أثارت زيارة وفد مصري إلى دمشق يوم الثلاثاء الماضي الجدل؛ بعد اللقاء الذي جمعهم برئيس مجلس الشعب السوري ودعمهم لقوات بشار الأسد ضد المعارضة، إلى جانب دعوتهم للتضييق على قطر؛ وآها مراقبون تكشف عن المهمة المكلفة بها أذرع نظام عبدالفتاح السيسي، مشددين على أنها اختلفت هذه المرة؛ إذ حملت تحريضًا على دول عربية.
وأعطت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» أستاذ العلوم السياسية جمال زهران، الذي ترأس الوفد المصري، وصف «الأمين العام المساعد للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة»، الذي قال إنّ هذه الهجمات تعبّر عن «حقد الإرهابيين وظلامية فكرهم المتطرف الذي عانت منه سوريا كثيرًا منذ بدء الحرب الكونية والإرهابية عليها».
وبحسب «سانا»، قال رئيس الوفد المصري جمال زهران إنّ «هناك أنظمة خليجية أخطر على الأمة العربية من الكيان الصهيوني، وما يجري في سوريا مؤامرة مدبرة ومخطط لها من الغرب والصهاينة وقوى الرجعية العربية».
صناعة فتنة
ورأى الدكتور عبدالله الأشعل، وكيل وزارة الخارجية سابقًا، أنّ «زيارة هذا الوفد إلى دمشق برسائله، التي تحمل كل معاني الفتنة بين الأشقاء، هي للأسف مختارة من الدولة المصرية للتخديم على سياسات بين السلطات لا ذنب للشعب فيها».
وأضاف، في تصريح لـ«رصد»، أنّ «السيسي مؤيد لبشار، ولا يمكنه أن يضحي بالدعم الروسي الإسرائيلي لنظامه مقابل الدعم الخليجي الذي يمكن أن يمارس معه الابتزاز»، كما أنّه «يدرك ارتباطه العضوي ببشار، وبحفتر في ليبيا والحوثي في اليمن، وأيّ انتصار للثورات العربية سينعكس سلبًا على نظامه».
دور مصر في مجلس الأمن
ومنذ دخول مصر عضوًا في مجلس الأمن قبل عام لم تتخذ أي خطوة حقيقية لخدمة الشعب السوري؛ وتوقف دورها على التصويت فقط بقرارات تخالف الإجماع العربي. فمثلًا، صوّتت مصر لصالح القرار الروسي في مجلس الأمن بشأن الأوضاع الإنسانية في حلب؛ ما أثار غضب دول خليجية، على رأسها السعودية وقطر، وتسبّب في أزمة بين الرياض والقاهرة لا تزال عواقبها مستمرة حتى الآن.
أيضًا، لم تتقدم مصر بأي مشروع قرار يدين ما يفعله بشار الأسد أو الطيران الروسي من مجازر ضد الشعب السوري، خاصة في حلب، التي قصفت عشرات المرات في أوقات بغازات سامة؛ ما دفع البعض إلى الحديث عن استغلال مصر انضمامهم لمجلس الأمن لخدمة النظام السوري.