في إجراء اعتبره مراقبون وسيلة لتقديم قرابين رخيصة بديلة لقوات الشرطة والجيش على الحدود المصرية، يتجه نظام عبدالفتاح السيسي إلى تدريب شباب المناطق الحدودية على أنشطة التأمين لمواجهة الجماعات المسلحة؛ سواء الجهادية أو عصابات التهريب.
يأتي هذا بعد فشل الأنشطة المسلحة التي راح ضحيتها عسكريون ومدنيون، وتتعرض قوات الشرطة والجيش إلى الهجمات بشكل أسبوعي.
ومنذ يناير، شهدت مصر 20 هجومًا؛ بينهم 11 على قوات الجيش والشرطة، أبرزهم ما حدث في سبتمبر الماضي وقتل 16 شرطيًا (بينهم 11 ضابطًا) في اشتباكات مع مسلحين في صحراء الواحات. وتبنى تنظيم ولاية سيناء، المبايع لتنظيم الدولة في 2014، المسؤولية.
وأعلنت وزارة الشباب والرياضة اليوم الأحد أنها بدأت في تنفيذ دورة تدريبية لشباب المناطق الحدودية بمحافظات شمال سيناء وجنوبها وأسوان والوادي الجديد ومطروح والبحر الأحمر وشلاتين وحلايب لاستخدامهم في تأمين الحدود.
تضحية بالشباب
وقال الخبير العسكري اللواء محمد علي بلال، في تصريح لـ«رصد»، إنّ «تكليف شباب المناطق الحدودية بتأمين الحدود أمر في غاية الخطورة، وسيتعتبر تضحية بهم؛ خاصة وأن هذه المهام تحتاج مراكز تدريب ودراسات ذات كفاءة عالية، وليست مجرد التدريب على إطلاق النار».
وأضاف أنّ «وزارة الداخلية والقوات المسلحة عليهما تفعيل تدريب المقاومة الشعبية؛ باستقطاب شباب أنهوا الخدمة العسكرية وتوظيفهم برواتب بعد منحهم دورات تدريبية وفرقًا عسكرية».
إخفاء للإخفاقات
يُنفذ برنامج وزارة الشباب والرياضة على مرحلتين: الأولى في جامعة القاهرة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتضمّنت فعالياتها دورة تدريبية «لحل مشكلات تحديات العصر»، والأخرى تُنفّذ حاليًا بأكاديمية ناصر العسكرية.
وأكّد تقريرٌ لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ النظام المصري أخفق في حماية حرية التعبير والأقليات والتحقيق في انتهاكات قواته الأمنية والعسكرية، وحال دون وصول مراقبين أميركيين إلى شبه جزيرة سيناء التي مزقتها الصراعات.
وقال ستيفن مسينيرني، مدير مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، إنّ «منع السلطات المصرية وصول مراقبين أميركيين إلى شبه جزيرة سيناء يثير تساؤلات عن مدى قدرة الأجهزة الأمنية المصرية على التصدي للجماعات المسلحة هناك، كما يكشف رغبة النظام المصري في إخفاء اخفاقاته في مواجهة الجماعات المتشددة في سيناء».
ويقول سكان في سيناء إنّ هذه الأعداد الكبرى من القتلى تشمل مدنيين، وشجَّعت شبانًا على حمل السلاح ضد الدولة، وقالت امرأة عجوز لوكالة رويترز تجلس في كوخها الخشبي في العريش (عاصمة محافظة شمال سيناء) إنّ «السيسي يحارب الإرهاب ويحاربنا معه، لكن النساء العجائز والأطفال ليسوا إرهابيين».
وعلى الرغم من التهجير القسري لأهالي الشريط الحدودي في رفح، وفق خطة معدّة لمحاصرة المجموعات المسلحة، بحسب ما أعلنته الحكومة المصرية؛ لم تؤتِ هذه التحركات ثمارها في القضاء عليهم، بل وتزداد أعداد القتلى من الشرطة والقوات المسلحة والهجمات يومًا تلو الآخر.