في خطوة تنذر بزيادة من التوترات في الشرق الأوسط، يقترب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي في كلمة يوم الأربعاء القادم، بعد شهور من المداولات المكثفة داخل البيت الأبيض، كما قال مسؤولون أميركيون.
ونقلت «رويترز» عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ «ترامب يدرس خطة يعلن بموجبها القدس عاصمة لإسرائيل؛ ليسلك بذلك نهجًا مخالفًا لما التزم به أسلافه، الذين لطالما أصروا على ضرورة تحديد هذه المسألة عبر مفاوضات السلام».
ويرجّح المسؤولون أن يُصدر ترامب إعلانًا الأسبوع المقبل يسعى به إلى إحداث توازن بين المطالب السياسية في الداخل والضغوط المتعلقة بقضية تأتي في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهي وضع القدس.
السير على نهج أسلافه
وقال المسؤولون إنّه من المتوقع أن يسير ترامب على نهج أسلافه بتوقيع قرار يؤجل لمدة ستة أشهر تطبيق قانون يعود تاريخه إلى عام 1995 يقضي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.
غير أنّ المسؤولين الأميركيين -طلبوا ألا تُذكر أسماؤهم- حذّروا من أن الخطة لم تكتمل بعد، وأن ترامب قد يغير أجزاء منها. وأمس الخميس، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «هيذر نويرت» إنه «لم يُتخذ قرار بعد بشأن هذا الأمر»، لافته إلى أنّ إبلاغ الكونجرس بقرار الرئيس بخصوص نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس لا زال أمامه حتى الاثنين المقبل (4 ديسمبر الجاري).
خطوة ليست نهائية
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إنّ إدارة ترامب أبلغت هذا الأسبوع السفارات الأميركية في الخارج عن الخطة وإعلانها المحتمل؛ ليبلغ المبعوثون حكومات الدول المضيفة والاستعداد لاحتجاجات محتملة.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين قولهم إنّ هذه الخطط ليست نهائية، والولايات المتحدة تعمل عبر اعتبارات قانونية وسياسية إضافية. ورجّح المسؤولون أن يصدر الأسبوع المقبل إعلانٌ رسمي بالأمر.
وتعهد ترامب في حملة الانتخابات الرئاسية بنقل السفارة، لكنه أرجأ في يونيو الماضي التنفيذ، لافتًا إلى رغبته في إعطاء فرصة لحملة السلام التي يقودها صهره ومستشاره المقرب جاريد كوشنر.
غضب واسع
وقد ترضي هذه الخطوة التيار اليميني الموالي لـ«إسرائيل» الذي ساعد ترامب على الفوز في انتخابات الرئاسة، وكذلك الحكومة الإسرائيلية حليفة واشنطن الوثيقة؛ لكنها ستغضب الفلسطينيين والعالم العربي ويقوض مسعى إدارته باستئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ وقت طويل.
واحتل اكيان الصهيوني القدس الشرقية عام 1967 وضمها إليه بعد ذلك في خطوة لم تحظ باعتراف دولي، ويعتبر وضع القدس عقبة رئيسة أمام إقرار السلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين.
وكثيرًا ما حثّ الزعماء الفلسطينيون والحكومات العربية والحلفاء الغربيون ترامب بألا ينقل السفارة؛ لأن ذلك سيعني اعترافًا فعليًا بدعوى «إسرائيل» بأحقيتها في القدس كاملة عاصمة لها.