شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«المونيتور»: أميركا تخلت عن دورها الدبلوماسي في الشرق الأوسط بعد قرارها بشأن القدس

الممثلة الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة «نيكي هالي»

قالت صحيفة «المونيتور» الأميركية، إن الولايات المتحدة بقرارها المتعلق بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، وضعت نهاية لدورها الدبلوماسي ووساطتها في الأزمات بالشرق الأوسط، مشيرة إلى أن ذلك القرار سبقه دلائل تشير إلى تبنيها تلك الخطوة، كالأزمة في سوريا التي تعد روسيا وإيران وتركيا أصحاب القرار فيها، والأزمة اللبنانية التي تدخل فيها ماكرون، وغيرها.

ووفق ما ترجمت «شبك رصد» كان الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة «نيكي هالي»، قال في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي بثقة تامة، إن الولايات المتحدة ملزمة التزاما عميقا بتحقيق اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين «لأنها» تتمتع بالمصداقية لدى الجانبين، وكان قرار الولايات المتحدة لاقى انتقاداد من قبل 14 عضوا في مجلس الأمن.

ورد ممثل فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة على هالي، بأن «القرار الأمركي يستبعد دوره القيادي في السعي إلى إحلال السلام في المنطقة»، فيما وصف توماس فريدمان القرار الأمريكي حول القدس بأنه «فن الهبة أو العطية».

توابع قرار ترامب 

إلا أن قرار ترامب، بحسب الصحيفة، أثار دون قصد أمر «الوحدة بين الدول العربية»، وهي الوحدة التي طال انتظارها منذ زمن بعيد بشأن القضية الفلسطينية، وهو ماظهر جليا في جامعة الدول العربية عقب القرار الأمريكي، وبجانب ذلك جعل إيران والمقاومة الإيرانية، تبدو منطقية للشارع العربي والإسلامي.

إلا أن السعودية والإمارات، الدولتان اللتان تسيران جنبا إلى جنب مع إدارة ترامب، على النقيض من ذلك، ستواجهان تمحيصا وتساؤلات صارمة، في الشوارع والمقاهي وسيارات الأجرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وأشارت الصحيفة إلى أنه بخطوته تلك لم يسدي إليهما معروفا، أما الأردن فهي على الخطوط الأمامية من التداعيات.

الدبلوماسية الإقليمية

وأكدت الصحيفة، أن القرار الأمريكي هو جزء من اتجاه أوسع، يتمثل في إلغاء الدبلوماسية الإقليمية، في حين لا يتوقع أحد الكثير من مبادرة ترامب للسلام، والتي يسعى فيها صهره جاريد كوشنر، وخاصة في الوقت الراهن، فعوامل قوة الدبلوماسبية الأمريكية في المنطقة، آخذة في التراجع بقوة، ليس فقط على صعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ففي سوريا أيضا، فضلت أمريكا ترك المجال لروسيا وإيران وتركيا، وتجري كل المشاروات بشأن مستقبل سوريا في استانة وكازاخستان وسوتي في روسيا، وليس جينيف كما كان يحدث من قبل، وبجانب ذلك تزداد العلاقات بين أمريكا من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى، سواء، ومن جانب آخر لا تزال هناك أزمة بين تركيا وأمريكا.

وبدلا من وجود محور دبلوماسي للاستفادة من هزيمة تنظيم الدولة والتي قادتها الولايات المتحدة، إلا ان الخطة الأمريكية لسوريا تقتصر على وجود قوات هناك لتجريب القوات المحلية وإسداء المشورة لها، لدعم الأمن والاستقرار، أم شق الأعمال الدبلوماسية فقد تخلت عنه أمريكا وتركته لروسيا وإيران.

وفي هذا السياق، ابتعدت الولايات المتحدة أيضا عن استغلال الانقسامات والاختلافات بين روسيا وإيران، ويشرح «ماكسيم سواتشكوف»، المحلل السياسي بمنظمة رصد روسيا والشرق الأوسط، حدود ومدى العلاقات بين إيران وروسيا، مشيرا إلى أن الثقة بينهما في أدنى مستوياتها، لكن موسكو وطهران تجتمعان ويعملان معا في هذه القضايا.

وتابع المحلل السياسي: أما الولايات المتحدة، بموقفها الحالي تجاه كلتا الدولتين، ليست في وضع يسمح لها باستغلال أي من هذه الاختلافات، ناهيك عن دورها المحدود في تشكيل مستقبل سوريا بعد انتهاء الصراع، إلا هامشيا.

وأشار سواتكشوف أيضا، إلى أن غياب الدبلوماسية الأمريكية، يمحي دور واشنطن من «حساب التفاضب والتكامل الإقليمي»، وسمح لبويتن وإيمانويل ماكرون باحتلال ادوارا قيادية، عن طريق تدخلاتهم المتزايدة في الأعمال الدبلوماسية بالشرق الأوسط.

الأزمات السعودية اللبنانية

أما موقف محمد بن سلمان والذي استنكر القرار الأمريكي الخاص بالقدس، قد ينكشف خلال الأحداث التالية، وغير ذلك اتضحت السياسة الأميركية الحقيقية تجاه السعودية، فرغم تأييد ترامب، إلا أن وزير خارجيته ريكس تيرلسون، حث السعودية في 8 ديسمبر، على أن تكون أكثر ترويا وتدبرا في ما يتعلق بسياستها في اليمن وقطر ولبنان، وأن تفكر في عواقب أفعالها.

وسواء كانت تلك التعليقات تشير إلى انقسامات وانتقادات متبادلة بين أقرب حلفاء، أو أن ريكس تيرلسون على وشك الرحيل عن وزارته لذا تحدث بما يدور في مكنونه، إلا أن أحداث الأسبوع الماضي تشير إلى إمكانية شروع الرياض في إعادة التفكير بشأن سياستها الإقليمية، والتي كانت عواقبها «فشل وإحباط».

وعلى مستوى الوضع في لبنان، قالت الصحيفة، إن إيمانويل ماكرون هو من سعى إلى تأمين خروج الحريري من السعودية، بعد أزمة استقالته التي أعلنها من الرياض، والتي يبدو أنه أجبر عليها، ويتولى الحريري منصب رئيس الوزراء في لبنان، ويرى الرئيس اللبناني ميشال عون، أن شراكته مع الحريري تعتبر حيوية لاستقرار البلاد، بما في ذلك إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر في مايو المقبل.

والسؤال هو ما إذا كان اعتماد عون على الحريري يثبت نظرية «هاوس أوف كاردس – مسلسل دراما أمريكي البطل فيه ينشئ خطة مدروسة لوضع نفسه في منصب قوة»، فموقفه من الحريري كان تحركا سليما لتأكيد السيادة اللبنانية، وبجانب ذلك منحه قبلة حياة بعد التوتر الذي تسبب فيه ولي العهد السعودي.

وفي نهاية المطاف فإن إعادة إحياء الحريري تعود إلى ماكرون وتيرلسون، إلا أن ثمار ما فعله ميشال عون، قد تؤتي بنتائجها في عملية إعادة بناء تحالف 14 آذار.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023