شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«هآرتس»: «ابن سلمان» تلقى ضربتان من إيران في اليمن ولبنان.. والضربة الثالثة في الطريق بسبب القدس

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان - أرشيفية

قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنّ سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في المنطقة فشلت فشلًا ذريعًا، وتلقّى صفعتين من إيران في اليمن ولبنان؛ الأولى بمقتل علي عبدالله صالح والأخرى بشأن اتفاق الحكومة اللبنانية على غلق الفرصة للسعودية بالتدخل في شؤونها الداخلية؛ وهو ما ترجمه تراجع الحريري عن استقالته.

وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّه لا ينبغي علينا أن نحسده وهو في طور الإعداد لأن يصبح ملكًا قويًا؛ فسياساته تلقت ضربة مؤلمة الأسبوع الماضي، لن تكون الأخيرة. فقبل يومين، تمكّن الحوثيون من قتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله بن صالح بعد يومين من إعلانه «فتح صفحة جديدة مع التحالف العربي» الذي شكّله ابن سلمان قبل عامين، وقبله تراجع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن استقالته التي أطلقها بضغوط سعودية.

رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعدما عاد إلى بلده وعدل عن استقالته

وتقود السعودية حربًا شاملة ضد النفوذ الإيراني في اليمن ولبنان؛ ما يجعلها تنزلق إلى منحدر صعب الخروج منه. وحتى وقت قريب، رعت السعودية الرئيس اليمني المنتخب والمعترف به دوليًا عبدربه هادي منصور، وتقود حربًا بالنيابة عنه في اليمن لاستعادته من الحوثيين؛ لكنّ تأثيرها  محدود للغاية في ظل الطبيعة الجبلية والمناطق الحضرية لليمن.

فبعد استثمارات بمليارات الدولارات في الحرب توصّل ابن سلمان إلى أنّها لا نهاية لها، والاعتماد على هادي لا نهاية له، ويقال إنّه أراد تخفيض خسائره العسكرية بالانسحاب من اليمن بعد ترتيبات دبلوماسية.

واقترح ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، حاكم الدولة بالنيابة عن والده، خطة عمل مشتركة مع السعودية لتمكينها من مواصلة السيطرة على تحركات اليمن. ويقال إنّه اقترح على ابن سلمان أن يقود «ثورة داخلية»؛ ما من شأنه أن يدفع صالح المخلوع إلى تغيير موقفه والانضمام إلى التحالف العربي بدلًا من الحوثيين.

محمد بن سلمان ومحمد بن زايد

وأراد «علي صالح» استعادة منصبه، وعُرف بحروبه ضد الحوثيين أثناء توليه الرئاسة، وسرد أربعة شروط مقابل دعمه التحالف؛ تضمّنت رفع اسمه من قائمة العقوبات الدولية، والوعد بموقف سياسي في اليمن الجديد، وأن تظل عائلته آمنة، بجانب مطالب مالية.

ويبدو أن السعودية والإمارات وافقتا على شروطه للانضمام إليهما، ورفضت هادي وقالتا إنّ الرئيس الشرعي «علي صالح» أعلن ثورته.

ولو لم يُقتل «علي صالح» من منافسيه الحوثيين لنصّبته السعودية والإمارات رئيسًا لليمن، ورأتا حينها أنه يمكنه مواجهة الحوثيين؛ لكنّ خطتهما فشلت. وكان الحوثيون على بينة منها، وحاولوا مرارًا إقناع «علي صالح» بأن يبقى شريكًا لهم؛ لكن بعد خطابه الثوري قتلوه.

الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان – أرشيفية

وبناءً على ذلك، ليس للسعودية والإمارات مرشح يمني جدير بالاهتمام، وأصبحت خياراتهما محدودة للغاية، كما إن استمرار الحرب مع إيران مكلفٌ للغاية، اقتصاديًا ودبلوماسيًا. وفي الوقت نفسه، ستعطيهم المفاوضات مع الحوثيين وجودًا شرعيًا في اليمن؛ أو بمعنى آخر ستمكّن الإيرانيين منهما.

وفشلت محاولات السعودية لتغيير النظام السياسي في اليمن، وفي الوقت نفسه تدرك أنها لا تستطيع فعل شيء من شانه إيقاف إيران أو حزب الله في لبنان؛ ويبدو أنّ إيران لها تأثير نافذ ومباشر هناك، وافترض ابن سلمان أن استقالة الحريري ستشلّ الحكومة هناك وستتسبب في فوضى سياسية.

لكن، كما فشل السعوديون في اليمن ولم تكن لديهم أي خطة للنهاية؛ فهل اعتقدوا أنّ الشعب اللبناني سيرضخ لهم ويستسلم لمطالبهم التي تركزت على انسحاب حزب الله من سوريا والعراق واليمن؟ أم أنهم اعتقدوا أنّ إيران ستأمر حزب الله بمغادرة سوريا؟

ويشير إعلانا الحريري بالاستقالة ثم التراجع عنها إلى أنّ السعودية لم تحقق شيئًا، واتفاق جميع أفراد الحكومة بتجنب دعم أي سياسة من شأنها أن تتيح لدولة أخرى التدخل في الشؤون الداخلية للبنان؛ وبالتالي استمر عمل حزب الله في كل هذه الدول. وبعبارة أخرى: التغيير السياسي الذي حدث في لبنان هو صفعة إيران للسعودية على وجهها.

أفراد من حزب الله يرفعون راياته في كل مشاركاتهم بسوريا والعراق ولبنان

أمّا حقل الألغام القادم لابن سلمان فهو «السلام بين إسرائيل والفلسطينيين»، وستعجز حكومته عن المطالبة بعودة اللاجئين الفلسطيين إلى بلدهم. وبالرغم من ذلك، انضمّت السعودية إلى جميع الدول العربية والإسلامية ضد قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس؛ ويبدو أنّ محمد بن سلمان لديه طريق طويل يتعين عليه أن يسلكه فيما يتعلق بسياسته تجاه الشرق الأوسط.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023