التي يعقد فيها ابن سلمان لقاء مع رئيس الحزب اليمني؛ بالرغم من احتفاظ الرياض بعلاقة جيدة مع حزب الإصلاح، ثاني أكبر الأحزاب اليمنية ومن أبرزها المؤيّدة للشرعية.
وترفض الإمارات الشراكة مع حزب التجمع اليمني للإصلاح، وسبق أنَّ حظر «المجلس الانتقالي الجنوبي»، أداة أبو ظبي السياسية في البلاد، حزب الإصلاح (جنوبي اليمن).
تخبط في القرار
اللافت أنه بعد نشر خبر اللقاء حذفته الوكالة الرسمية، تبعتها مواقع صحف سعودية؛ ما يعكس مزيدًا من أشكال التخبّط في القرار السياسي والإعلامي في المملكة.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعًا داميًا بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية، وعلى إثره تدخّلت السعودية في 2015 لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي؛ ما خلّف أكثر من 8650 قتيلًا وأكثر من 58 ألف جريح، بحسب أرقام الأمم المتحدة، وتسبّب في انهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.
وصنّفت الأمم المتحدة اليمن في مقدمة لائحة الأزمات الإنسانية، مع نحو 17 مليون يمني يحتاجون إلى الغذاء وتعرُّض سبعة ملايين إلى خطر المجاعة، فيما تسببت الكوليرا في أكثر من ألفي وفاة.
وفي الشهر الماضي، أدرجت الأمم المتحدة التحالف السعودي على لائحتها السوداء؛ بعد تشويه 683 طفلًا ومقتلهم أثناء النزاع في 2016 وتنفيذ 38 ضربة مثبتة على مدارس ومستشفيات.