قال الصحفي البريطاني روبرت فيسك، إن المقابلة التلفزيونية التي أُجريت مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تمت تحت ضغط سعودي من العاصمة الرياض، ملمحا إلى أن السعودية ربما ترغب في الحصول على حصة من نفط لبنان. بحسب «الجزيرة».
ووصف «فيسك» في تقرير بصحيفة الإندبندنت البريطانية، المقابلة التي أجرتها الإعلامية بولا يعقوبيان مع «الحريري»، بأنها كانت «غريبة ومقيدة للغاية»، مشيرا إلى أن السعوديين رفضوا توجيه دعوة لطاقم من تلفزيون المستقبل الذي يملكه «الحريري».
وأشار إلى أن المملكة أصرت على أن يقوم فريق من التلفزيون السعودي بتصوير المقابلة، واعتبر «فيسك» أن المقابلة لم تعكس آراء «الحريري» التي طالما كان يصدع بها عندما كان بلبنان، بل حملت رؤى الحكومة السعودية تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان.
وفي تلك المقابلة قال «الحريري» إنه هو من صاغ خطاب استقالته قبل أكثر من أسبوع، الأمر الذي لم يصدقه حزب سياسي لبناني واحد، كما قال إنه قصد من الاستقالة توجيه صدمة إيجابية للشعب اللبناني.
وتساءل الصحفي البريطاني قائلًا: «كيف له أن يظن أن باستطاعته إحداث صدمة في لبنان باستقالته من العاصمة السعودية الرياض؟ هل للاستقالة علاقة بالوضع المالي لشركته (سعودي أوجيه)، المدينة للدولة السعودية بتسعة مليارات دولار؟».
وكشف «فيسك» أن المسؤولين اللبنانيين تلقوا نسخا من مستندات حكومية سعودية تظهر أن «الحريري» -الذي يحمل أيضا الجنسية السعودية- سيمثُل كما هو متوقع أمام إحدى المحاكم في الرياض للرد على مطالبات مالية على شركته.
وتطرق الكاتب إلى الزيارة التي يقوم بها البطريرك بشارة الراعي إلى السعودية، قائلًا: «الرئيس اللبناني ميشال عون يخشى أن يسلم السعوديون للبطريرك مذكرة استقالة الحريري ممهورة بتوقيعه ليأخذها معه إلى بيروت لتصبح من ثم استقالة رسمية».
ومضى إلى القول إن السلطات اللبنانية يساورها قلق كبير من أن محمد بن سلمان ربما لن يكتفي بإبعاد كل اللبنانيين العاملين بالسعودية البالغ عددهم أكثر من مائتي ألف، بل قد يسحب كل الاستثمارات السعودية من لبنان.
ولمّح روبرت فيسك إلى أن السعودية تطمع في بترول لبنان، وقال إن السلطات في بيروت تقدر قيمة احتياطيها من النفط والغاز بنحو 600 مليار دولار وأن السعوديين ربما يريدون الاستحواذ على حصة منه.