منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قراره بشأن القدس، وإعلانها عاصمة إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، والعالم العربي والإسلامي تجتاحه موجة من الغضب الشعبي، كانت دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة حذرت منه مسبقا.
وحاولت الإدارة الأميركية امتصاص الغضب الشعبي والتقليل من تأثيره، حتى لا تتعرض مصالحها في الوطن العربي للضرر، إضافة إلى قنصلياتها وسفاراتها، متخذة إجراءات وتصريحات.
عملية سلام ترضي الفلسطينيين
سبق إعلان ترامب الصادم، اتصالات أجراها مع عدد من الزعماء والقادة العرب، لإبلاغهم بنيته إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، ورغم ما أعلن من تحذيرات لتداعيات مثل هذا القرار، إلا أن الرئيس الأميركي أصر على موقفه.
وذكرت وكالة رويترز، أنه خلال الاتصال الذي أجراه ترامب مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أشار إلى «خطة سلام»، قال إنها «قيد الإعداد وسترضي الفلسطينيين»، مضيفا أن «الفلسطينيين سيحققون مكاسب من خطة السلام التي يعكف على وضعها صهره جاريد كوشنر والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات».
مطالبات لاسرائيل بوقف التصريحات
في أول تعليق على قرار ترامب، رحّب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وقال إنه على اتصال مع دول أخرى تريد أن تحذو حذو الاعتراف الأميركي.
ودعت تصريحات نتنياهو واشنطن للمطالبة بالتوقف عن التصريحات التي من شأنها استفزاز مشاعر العرب، حتى لا تدفع بهجوم أكبر من المتوقع.
تيلرسون: نقل بعد عامين
وتدخل وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، أمس الجمعة، بعد مظاهرات اجتاحت كل دول العالم، وأطلق تصريحات حاول منها التقليل من حدة القرار الأميركي الذي أغضب العالم العربي.
وقال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، إن نقل سفارة بلاده في إسرائيل إلى القدس لن يتم قبل عامين على الأرجح، وذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان.
وفي تعليق غريب بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، قال تيلرسون إن «عملية تحديد الوضع النهائي للقدس ستكون عبر المفاوضات بين الطرفين»، في وقت أكد مسؤولون أن المفاوضات انتهت بإلإعلان الأميركي، وأصبح وسيطًا غير نزيه في مفاوضات «السلام».