قالت «أوليغ كريوكوف»، مديرة قسم سياسة روسيا في مجال النفايات المشعّة، إنّ «المركز الفيدرالي للسلامة النووية والإشعاعية»، التابع لمؤسسة «روس آتوم»، أبرم اتفاقًا لبناء مستودع فرعي لتخزين الوقود النووي المستهلك للمحطة النووية المستقبلية «الضبعة» في مصر، و«سيجهز المستودع بحاويات مزدوجة للنقل والتعبئة طوّرت بطلبٍ من المركز الفيدرالي».
وتتفاوض مصر وروسيا لإنشاء محطة طاقة نووية للاستخدام السلمي في منطقة الضبعة (شمال شرق مصر)، وأسفرت حتى الآن عن صياغة عقود المشروع، ومن المنتظر التوقيع عليها؛ لكنّ خبراء وفنيين وسياسيين في مصر حذّروا من تنفيذه بسبب مخاطره المحتملة على صحة المصريين.
موعد التنفيذ
وفي 21 نوفمبر الماضي، أعلن ألكسي ليخاتشيوف، المدير العام لشركة «روس آتوم» الحكومية الروسية، أنّه سيُبدأ في تنفيذ مشروع بناء محطة الطاقة النووية «الضبعة» بمشاركة روسيا في ديسمبر من العام الجاري عند دخول الاتفاقيات ذات الصلة حيز التنفيذ.
وقال للصحفيين في موسكو: «لدينا اتفاقيات مع السلطات المصرية بدخولها حيز التنفيذ، أقصد الاتفاقيات التجارية كافة، وبعدها ستبدأ الأعمال الفعلية».
ووقّعت مصر وروسيا في 19 نوفمبر 2015 اتفاقية لبناء أولى محطة نووية بتكنولوجيا روسية في منطقة الضبعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتشغيلها.
ونقل التليفزيون الروسي عن تقرير صحفي اقتصادي أنّ روسيا ستموّل 85% من قيمة المشروع البالغة 26 مليار دولار، على شكل قرض بفائدة سنوية 3%؛ بينما توفّر مصر باقي التمويل (15%)، على أن تسدد قيمة المحطة عقب الانتهاء من إنشائها وتشغيلها.
تعطل المشروع
وتسببت خلافات سابقة بين مصر وروسيا في قضايا أخرى، منها منْع السياح الروس من السفر إلى مصر، في تعطل اتفاق بناء المحطة النووية؛ كما أكّدت مصادر روسية ومصرية متعددة، لكن عبدالفتاح السيسي نفى في التاسع من الشهر الماضي، في حديث مع الإعلاميين بمدينة شرم الشيخ، وجود ارتباط بين عودة السياحة الروسية لمصر وتوقيع عقود إنشاء محطة الضبعة النووية مع روسيا.
وقال في تصريحاته على هامش مؤتمر شباب العالم بمدينة شرم الشيخ: «لا يوجد ارتباط بين عودة السياحة الروسية لمصر وتوقيع عقود بناء الضبعة». وأضاف: «أنا مقدّر جدًا الموقف الروسي في ما يخص عودة السياحة، لكننا لم نُلحّ عليهم، ولن نلح وأي شخص يريد أن يطمئن على إجراءات الأمان فهو مرحّب به».
ومنذ 2015 توقفت رحلات الطيران بين مصر وروسيا في أعقاب سقوط طائرة ركاب روسية في صحراء سيناء بعد إقلاعها من شرم الشيخ ومقتل كل ركابها؛ وطالبت روسيا بتحسين شروط الأمان في المطارات المصرية قبل عودة الرحلات.