هدّد مؤيدو «تنظيم الدولة» بقيادة هجمات في أعياد الميلاد «الكريسماس» على كاتدرائية واشنطن الوطنية، ونشروا على حساباتهم الاجتماعية يوم الخميس ملصقات دعائية عبارة عن نيران تندلع من الكنيسة، لكنها حوت خطأ؛ إذ ذكروا أنّ الكنيسة في نيويويورك، فهل يقصدون نيويورك أم واشنطن؟
تقول صحيفة «النيوزويك» إنه لا يهم أيهما ما دام أنّ هناك ذئابًا منفردة في جميع أنحاء العالم يتّبعون التنظيم وعلى استعداد لتنفيذ هجمات أينما وجدوا.
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ الملصق الدعائي المشار إليه دوّنت عليه عبارة: «نلتقي قريبًا في الكريسماس بنيويورك»، وهو خطأ ارتكبه ناشر الدعاية؛ إذ خلط بين نيويورك وواشنطن، واحتوت الصورة أيضًا على جهادي يرتدي زيًا عسكريًا يقف أمام الكنيسة المحترقة.
نُشر الملصق الدعائي على الحسابات الشخصية لمؤيدي التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي وبرنامج تيليجرام المشفّر، وفقا لمجموعة مخابرات سيت، التي تراقب المعارضين على الإنترنت، ودوّن على ملصق آخر في تيليجرام: «نراكم قريبًا في عطلتكم الخاصة» باللغتين العربية الإنجليزية.
واستمر المؤيديون للتنظيم في إصدار تهديدات ضد الغرب، حتى مع هزيمة «دولة الخلافة» في سوريا والعراق؛ لكنّ الصور المنشورة باستمرار تثير السخرية أكثر من الخوف. وأخطر الهجمات المنفردة «الذئاب المنفردة» هي التي تقلق الخبراء الأمنيين والمسؤولين؛ خاصة في أماكن مثل الولايات المتحدة؛ لأن التنظيم لا يملك دعمًا قويًا هناك.
طرق الهجوم
وقال هاريسون أكينز، الباحث في مركز هوارد بيكر، لـ«نيوزيوك»، إنّ تحفيز التنظيم داعميه ومؤيديه على توجيه تهديدات من هذا القبيل أمرٌ غير مكلف له؛ فهو لا يرسل مقاتلين إلى جميع أنحاء العالم لأداء هجمات منسقة ومعقدة، لكنه يعتمد إلى حد كبير على الأفراد العاديين والمواطنين الذين يعيشون بالفعل في أوروبا والولايات المتحدة لارتكابها، وهي بدائية وغير متطورة؛ وغالبًا عن طريق الطعن أو الدعس أو عبوات بدائية الصنع.
وأضاف أنّ انتماء هؤلاء الأفراد إلى التنظيم وولاءهم إليه ضعيف نسبيًا، ويعتقد أنه بما يفعله وما يصدره من تكليفات لنشر التهديدات مع قرب أعياد الميلاد سيفعله أحدٌ في مكان ما.
ومؤخرًا، شهدت نيويورك هجومين؛ أُحبط أحدهما قبل أن يتعرّض أحد إلى أذى شديد. الهجوم الأوّل نفّذه جهادي بواسطة شاحنة مستأجرة في نوفمبر؛ قتل ثمانية أشخاص، وهو نوع من الهجمات غير المتطورة، التي ذكرها الباحث؛ محذرًا الحكومة الأميركية من عديدين على استعداد فعل هذه الهجمات مستقبلًا.
وأكد «هاريسون» أنّ «الإرهابيين أو المتطرفين» قد يستخدمون الأسلحة التقليدية وغير التقليدية لضرب المصالح الأميركية، لكنّ كثيرين منهم يستخدمون بشكل متزايد وسائل أقل تطورًا في الهجمات؛ وغالبا ما يستهدفون الحشود بشكل أكثر فاعلية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الثقيلة والمسدسات والسيارات.
وحذّر أيضًا من أنّ «المتطرفين» سيركّزون بشكل متزايد على الأهداف السهلة أو اللينة؛ مثل أماكن العبادة ومراكز التسوّق ووسائل النقل العامة والعطلات الرسمية.
لكنّ رسالة يوم الخميس تبيّن لنا كيف يمكن أن تكون دعاية التنظيم غير متطورة، وقال «هاريسون» إنّ «نشرهم صورة للكاتدرائية الموجودة في واشنطن على أساس أنها تقع في نيويورك دليلٌ على أنّ من صمّم الدعاية شخص هاوٍ ودليل على انعدام كفاءته».
فرصة للفت الأنظار
ومع ذلك، يؤكّد الخبراء أنّ التنظيم لن يفوّت فرصة دون الإعلان عن نفسه ووجوده وتوجيه الأنظار نحوه.
وقال كريس ميسيرول، خبير الشرق الأوسط في معهد بروكينجز، لـ«نيوزويك»: يرى التنظيم أنّ عيد الميلاد هدية يجب أن يستغلها؛ عبر الدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي لقيادة هجمات ضد دور العبادة البارزة. وغير ذلك، يحاول جذب الاهتمام إليه، ويأمل أن يقود أنصاره هذه الهجمات في أيّ مكان حيث يعيشون.
وأضاف: «إذا هاجم الذئب المنفرد كنيسته المحلية في المقاطعة التي يعيش فيها، وليس الكاتدرائية؛ فهذا عندهم فوز كبير».