شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الجارديان»: «الاحتياطي المعرفي» يحمي الدماغ من أعراض الخرف المرتبطة بالشيخوخة

أنشطة الدماغ - أرشيفية

آسف لإخبارك هذا؛ لكنّ دماغك يتقلّص تلقائيًا على نحو متزايد كلما تقدّمت في العمر، ويفقد عقلك الروابط والنواقل العصبية شيئًا فشيئًا؛ حتى تبدو كأنك لا تذكر شيئًا في المراحل الأخيرة من حياتك. لكن، هل يجب أن تقبل بهذا النمط من الانحطاط الذي لا مفرّ منه؟ هل هناك شيء تستطيع فعله لتقوية عقلك ضد الشيخوخة؟

تقول «جينيفر بارنيت» و«ألكسيس ويليت» في كتابهما «ماذا نحتاج فعلًا من المخ؟» إنه في الغالب أيّ حديث عن تحسين صحة الدماغ يعني الحفاظ على إمدادات الدم بشكل جيد إلى الرأس؛ فإذا كانت الإمدادات جيدة الرأس بخير، أو الحديث عن كيفية تحسين تشغيل برامج الدماغ، وتقول «الجارديان» إنّ هناك طرقًا يمكن القيام بها لتحسين كفاءة عمل الدماغ.

وأضاف الكاتبان أنّ كبار السن يمكن أن يحافظوا على نشاط أدمغتهم عن طريق إبقاء أنفسهم نشطين عقليًا؛ بتعلّم لغة جديدة، أو حلّ الكلمات المتقاطعة، أو المشاركة في أنشطة أخرى أصعب فكريًا، والحفاظ على الوظيفة الإدراكية كاملة لأطول مدة ممكنة.

ومع ذلك، علينا أن نكون حذرين في أمرين؛ فالأشخاص الذين لم تتأثر معارفهم الإدراكية قد يحصلون على متعة أثناء تعرّضهم للتحديات الإدراكية (كالألغاز) أكبر من أولئك الذين يبدون فشلوا فيها.

الحماية من تلف الدماغ

وكان الأشخاص القاضون وقتًا أكبر في أداء أنشطة تتطلب إدراكًا أكثر على مدار أعمارهم أكثر مقاومة للآثار الجسدية للشيخوخة والآثار العقلية، باستخدام آلية تسمى «الاحتياطي المعرفي cognitive reserve»، الذي يشير إلى قدرة المرء العامة على أن يتمتع بدماغ سليم قوي يمكنه معالجة أحداث متضادة، كما أنه يحمي الدماغ من عواقب التلف؛ مما يسمح لهم بمواصلة الأداء بشكل جيد.

على سبيل المثال: وجد أنّ الأشخاص ذوي معدل الذكاء العالي، أو التعليم الأطول، أو أصحاب العمل الصعب إدراكيًا، أقل عرضة لخطر الإصابة بالخرف؛ بالرغم من حقيقة أنّ أدمغتهم تظهر استجابة للأمراض الخاصة بالتقدم في العمر.

ووجدت دراسات أجريت على أدمغة مسنين بعد وفاتهم ممن كان لديهم احتياطي معرفي عالٍ أنّ أدمغتهم تأثّرت بالفعل بأمراض الشيخوخة والخرف، لكنّ هذا الاحتياطي ساهم في أداء مهامهم العقلية بشكل جيد؛ حتى مع حدوث تلف في الدماغ، مقارنة بأولئك الذين امتلكوا احتياطيًا معرفيًا أقلّ.

ومع ذلك، هناك كثير لم يُكتشف بعد عن آلية الاحتياطي المعرفي في تحقيق أقصى قدر من المرونة للدماغ؛ وكلما فهمنا أكثر دورها في حماية أدمغتنا وكيفية تعزيز احتياطتنا المعرفية زادت فعاليتنا في تصميم التدخلات والنواقل العصبية؛ للحفاظ على صحة أدمغتنا لمدة أطول.

أما الخبر السار فهو أنّ «الاحتياطي المعرفي» لا يقتصر على أولئك الذين لديهم معدّل عال من الذكاء، أو الذين كرّسوا حياتهم لدراسة الفيزياء فقط؛ فهو احتياطي يمكن لأيّ شخص بناؤه في أي وقت من عمره؛ لذا فالمشاركة بأنشطة إدراكية واستمرار تعلم مهارات جديدة والاستمرار في استخدام العقل يساهم في تشكيله لدى الفرد.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023