أشعلت قضية «التحرش» مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الماضية، خاصة بين فئة الشباب؛ فأطلق مغردو تويتر هاشتاج «التحرش انتشر ليه»، الذي احتل المركز الثالث تداولًا في مصر؛ ليناقشوا الأسباب، وتحدثنا مع الخبراء ليقدموا الحلول.
وتصف منظمات حقوقية «التحرش الجنسي» بأنه «توجيه أيّ نوع من الكلمات غير المرحّب بها أو أفعال لها طبيعة أو إيحاء جنسي مباشر أو غير مباشر، وتنتهك السمع أو البصر أو الجسد, وتنتهك خصوصية فرد أو مشاعره وتجعله لا يشعر بالارتياح أو بالتهديد أو الشعور بالخوف وقلة الأمان، أو الانتقاص منه وقلة الاحترام والترويع والإساءة أو الإهانة, والانتهاك والشعور بدناءة الفعل والفاعل».
واختلفت الآراء بين المغردين على الأسباب الرئيسة لانتشار التحرش في المجتمع المصري؛ منهم من أرجع السببين الرئيسين إلى انعدام الأخلاق والوعي:
#التحرش_انتشر_ليه مرض زيه زي اي مرض بينتشر وعلاجه موجود بس مفيش حد عايز يتعالج فانتشر..
— 🐈 (@AmiraElknfani) November 21, 2017
#التحرش_انتشر_ليه
كل الحوداث مبدؤها النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
فقد خاطبنا الله جل فى علاه “قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم..”
{عـُفوا تعف نساؤكم}— جياد الرهبة (@jiad_j) November 20, 2017
#التحرش_انتشر_ليه 99% سببه قلت أدب البنات الـ مش محترمه فـ لبسها 😠😡👊 …
— أللاّ مُهتم 92 ™ … (@m7md_mo5tar92) November 20, 2017
#التحرش_انتشر_ليه
النظرية تقول كثرة الفراغ وقلة الوعي والتربية عند الشباب تزيد من تخطيهم لجميع الحواجز والأقدام علي الانحراف بسهولة وبالتالي التحرش هو أحد هذه الانحرافات البشعة في حياتنا اليومية والقضاء عليها لابد أن يكون بالقانون الرادع.— سارة خليف (@Sarahkhulief) November 20, 2017
#التحرش_انتشر_ليه اهمال التربيه و عدم تقدير قيمة المرأة كانسان و كا شريك الراجل
— Ahmed Ramadan (@bmeahmed0) November 20, 2017
التحرش بـ49% من الفتيات!
قالت تقارير صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إنّ أكثر من 49% من الفتيات اللاتي يعشن في المناطق العشوائية في مصر يتعرّضن إلى التحرشين «الجسدي واللفظي»؛ منهن 36% للفئة العمرية من 15 سنة إلى 17.
وعلى مستوى العنف البدني، أكّد المسح الأخير للجهاز تعرّض قرابة 18% من النساء إلى عنف بدني أو جنسي منذ بلوغهن سن 18 عامًا من أفراد العائلة أو البيئة المحيطة، و17% ذكرن أنهن تعرّضن إلى العنف البدني، و2% تعرّضن إلى العنف الجنسي، وكان الأب المرتكب الرئيس للعنف البدني ضد المرأة منذ بلوغها سن 18 سنة (50%).
عقوبات القانون
ونصّ القانون الجديد الذي أقرّته الحكومة على أن يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف، أو بإحدى هاتين العقوبتين، «كل من تعرّض للغير في مكان عام أو خاص بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل، بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية».
وتكون العقوبة الحبس لمدة لا تقل عن سنة، وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على 10 آلاف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين؛ إذا تكرر الفعل من الجاني بالملاحقة والتتبع للمجني عليه.
تغليظ عقوبة التحرش
من جانبها، طالبت الناشطة السياسية والحقوقية منى سيف بضرورة تغليظ عقوبة التحرش، خصوصًا مع انتشارها في المدة الأخيرة بشكل ملحوظ وتمثيلها خطرًا حقيقيًّا على الفتيات والنساء.
وأوضحت في تصريح لـ«رصد» أنه «يجب الإسراع في إجراء تعديلات على القوانين الخاصة بجرائم التحرش، وتغليظ العقوبات؛ للقضاء بشكل نهائي على هذه الظاهرة غير الأخلاقية».
وأضافت: «إذا عُدّلت القوانين وغلّظت العقوبات، وعُدّلت من الجنحة إلى الجناية، وفي هذه الحالة من الممكن أن تصل العقوبة إلى الإعدام؛ فحينها قد نقضي نهائيًّا على هذه الظاهرة الخطيرة».
نشر الوعي ودور الأسرة والإعلام
وطالبت عزة كريم، أستاذة علم نفس، بتوفير الظروف الحياتية المناسبة؛ للحد من انتشار ظاهرة التحرش الجنسي، التي سببها الضغوط النفسية والظروف المعيشية السيئة والبطالة التي يعاني منها الشباب؛ لأنها تولّد طاقة غضب كبرى لا يستطيع الخروج منها إلا عن طريق عدوانه على نفسه؛ مثل لجوئه إلى الإدمان، أو عن طريق عدوانه على الآخرين بالتحرش.
وشدّدت على ضرورة نشر التوعية بشكل مكثّف من الإعلام ورجال الدين، وإعادة نشر الأخلاق الحميدة والفضائل بين الشباب والفتيات، وتنمية الاحترام والتعاليم الدينية التي تحث على البعد عن هذه الظاهرة السلبية.