قالت صحيفة «واشنطن بوست» إنّ السعودية والولايات المتحدة تتهمان إيران بتزويد الحوثيين بصواريخ باليستية، بما في ذلك الصاروخ الذي أطلق على العاصمة الرياض. وطرحت الموضوع في سياق أسئلة وأجوبة؛ لتغطي كل ما يتعلق بهذا الشأن.
1، 2- أين اليمن؟ ومن يحارب هناك؟
يقع اليمن، أفقر بلد عربي، على الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، المتاخمة للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وتطلّ على خليج عدن والبحر الأحمر. واستولى المتمردون الشيعة، المعروفون بـ«الحوثيين»، على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.
وبدأ تحالف بقيادة السعودية القتال مع الحوثيين وحلفائهم في سبتمبر 2015 نيابة عن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا؛ وقتلت الحرب أكثر من عشرة آلاف مدني حتى الآن، ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة.
3- ما هي الأدلة التي تمتلكها الولايات المتحدة وتقول إنّ إيران زوّدت الحوثيين بأسلحة؟
ادّعى قائد عام للقوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط يوم الجمعة أنّ الصواريخ التي أطلقها الحوثيون تحمل «علامات إيرانية»، دون تقديم صور أو عرضها. وبعد ذلك، أرسلت وزارة الثقافة والإعلام السعودية مواد إحاطة عسكرية إلى وكالة «أسوشيتد برس» تبيّن ما يدّعي أنها أجزاء من صاروخ باليكان الحوثي أو فولكانو، وتطابقت الكتابة على الصورة مع صاروخ كيام إيراني.
كما تطابقت العلامات على الصاروخ الحوثي المزعوم إلى حد كبير مع صورة الأسوشيتد برس لصاروخ كيام المعروضة في إيران في 21 سبتمبر 2012، ورفضت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية يوم السبت مناقشة الأوراق العسكرية السعودية.
4- ماذا تقول إيران؟
نفت إيران منذ مدة طويلة تقديم أيّ أسلحة إلى الحوثيين، ولم تردّ بعد على تعليقات الجنرال الأميركي. لكنّ مهدي طائب، رجل الدين المتشدد وشقيق مدير الاستخبارات السابق في الحرس الثوري، قال في أبريل إنّ إيران حاولت ثلاث مرات إرسال صواريخ إلى اليمن، ويشرف الحرس الثوري الإيراني بقياد مرشده الأعلى آية الله الخميني على برنامج الصواريخ الإيراني.
5- هل إيران متهمة بإرسال أي شيء آخر إلى اليمن؟
اتّهم الاسطول الخامس للبحرية الأميركية (مقره البحرين) إيران مرارًا بإرسال أسلحة إلى اليمن، ولفت إلى المضبوطات على مدى أربعة أسابيع في أوائل عام 2016، عندما أوقفت السفن الحربية للتحالف ثلاث مراكب شراعية تقليدية تنقل بضائع عبر الخليج، وتحمل آلاف البنادق الهجومية من طراز كلاشينكوف وبنادق القناصة والمدافع الرشاشة وقاذفات القنابل الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة.
ونقل مركز «كونفليكت أرمامنت ريسيرش» في لندن أنّ سفينة حملت ألفي بندقية هجومية جديدة بأرقام متسلسلة؛ ما يشير إلى أنها جاءت من مخزون وطني، وقالت المنظمة إن قاذفات القنابل الصاروخية تحمل أيضًا صفات صنعها في إيران.
كما بحث المركز، بإذن من الحرس الرئاسي الإماراتي، الطائرات من دون طيار التي استخدمها الحوثيون وحلفاؤهم لاستهداف بطاريات صواريخ باتريوت في السعودية، وتدميرها بما يسمح للمتمردين بإطلاق الصواريخ على المملكة دون تدخل، وتنفق السعودية ملايين الدولارات على إصلاحها واستبدالها.
بينما يقول الحوثيون إنهم يصنعون الطائرات من دون طيار بأنفسهم، وقال المركز إنّ الطائرات من دون طيار تشترك في «تصميم شبه متطابق وخصائص بناء» مع مثيلاتها الإيرانية.
6- كيف تستطيع إيران إدخال الصواريخ إلى اليمن؟
زعمت السعودية أنّ إيران هرّبت الأسلحة إلى اليمن عن طريق القوارب والشاحنات، وأظهرت الصور التي أعطتها لـ«الأسوشيتد برس» شاحنة يقول السعوديون إنهم استخدموها في نقل الأسلحة إلى داخل البلاد.
ولم تحدث أيّ ضبطيات كبرى للأسلحة في البحر منذ عام 2016، وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية أنه سيحاصر المجال الجوي والموانئ في البلاد بعد الهجوم الذي وقع في الرابع من نوفمبر على الرياض؛ لكنّ مسؤولًا في وزارة الدفاع الأميركية تحدّث إلى «الأسوشيتد برس» شريطة ألا يُكشف عن هويته، وقال إنّ القوات الأميركية تعتقد أنّ أسلحة وعتادًا يستخدمهما الحوثيون من إيران.
وأضاف أنها «مشكلة صعبة ما زالت جارية». وقال مسؤولون إنّ الأسلحة التي ظهرت في حرب اليمن لم تكن موجودة في اليمن قبل الحرب الأهلية، ولم تكن ضمن الأسلحة التي يمتلكها اليمن.
7- ما دور الولايات المتحدة في كل هذا؟
إنها تشارك بالفعل في حرب اليمن، وقادت هجمات باستخدام طائرات من دون طيار تستهدف الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، وغارة أخرى قادتها بحريتها في يناير أسفرت عن مقتل 30 شخصًا؛ من بينهم نساء وأطفال وما يقدّر بنحو 14 مسلحًا.
وتوقّف الجيش الأميركي عن تقديم معلومات عن استهدافات التحالف بقيادة السعودية؛ إذ ضربت غاراته الجوية المدارس والمستشفيات والأسواق، ما أسفر عن مصرع آلاف المدنيين ودفع مجموعات حقوقية إلى اتهام التحالف بارتكاب جرائم حرب، وتعيد القوات الجوية الأميركية تزويد طائرات التحالف السعودية في اليمن وتقدّم الدعم لها في إدارة المجال الجوي فوق البلاد، كما يستخدم التحالف الذي تقوده السعودية قنابل أميركية الصنع في هجماته.
وتعرّضت الولايات المتحدة إلى الهجوم مرة واحدة في حرب اليمن، في أكتوبر 2016؛ إذ قالت بحريتها إنّ صاروخين من نوع «دودة القز» استهدفا سفينة حربية تابعة لها، وهو نوع من الصواريخ كروز الدفاع الساحلي معروف أنّ إيران تستخدمه، لكنه لم يصل إلى السفينة الحربية؛ وردّت الولايات المتحدة بصواريخ توماهوك على ثلاثة مواقع رادار ساحلية في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين على ساحل البحر الأحمر اليمني.