أكد أغلب المحللين السياسيين أن مصر وأغلب حكام العرب كانوا على علم بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية في «إسرائيل» إلي القدس مسبقا، وأن هذا القرار جاء بموافقة الحكام العرب، ضمن اتفاق صفقة القرن، وأن بيانات الإدانة لا تخرج عن كونها لعدم الإحراج أمام شعوبهم.
التنسيق مع الحكام العرب
وأعلن وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن أمريكا نسقت مسبقًا مع قادة دول عربية بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال كاتس، في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية أمس، الأربعاء 6 ديسمبر، إن التنسيق الأمريكي مع القادة العرب، هو من أجل ضمان أن يسهموا في احتواء ردة الفعل الفلسطينية على القرار.
وكان ترامب اعترف في خطاب له، أمس، بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما وقع على قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وعقب الإعلان استنكرت الدول العربية والإسلامية إضافة إلى الأمم المتحدة ودول أوروبية القرار، معتبرة أنه سيؤثر على استقرار الشرق الأوسط.
مصر على علم
و كشف محلل صهيوني أن اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني تم بالتنسيق مع عبد الفتاح السيسي والسعودية.
وأضاف المحلل -في لقاء مع تليفزيون الاحتلال- أن هذه الخطوة لم تكن تتم لولا أن تم نسجها والتفاهم بشأنها على المستوى الإقليمي بين ترامب ومصر والسعودية، مضيفا أن الفلسطينيين يدفعون ثمن تغيرات كبيرة في المنطقة”.
وأوضح المحلل أن العالم بات منشغلا بإيران العدوانية واستيقاظ السعودية، وأيضا تحالف الدول السنية المعتدلة، وزجت قضية الفلسطينيين إلى الزاوية.
ضمن صفقة القرن
قال هيثم الحريري، عضو مجلس النواب، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليس ضد الإرهاب كما يتصور البعض، ولكنه ضد الإسلام، وضد المسلمين وكل الدول العربية.
وأضاف الحريري في مداخلة هاتفية مع برنامج «صح النوم»، المذاع على قناة LTC الفضائية، الأربعاء، أن العار يلحق كل الحكام العرب بلا أي استثناء، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتابع عضو مجلس النواب: «إحنا مش ضعفاء ولكن ليس لدينا حكام عرب يستحقون أن يكونوا حكام لنا.. إحنا في أيدينا الضغط على أمريكا، وطرد السفراء الأمريكيين وسحب السفراء من الولايات المتحدة».
وأشار إلى أن «الحكام العرب بلا استثناء يدفعون ثمن بقائهم في الحكم»، موضحا أنه لا يتوقع من مجلس النواب المصري، والسيسي «أي شيء على الإطلاق.. اللي بيحصل ده تمنه مدفوع.. اللي بيحصل ده متفق عليه في السعودية واللي بيحصل ده جزء من صفقة القرن» – حسب تعبيره.
وأوضح أنهم تقدموا بمشروع قانون لمقاطعة كل المنتجات الأمريكية.
مصر تحتفل
وفي اليوم نفسه الذي أصدر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره الكارثي بنقل سفارة بلاده إلى القدس، احتفلت سفارة مصر في أمريكا بما أسمته «مرور 40 عامًا على زيارة السادات للقدس»، في مفارقة توضح مدى عمق العلاقات بين مصر والكيان الصهيوني.
الاحتفال أقامه ياسر رضا سفير مصر بأمريكا، عبر «حفل عشاء رسمي» بقاعة كنيدى التاريخية بمبنى الكونجرس، بحضور جيهان السادات التى كانت فى استقبال الضيوف مع السفير وحرمه.
وأشارت صحيفة الأهرام -التي نشرت الخبر- إلى أن الحفل شارك فيه “عدد كبير رفيع المستوى من الجانب الأمريكى، أبرزهم جاريد كوشينر، ووزير الخزانة ستيفين مينوشين، ووزير شئون المحاربين القدماء ديفيد شيلكينن، ودينا باول نائبة مستشار الأمن القومى، ونيك أيريس مدير مكتب نائب الرئيس الأمريكى، وإيد رويس رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، وكريس ستيورات عضو لجنتى الاعتمادات والاستخبارات بمجلس النواب، والسيناتور إيد ماركى عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وعدد من السفراء الأجانب ومسئولى الإدارة وقيادات مراكز الأبحاث وممثلى وسائل الإعلام، ورئيس الوزراء الأسبق حازم الببلاوي.
التقارب العربي الإسرائيلي
إعلان الرئيس الأمريكي جاء بعد اتصالات أجراها مع عدة زعماء دول عربية، مصر والأردن وفلسطين والسعودية، ما دفع محللين للاعتقاد أن ترامب لم يكن ليتخذ قراره المذكور لولا حصوله على الضوء الأخضر من دول عربية.
وشهدت تصريحات الزعماء العرب، خلال الأشهر الماضية، دلائل على التقرب من اسرائيل، إذ طلب، عبد الفتاح السيسي، في سبتمبر الماضي، من الفلسطينين «الاستعداد لقبول التعايش مع الإسرائيليين في أمان».
وقال السيسي في خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبًا إلى جنب مع أمن وسلامة نظيره الفلسطيني»، مطالبًا بـ «تسوية عادلة حتى يتم إنشاء دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية».
من جهته قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في لقاء مع الرئيس الأمريكي، في أيار الماضي، إن «خيارنا الاستراتيجي الوحيد هو تحقيق مبدأ حل الدولتين، فلسطين على حدود 67 بعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام واستقرار مع دولة إسرائيل».
واستنكر ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، مقاطعة الدول العربية لإسرائيل، بحسب ما ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، في سبتمبر الماضي.
وقالت الصحيفة إن «الملك البحريني انتقد مقاطعة العرب لإسرائيل وإن لمواطني بلاده الحرية في زيارة إسرائيل، رغم أن الدولتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية».
كما شهدت العلاقات الإسرائيلية- السعودية تحسنًا خلال الأشهر الماضية، بحجة مواجهة الخطر الإيراني، وترددت أنباء عن زيارة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى تل أبيب، بحسب مسؤولين إسرائيلين.
كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرارًا في تصريحات له عن تحسن العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية ووجود علاقات سرية مع الكثير من الدول الإسلامية.
وبالرغم من العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وبعض الدولة الخليجية، إلا أن محللين اعتبروا المواقف السياسية الأخيرة بداية لمرحلة جديدة، قد تصل إلى التطبيع بين البلدان.
الزعماء العرب خلال تصريحاتهم طالبوا بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وإسرائيل عاصمتها القدس الغربية.