جاء التعامل الأمني، مع المظاهرات المناصرة للمسجد الأقصى في مصر أمس واليوم عنيف، حيث شنت قوات الأمن العديد من حملات الاعتقال فى الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، فى خطوة استباقية لخروج المظاهرات الداعمة للقدس والمسجد الأقصى، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذى ادعى فيه بأن القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيونى.
كما اعتقلت قوات الأمن أمس عدد من الشباب من ضمنهم صحفيين، خلال وقفة لهم من أمام مقر نقابة الصحفيين، واستخدمت قوات الأمن العنف مع المتظاهرين، رغم أن الوقفة كانت على سلم نقابة الصحفيين، ولم تمثل أي خطر.
التعامل الأمني العنيف مع المظاهرات أثار التساؤلات حول أسباب استخدام النظام المصري، وقوات الأمن العنف ضد متظاهرين خرجوا لدعم المسجد الأقصى، في الوقت الذي لم يكن للمظاهرات أي علاقة بالنظام، أو انتقاد له.
مظاهرات القاهرة والإسكندرية
ونظم المئات من المصلين، وقفة احتجاجية داخل ساحة مسجد الأزهر الشريف اعتراضا علي قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بجعل القدس عاصمة إسرائيل.
وردد المشاركين في الوقفة هتافات “بالروح والدم نفديكي يا فلسطين، يسقط يسقط إسرائيل، الله اكبر”.
شهدت ساحة مسجد القائد ابراهيم بمحطة الرمل وسط الإسكندرية تظاهرات حاشدة دفاعا عن المسجد الأقصى والقدس ضد القرار الأمريكى باعتبار القدس عاصمة إسرائيل .
وتوافد المتظاهرةن من أبناء المحافظة على منطقة محطة الرمل للمشاركة فى التظاهر حاملين أعلام دولة فلسطين وصور المسجد الأقصى .
كما حمل المتظاهرون لافتات مدون عليها عبارات “نحمى القدس بأنفسنا ولن نتراجع عن حماية الأقصى”، وذلك في ظل تواجد أمني مكثف بمحيط المسجد .
القبض على خلية لدعم الأقصى
وأعلنت وزارة الداخلية إحباط ما وصفته بالمخطط الإرهابي لاستهداف مؤسسات الدولة، وزعم استغلال مظاهرات اليوم الجمعة ضد قرار دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس للاندساس وسط المواطنين أثناء الخروج من المساجد لارتكاب عمليات عنف وتخريب بحسب زعمها.
وزعمت وزارة الداخلية في بيان لها اليوم الجمعة، إنه في ضوء جهود وزارة الداخلية لرصد مخططات جماعة الإخوان لاستثمار القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل لإثارة الرأي العام والنَّيل من استقرار البلاد، فقد رصدت متابعة قطاع الأمن الوطني قيام أحد الأشخاص ببث فيديو عبر شبكة الإنترنت يحث المواطنين على التظاهر وارتكاب أعمال العنف ضد مؤسسات الدولة أعقبه بث ما يسمى بحركة «غلابة» التابعة لجماعة الإخوان ذات الدعوة ووجهت فيها عناصرها لاستخدام ما يسمى بـ«المبروكة».
وأضاف البيان، أن عمليات الفحص والتحري تبين أن الشخص الذي قام بالتحريض عبر شبكة الإنترنت هو الإخواني ياسر عبد الحليم أحمد عبد الحفيظ، وشهرته ياسر العمدة «موظف إداري سابق بميناء دمياط وهارب حاليًا بدولة تركيا، القائم على ما يسمى حركة غلابة».
النظام متصهين أكثر من الصهاينة
ومن جانبه قال الدكتور أسامة رشدي، القيادي بحزب البناء والتنمية، أن النظام أصبح متصهين أكثر من الصهاينة نفسهم، وأصبح لا يطيق أن يرى الشباب تخرج للتظاهر لنصرة المسجد الأقصى، خاصة وأنه كان أحد أهم الداعمين لضياعة.
وأضاف رشدي في تصريح خاص لـ«رصد»، أن ما قام به النظام من حملة اعتقالات قبل مظاهرات اليوم، يظهر للجميع كيف وصل النظام لهذة المرحلة من العمالة لصالح إسرائيل، فلا يستطيع أن يسمع الهتافات ضدها.
وأكد رشدي أن خروج الشباب اليوم للتظاهرة، أمام المسجد الأزهر بالقاهرة، ومسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، ومن بعض المساجد بالمحافظات، يعطينا الأمل أن القضية مازالت حاضرة في وجدان الشباب رغم محاولات التشوية الإعلامي، وأن صحوة الشعب قريبة.
ومن جانبه قال الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل، أن مصر السيسي اعتقلت فجر اليوم شباب بتهمة إنهم يخططوا للتظاهر بعد صلاة الجمعة دعما للقدس، مؤكدا أن النظام المصري وصل لمرحلة غير مسبوقة من العمالة والقذارة والتصهين.
ووجه أبوخليل في تصريح خاص «لرصد»، رسالة لضباط الشرطة قائلا :«عزيزي ضابط الشرطة الذي نزل فجر اليوم وإعتقل شباب من بيوتهم، متضحكش علي نفسك، أنت لم تعتقلهم لأنهم كانوا سيقومون بفوضي بعد صلاة الجمعة، أنت إعتقلتهم لإنك أصبحت مسخ وأداة قذرة في إيد عصابة عسكر صهاينة خاطفين البلد وخايفين علي مشاعر أخواتهم الصهاينة في تل أبيب».
