تسبب قيام وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، بإعادة نشر تغريدة تتهم فخر الدين باشا بسرقة أموال أهل المدينة وخطفهم وإركابهم في قطارات إلى الشام وإسطنبول، إلى جانب سرقة مخطوطات نبوية شريفة، بإثارة الجدل، ليقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالهجوم على وزير الخارجية الإماراتي في كلمته بأنقرة قائلًا: «حين كان جدنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟».
من هو فخر الدين باشا أو فخري باشا التركي؟
كان فخر الدين باشا آخر الأمراء العثمانيين على المدينة المنورة من 1916 وحتى 1919، وأطلق عليه لقب النمر التركي أو نمر الصحراء.
وكان فخر الدين باشا، قائد الفيلق في الجيش العثماني الرابع في الموصل برتبة عميد عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى في 1914م، وتمت ترقيته إلى رتبة لواء، واستدعي عام 1916م إلى الحجاز للدفاع عن المدينة المنورة عندما بدت تلوح في الأفق نذر نجاح الإنجليز في إثارة حركة مسلحة ضد الدولة العثمانية.
وتولى منصب محافظ المدينة المنورة قبل بداية تمرد حلفاء الإنجليز بفترة وجيزة فأرسله جمال باشا، قائد الجيش الرابع إلى المدينة، في 28 مايو 1916.
وقام حلفاء الإنجليز بتخريب الخط الحديدي الحجازي وخطوط التلغراف بالقرب من المدينة المنورة ثم هاجم المخافر فيها ليلتي 5 و6 يونيو ولكن الإجراءات الاحترازية التي اتخذها فخر الدين باشا نجحت في إبعادهم عن المدينة.
ولم يستسلم فخر الدين باشا لقرار إخلاء المدينة المنورة في البداية، قائلًا «لن أنزل العلم الأحمر بيدي من على حصن المدينة، وإن كنتم مخليها حقًا فأرسلوا قائدًا آخر مكاني».
واقترح فخر الدين باشا على الحكومة العثمانية نقل 30 غرضًا وهي الأمانات النبوية الشريفة إلى الأستانة خوفًا من تعرض المدينة المنورة لأعمال سلب ونهب فوافقت الحكومة على طلبه، مشترطه تحمله المسؤولية كاملة للأمر، فقام الباشا بإرسالها إلى إسطنبول تحت حماية 2000 جندي.
استمر فخر الدين باشا في دفاعه عن المدينة المنورة، رافضاً تسليمها للإنجليز، حتى توقيع معاهدة مودورس التي تقضي بالاستسلام، ولكنه أصر على الاستمرار.
وفي 13 يناير 1919، دخلت قوات البدو حسب المعاهدة إلى المدينة، واستسلمت الحامية العثمانية في المدينة المنورة بعد 72 يوماً من توقيعها، وبعد عامين و7 أشهر من دفاع فخر الدين باشا، وبعد 400 عام من حكم وحماية الدولة العثمانية للمدينة المنورة.
وتم اعتقال فخر الدين باشا حيث تم إرساله أولاً إلى مصر ثم إلى مالطا كسجين حرب، من السجن، لينتقل إلى أنقرة بعد ذلك يوم 8 أبريل 1921، ليتم تعينه من قبل البرلمان في سفارة كابل 9 نوفمبر 1921.
و تقاعد فخر الدين باشا من القوات المسلحة التركية عام 1936 برتبة لواء، وتُوفي بعدها بـ12 عاماً.
أهم الأشياء التي قام بنقلها فخر الدين باشا من المدينة المنورة إلى الأستانة وتم وضعها في متحف قصر توب كابي، كانت نسخة من القرآن الكريم الذي كُتب على جلد الغزال في عهد عثمان رضي الله عنه، 5 مخطوطات قديمة للقرآن الكريم إضافة إلى 4 أجزاء منه، لوحة عليها اسم النبي صلى الله عليه وسلم مزيَّنة بإطار فضي ومخمل أخضر وعليه أحجار من الألماس واللؤلؤ، بالإضافة إلى 3 سيوف ثمينة.