شهدت الساعات الماضية، جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر إعلان العقيد أركان حرب، تامر الرفاعي، المتحدث العسكري، بأنه تم استهداف مطار العريش أثناء زيارة وزيري الداخلية والدفاع، كما طرح خبراء تساؤلات عن كيفية قصف مطار في وجود أبرز قيادات الدولة.
وأعلن المتحدث العسكري، مساء الثلاثاء، مقتل ضابط وإصابة 2 آخرين إثر استهداف مطار العريش بإحدى القذائف أثناء زيارة وزيري الدفاع والداخلية للمطار، وعودة الوزيرين إلى القاهرة.
وجاء ذلك الحادث مع احتفاء الإعلام المصري بحلم عودة السياحة الروسية للقاهرة، بعد توقيع الجانبين «المصري والروسي»، بروتوكولا أمنيًّا، قد يفتح الباب أمام عودة حركة الطيران المباشر بين «القاهرة وموسكو»، دون الإعلان عن موعد محدد لعودة السياح الروس.
الاحتفاء بالقرار المصري الروسي، انعكس على صحف القاهرة، الصادرة صباح السبت 16 ديسمبر، والتي أفردت مساحات واسعة من عناوين الصفحات الأولى، فضلا عن متابعات مستمرة من قِبل بعض المواقع الإلكترونية، الموالية للنظام الحالي.
الخطر قائم
وفي هذا الصدد يقول اللواء عادل سليمانن الخبير العسكري في تصريح لـ«رصد»:«أن حادث اليوم مؤشر لارتفاع وتيرة خطورة التهديدات المسلحة في مصر، مرجحا أن تكون داعش وراء هذا الحادث ولو كان أصيب أو قتل أيا من الوزيرين لكانت كارثة كبرى».
وأكد سليمان أن هذا الحادث قوي ويشف مدى إرهاق قوات الجيش المصري، موضحا أنه كشف نقاط ضعف سياسة «الأرض المحروقة» (استراتيجية عسكرية يتم فيها إحراق أي شيء قد يستفيد منه العدو عند التقدم أو التراجع في منطقة ما) في العمليات العسكرية ضد المسلحين في شمال سيناء المضطربة، التي يقول إنها جعلت من الصعب تجنيد السكان المحليين للمساعدة في محاربة المتطرفين.
وأضاف أن الجيش، لا سيما وحدات القوات الخاصة، «مرهقة جدًا جدًا»، لافتًا إلى أن أشرطة الفيديو المتشددة التي تظهر مقاتلي «داعش» يقومون بدوريات في وضح النهار، على حد قوله.
غياب الخبرات
ويقول العقيد خالد عكاشة، الخبير الأمني، أن «انعدام المعارك الحربية للجيوش العربية وعدم خوضها أسفرت عن انعدام الخبرات القتالية ما دفعها لتكون مستسلمة أمام ميليشيات داعش لدرجة خسارة أراضي ومواقع نفطية كبيرة كما حدث في العراق.
وأشار عكاشة، في تصريح لـ«رصد» إلى أن «الجيوش العربية ومنها مصر أنفقت 30 مليار دولار على محاربة داعش، حيث تم إنفاق تلك الأموال في التسليح ورواتب الجيوش والتعويضات والاستشارات العسكرية ومراكز التدريب، فضلا عن الخسائر البشرية، موضحا أن تنظيم داعش انضم إليه قيادات وضباط من الجيوش العربية نفسها، وبالتالي منحتهم فرصة معرفة قوات تلك الجيوش وتكتيكاتها»
وتابع:«رغم عدم تصنيف داعش كجيش نظامي ورغم عدم امتلاكها مصانع لتصنيع الأسلحة الثقيلة، إلا أن التنظيم يعتبر مجهز تجهيزاً جيداً، وهذا يعود إلى استطاعة داعش الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة سواء من الجيش العراقي أوالسوري».
وزاد:«بالرغم من هذا ما زالت داعش تعتمد في المقام الأول على سيارات الـ«بيك أب» والعربات المدرعة الخفيفة، ومازال هناك شكوك حول قدرة داعش على توظيف الأسلحة الثقيلة التي حصلوا عليها من الجيش العراقي والسوري، مثل دبابات M1 العراقية، وصواريخ سكاد السورية، علاوة على ذلك فإن الطريقة الوحيدة التي تستطيع داعش زيادة مخزونها من الأسلحة هي عن طريق الغنائم التي تستولي عليها من أرض المعركة.