كشف عبد الرحيم محمد مسماري المتهم في هجوم الواحات، والذي اغتيل فيها عددا من ضباط الشرطة المصرية، عن تفاصيل الشهور التي سبقت العملية، وانضمامه إلى الجماعات الجهادية في ليبيا.
الانضمام إلى الجماعات الجهادية
وقال مسماري، إن تاريخ انضمامه إلى الفصائل المسلحة في ليبيا يعود إلى عام 2011، حيث شارك مع اهالي مدينة درنة، عمليات ضد جيش القذافي.
وأضاف في حوار مع الإعلامي عماد أديب، أنه «في 2014، انضممت إلى مجلس شورى مجاهدي درنة، وهو المجلس الذي ينتمي إلى فكر التيار السلفي الجهادي، وتجمّع تحت رايته العديد من الكتائب المسلحة لمواجهة جيش حفتر، وشاركت في لعمليات العسكرية ضد قوات حفتر».
وتابع «تعرفت بالشيخ حاتم -وهو الضابط المصري المفصول عماد الدين، الذي كان مسؤولاً عن تجهيز المتفجرات وزرع العبوات داخل مجلس شورى درنة- وقمنا بمبايعته على السمع والطاعة، وانضم إلى المجلس عقب انفصاله عن تنظيم الدولة بمصر (داعش) عقب حادث الفرافرة، وكان فكره أقرب إلى تنظيم القاعدة الذي أسسه أسامة بن لادن».
وردا على سؤال حول جواز قتل ابناء الشعب، قال مسماري، إن «الرسول قاتل أعمامه من كفار قريش، وإن بالإسلام هناك نواقض للدين، وهو التصنيف المناسب لقوات حفتر التي خرجت عن الدين الإسلامي بأعمالها».
الرحلة من درنة إلى مصر
واوضح مسماري، أن كتيبته اتجهت إلى مصر بسبب «عدم وجود مَنْ يصدّ الظلم ولا يوجد تطبيق لشريعة الله، ولذا وجب علينا الجهاد بها»، لافتا إلى «أنه وظيفة المجموعة مع الشيخ حاتم المصري هي توفير الدعم اللوجستي له».
وكشف تفاصيل الرحلة من ليبيا إلى مصر قائلا «في أغسطس 2016 قرر الشيخ حاتم الرجوع إلى مصر وتكوين مجموعة جهادية لإقامة الخلافة داخل مصر، وخرجنا مع 14 شخصاً من جنوب درنة بعربيتي دفع رباعي، بهما صواريخ سام ومدفع مضاد للطيران ومدافع آر بي جيه، وعند الحدود تصدت لنا إحدى القبائل الليبية المحسوبة على قوات حفتر وتقاتلنا حتى دخلنا إلى الحدود المصرية في رحلة استغرقت نحو شهر».
10 شهور في الواحات
وتابع، « المجموعة المسلحة وصلت إلى مصر تنقلنا بين عدة محافظات بالصعيد، منها الظهير الصحراوي لمحافظات قنا وسوهاج وأسيوط، قبل أن نستقر بمنطقة الواحات في يناير».
وكشف الناجي من العملية الامنية في الواحات ردا على الهجوم أنه خلال 10 شهور من تواجدهم في مصر «استطعنا ضم 6 عناصر جديدة، وهم المجموعة التي نفذت دير الأنبا صومائيل بالمنيا ».
تفاصيل هجوم الواحات
وسرد مسماري تفاصيل هجوم الوحات وقال إنه في «20 أكتوبر، عبر صلاة الجمعة رصد أحد عناصرنا الواقف على تبة مرتفعة القوة الأمنية المصرية وهي تقترب منا على بُعد كيلو واحد فقط، وهنا أمر الشيخ حاتم بالاشتباك ونتج عنه قتل أحد أعضاء مجموعتنا وإصابة اثنين، وبالمقابل قمنا بقتل الضباط وأسر الضابط محمد الحايس».
وتابع، «اكتشفنا أن قوات الأمن تتقفى أثرنا، وتأكدنا من مراقبتها أماكن تمركزنا عقب مغادرتنا لها»، مضيفا أنهم اضطروا للبقاء في الصحراء 11 يوما وعدم الرجوع إلى ليبيا بسبب قلة المؤن.
وأوضح المتهم أنه«على بُعد 80 كيلو تقريباً من موقع الحادث، رصدنا 4 سيارات جيب تابعة للأمن المصري، وحينها قررنا التمركز لمواجهتهم، إلا أننا فوجئنا بعدة طائرات تشن علينا غارات من القصف، وأصابت صواريخ الطائرات السيارات التي كنا بها وقُتل معظم المجموعة وهربت أنا و7 آخرين، مات معظمهم وبقيت وحيداً داخل الصحراء من دون مؤن عدة ساعات».
وتابع: «تواصلت عبر برنامج التليجرام مع أفراد داخل ليبيا، لكن قوات الأمن قبضت عليَّ قبل وصول الدعم من ليبيا، حيث وجدت مجموعة من عناصر الجيش المصري تقترب مني، وحاولتُ الاشتباك معهم بالسلاح الذي معي، لكنهم حاصروني».