قالت صحيفة «نيوزويك»، إن التغيرات المناخية المقبلة والتي تهدد سكان الكوكب، تجلب معها أخبارا جيدة لمحبي الشيكولاتة، موضحة أن تغيير الطقس سيسهم في إنتاج شيكولاتة ألذ وأطعم من الموجودة حاليا، وفقا لدراسة جديدة.

وأضافت الصحيفة، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أن ارتفاع درجة حرارة الطقس، سيسهم في تعزيز نمو شجر الكاكاو، وجعل حبوبها أكثر تخميرا، وهو ما يظهر في فرق الطعم.

وأكدت الدراسة، التي نشرت في «مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية»، أن طريقة الزراعة والمناخ تسهم في تغيير التركيب الكيميائي لحبوب الكاكاو ونكهتها، ولإثبات ذلك، قام باحثون سويسريون، بجمع حبوب الكاكاو من 5 مزارع مختلفة في بوليفيا؛ حيث تم حصاد بعضها في بداية موسم الجفاف في إبريل والأخرى في نهايته في شهر سبتمبر.

وبعد تحليل الحبوب المجففة، اكتشف الباحثون أن طريقة زراعتها لم تغير في تركيبتها الكيميائية، إلا أنهم وجدوا أن الطقس لعب دورا أكثر أهمية في تغيير تركيبتها.

وقال بيان صادر عن الجمعية الكيميائية الأمريكية: «عموما، زاد محتوى مضادات الأكسدة وانخفض محتوى الدهون من حبوب الكاكاو خلال موسم الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة التربة»، ويقول الباحثون، إن تلك الاختلافات تسهم في تغيير نكهة الكاكاو إلى الأفضل والقيم الغذائية لها.

ويشير الباحثون، في ورقتهم العلمية، إلى أن حبوب الكاكاو تزرع عموما في ظروف رطبة في المناطق المدارية، وقد قام الباحثون بتحليل الحبوب من أشجار كاكاو في بوليفيا مزروعة في ظروف مناخية قاسية، وأشجار أخرى مزروعة في طقس أقل حرارة وأكثر مثالية، ففي الأولى كانت الأشجار تنمو بالقرب من بعضها البعض وأكثر كثافة، بجانب التغيرات الأفضل في المكونات.

وأضافت الورقة، أن الظروف القاسية تنتج مضادات أكسدة أكثر، وهي خصائص تغير في جودة الكاكاو، وبمقارنتها مع الأشجار التي تمت زراعتها بنظام «الحراجة الزراعية- نظام زراعي يهدف للانتفاع بالأرض عن طريق التقنيات لضمان تنوع وإنتاجبة أكثر وأفضل» وجد أن تلك التي زرعت أيضا في ظروف قاسية أفضل وأكثر فائدة.

ولسنوات توقع العلماء أن تغير المناخ سيؤثر سلبا على إنتاج الكاكاو؛ حيث أشارت دراسة أجراها المركز الدولي للزراعة المدارية في عام 2011، إلى أن الظروف البيئية في بعض بلدان العالم التي تنتج معظم حبوب الكاكاو مثل غانا وساحل العاج وكوت ديفوار، ستختلف اختلافا كبيرا بحلول عام 2050.

وقال مؤلفو الدراسة: «ستبقى بعض المناطق مناسبة لزراعة أشجار الكاكاو، لكن بشرط تدخل المزارعين في الظروف المحيطة، ومحاولة التكيف مع الظروف المناخية الجديدة والطارئة، والرابحون همن من يستطيعون التكيف مع تلك الظروف».

إلا أن الدراسة الجديدة، أثبتت عكس ذلك؛ فالتغيرات المناخية ستفيدهم أكثر من غيرهم، ودون حاجة إلى التدخل بتقنيات أو غيرها.