عاشت مدينة بوياك في جنوب غرب فرنسا الغنية بالكروم ليلتين من العنف بين العمال الموسميين الصحراويين وسكان محليين من أصول مغربية، وذلك نتيجة تدفق مهاجرين يهربون من الأزمة حاملين خلافاتهم السياسية معهم.
وعبر حوالي 100 من المنحدرين من الصحراء الغربية مثل سنوسي بيبات، والقادمين من بيلباو أو سرقسطة أو غرناطة عن استيائهم لاعتبارهم فجأة مشكلة في المنطقة التي يأتون إليها منذ سنوات للعمل في الكروم، وذلك على الرغم من هوياتهم الإسبانية.
وأسفرت معارك شوارع بالحجارة والعصي لليلتين متتاليتين مع سكان من أصول مغربية الأربعاء الماضي تلقوا دعما من «عناصر خارجة» الخميس في بوياك عن إصابة 5 أشخاص بجروح طفيفة، حسبما ذكرت شبكة سكاي نيوز العربية.
وسببت المواجهات «صدمة» لدى سكان البلدة الهادئة التي تضم 5500 نسمة، على حد قول رئيس البلدية الاشتراكي سيباستيان أورنو.
وقال الدرك: إن الخلاف نجم عن «خطوة استفزازية قرب مكان للصلاة» للمسلمين رفع فيه أحد الصحراويين قميصا كتب عليه «الصحراء حرة», وهي عبارة تثير استياء السكان المغربيين الأصل الذين يعيشون في البلدة منذ عقود.
والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة ضمها المغرب في 1975, وتطالب جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بحكم ذاتي فيها.
وقال محمد البشير – أحد العمال الصحراويين الموسميين -: "إن المسألة سياسية ومحض سياسية, كانوا يصرخون أنتم لنا «للمغرب»".
ورأى رئيس البلدية أن الشرارة التي فجرت الوضع قد تكون سياسية لكن وقودها اجتماعي.
وأضاف: "إن بعض أرباب العمل في الكروم أقل صرامة من غيرهم وبموافقة ضمنية" من ملاك هذه الكروم عبر دفع أجور أقل إلى هذه اليد العاملة اليائسة مما يسبب توترا في السوق المحلية للعمل.
