شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تغيرات في خريطة التحالفات اليمنية بعد مقتل صالح.. ودور فعّال للقبائل

أفراد من قبائل اليمن

تأثر شكل الصراع في اليمن، خلال الأيام السابقة، ومنذ مقتل الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح في 4 ديسمبر الجاري، وتغيرت شكل التحالفات، خاصة أنه رحل بعد أن أعلن إنهاء تحالفه مع الطرف الآخر من الانقلاب وهم جماعة أنصار الله «الحوثيين»، باشتباكات شهدتها العاصمة صنعاء.

ويتوقع مراقبون للشأن اليمني، أن تسفر التحالفات الجديدة عن اصطفاف سياسي وشعبي مع الشرعية في مواجهة عدو مشترك وهو «الحوثي»، خاصة بعدما شهدت القبائل اليمنية والتي كانت تدعم الرئيس المخلوع، تغيرا جذريا في موقفها، معلنة انتفاضة ضد الحوثيين.

أمد الصراع

التغيرات الجذرية في موقف صالح وحزبه قبل مقتله، ورحيل المخلوع بهذه الصورة، دفع الداعمين له والذين كانوا في شراكة غير مباشرة مع الحوثيين، إلى الانقلاب على الجماعة، دفع بالقول إن الصراع في اليمن قد يحسم في وقت أسرع عن ذي قبل.

وقال عبدالله الشرعبي، ‏رئيس المركز الإعلامي للمجلس العسكري تعز، إن «الصراع في اليمن ليس صراعا محليا، بقدر ما هو صراع بين الأمن القومي العربي والأطماع الإيرانية الفارسية، فكان التحالف بين جماعة الحوثي وأنصار صالح في حقيقة الأمر هو خدمة للمشروع الإيراني وعامل قوة في صالح إطالة أمد الصراع. في اليمن».

وتابع الشرعبي، في تصريح لـ«رصد»: «ولكن بعد جريمة تصفية صالح سيغير من مجرى هذا الصراع من حيث أنه سيقود تحول إمكانيات صالح ومؤيديه من عسكريين وسياسين وقوة قبلية من التحالف مع الحوثي إلى الانحياز إلى طرف الشرعية والعمق العربي وهذا ما سيقويه ويضعف طرف إيران في الصراع».

وأوضح الشرعبي أن «ضعف الحوثي معناه سرعة حسم الصراع لصالح الشرعية. وهذا معناه تعرية حقيقة الصراع. في اليمن وكشف البعد القومي بعد أن أصبحت جماعة الحوثي تواجه جميع اليمنيين منفردة»، لافتا إلى أن «صالح ومن تبقى معه كانوا يوفرون الغطاء السياسي لجماعة الحوثي ويستغفلون الشارع اليمني والعربي عن حقيقة المعركة وهذا ما كان يمد جماعة الحوثي بالثبات والاستمرار الذي منح عمرا أطول للصراع».

وأكد ‏رئيس المركز الإعلامي للمجلس العسكري تعز «بعد مقتل صالح سيكون هناك تحول وسرعة في حسم المعركة وخروج اليمن من هذه الأزمة الذي سيقود إلى عودة اليمن إلى العمق العربي الأصيل».

أحد العناصر الحوثية باليمن

دور القبائل

كان للقبائل قبل مقتل صالح دور بارز في دعم الانقلاب، بعد أن اصطف عدد منها في صف الرئيس المخلوع ضد الشرعية اليمنية، خاصة قبيلة حاشد والتي ينتمي إليها صالح.

ويحاول الحوثيون السيطرة على تلك القبائل من أجل إضعاف طرف الشرعية، وتعتقل يوميا العشرات من المشايخ وتهدم المنازل وتحاصرها.

وبدأت اشتباكات قبلية مع الحوثيين، مع قبيلة خولان المعروفة بولائها للرئيس السابق، بعد اتهام الجماعة لها بتهريب نجل شقيق الرئيس السابق الراحل علي عبدالله صالح، وقائد حمايته الخاصة، العميد طارق محمد صالح، وطالبتهم بتسليمهما، بعد أن نفت مقتلهما مع صالح.

وناشدت القبيلة، الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية، بالوقوف إلى جانب قبائل خولان في معركتها.

وقال شيخ قبائل الرضمة وإب، عبدالواحد الدعام، في تصريحات صحفية، إن الشعور الشعبي كان يستند إلى حقيقة أن علي صالح كان يقف مع الحوثيين وإيران، إلا أن تحوله قبل مقتله بأيام، وانحيازه إلى عروبة اليمن وفض الشراكة مع الانقلابيين، أعطى دفعة قوية لجميع المشايخ في اليمن لمواصلة انتفاضتهم ضد الحوثيين.

وأشار الدعام إلى أنه بعد اغتيال صالح تحولت الأوضاع الميدانية، وأصبح اليمنيون أكثر توحدا أمام الإرهاب الحوثي، متهما الميليشيات المتمردة بأنها تحمل مشروعا إيرانيا يطعن في خاصرة العروبة اليمنية.

ويرى مراقبون أن القبائل هي المتضرر الأكبر من الحوثيين، وخلال وجود صالح في الصراع، أجبرت على دعم الحرب لصالح الحوثيين، سواء بالرجال أو المال، إلا أن الوضع تغير الآن وأصبح متوقعا تحررها من هذا التحالف.

واستولت قبائل همدان مساء الأحد، على 20 عربة مسلحة لميليشيات الحوثي بعد معارك عنيفة دارت بين رجال القبائل والميليشيات، في معسكر الاستقبال في ضاحية ضلاع شمال غربي صنعاء.

أفراد من قبائل اليمن

تحركات شعبية

ومنذ الأحد الماضي، تشهد اليوم، تحركات شعبية كانت اختفت منذ الانقلاب وتدخل التحالف العربي في الصراع، فخرجت يوم الاحد الماضي،  مسيرة جماهيرية كبيرة ضد ميليشيات الحوثي في مدينة زبيد بالحديدة، التي أصبح الجيش الوطني على مشارفها عقب استكمال سيطرته على مدينتي الخوخة وحيس.

وشهدت مدينة الحديدة كتابات على الجدران، داعمة للشرعية، ومنددة بمليشيات الحوثي، حيث كتب المواطنون «لا للحوثي»، «لا للحوثي بعد اليوم»، «يسقط الحوثي».

وأسقطت طائرات التحال منشورات في صنعاء، دعت إلى الثورة ضد الحوثيين، ومناصرة الجيش الوطني.

عبارات على الجدران ضد الحوثيين

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023