جاء إعلان عبدالفتاح السيسي مدّ حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر جديدة، في الوقت المقرر أن تستعدّ فيه مصر للانتخابات الرئاسية، ليثير التساؤلات حول أسباب إصرار نظام السيسي على إخراج مشهد انتخابات الرئاسة للعالم كله على أنه مسرحية هزلية، خاصة في ظل الحرب التي يشنها النظام ضد المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة.
نُشر القرار في عدد خاص من الجريدة الرسمية المصرية، الثلاثاء، ونقلته الوكالة الرسمية، وينص القرار على أن تبدأ من الساعة الواحدة صباح السبت الموافق الـ13 من يناير المقبل؛ لكنه ينتظر أخذ موافقة مجلس النواب بأغلبية الثلثين، ولم يعلن البرلمان موعدًا لمناقشته حتى يصبح ساريًا.
وهذه المرة الثالثة التي تُمدّ فيها حالة الطوارئ المعلنة بجميع أنحاء مصر منذ 10 إبريل الماضي؛ بعد استهداف الكنائس في القاهرة والإسكندرية وطنطا من تنظيم «ولاية سيناء» التابع لـ«تنظيم الدولة».
قضى عل جميع احتمالات النزاهة
من جانبه، قال مجدي حمدان، القيادي السابق بجبهة الإنقاذ، إن «نظام السيسي مرعوب من الانتخابات الرئاسية، في ظل حالة الغضب الشعبي، ولهذا قرر القضاء على أي فرصة لإجراء انتخابات نزيهة، أو شبه نزيهية، حتى لو كان هذا يضر بصورته خارجيا».
وأضاف حمدان، في تصريح خاص لـ«رصد»، أن «المشاركة في هذه الأنتخابات أصبح مستحيلا، بعد إجراءات النظام، موضحا أنه ليس من دعاة مقاطعة الاستحقاقات الأنتخابية، ولكن النظام أوصلنا إلى مرحلة أنه أصبح من يشارك في هذة الانتخابات لن يكون أكثر من كومبارس أو طرطور».
وتساءل حمدان: «كيف نتوقع ممن فرق شعبه، وأسال دماء الشباب الأبرياء، أن يسمح بإخراج انتخابات نزيهة»، موجها حديثه إلى من يصر على الترشح قائلا: «إلى كل طرطور قرر أن يكون كومبارس جديدا، قاطعناكم».
رسالة من النظام
وأكد مدحت الزاهد، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن ما يقوم به النظام من فرض حالة الطوارئ هو تحايل واضح على مواد الدستور المصري؛ حيث إن الدستور ينص على أنها لا تمد أكثر من مرتين، ولكن النظام يتحايل على هذا النص، بوقفها لمدة يوم، وإعادة إصدارها.
وهاجم الزاهد، في تصريح خاص لـ«رصد»، فكرة إجراء الأنتخابات الرئاسية في ظل حالة الطوارئ، مؤكدا أنها رسالة من النظام بأنه لن يكون هناك انتخابات رئاسية نزيهة.
وأوضح أن انتهاك الحكومة للدستور الذي أقره الشعب بأغلبية، له دلائل عديدة وثوابت واضحة في قوانين كان من المفترض أن تقر ولم يحدث ذلك، وقوانين أخرى بها مخالفات للدستور، وغيرها من الأمور الأخرى في أداء البرلمان.
تزوير لإرادة الناخبين
اعتبر الكاتب الصحفي مسعود حامد، أن فرض حالة الطوارئ 3 أشهر، وتزامن تلك الفترة مع وقائع الانتخابات الرئاسية، هو «تزوير لإرادة الناخبين المصريين متكامل الأركان»، مشيرا إلى أنه لم يسمع بوقوع حالات مماثلة في مصر أو أي دولة أخرى.
وفي تصريح نقله موقع «عربي21»، يرى حامد أن إجراء الانتخابات في ظل قانون الطوارئ يعد تشويها جديدا لسمعة الدولة المصرية من نظام لم يعد يعبأ بها.
وأكد حامد أن النظام لا يقصد من فرض حالة الطوارئ مواجهة الإرهاب، وأنها الشكل الخارجي فقط للصورة، بينما هو يقصد منها مواجهة المعارضة.
وقال إنها «مجرد إجراء روتيني؛ لإيهام الخارج بأن هناك خطرا قادما من الإرهاب ولجلب الدعم، أكثر منه موجه لإرهاب الداخل الذي لا يحتاج لقانون طوارئ؛ لأنه يتعامل معه مباشرة بالعنف».
إشادة إعلام السيسي
وعلى الفور انطلق الإعلام الموالي السيسي ليشيد بالقرار الذي وصفه بالحكيم؛ حيث أشاد مقدم البرامج نشأت الديهي، بقرار السيسي بمد حالة الطوارئ 3 أشهر بداية من 13 يناير الحالي، موضحًا أن هذا القرار سيصبح قانونًا بعد موافقة أعضاء البرلمان.
وقال الديهي، خلال برنامجه «بالورقة والقلم»، المذاع عبر فضائية «ten»، مساء أمس الثلاثاء، إن الظروف التي تمر بها مصر الآن كانت بحاجة إلى مد حالة الطوارئ، مشيرًا إلى أن قانون الطوارئ يفعل من أجل التصدي لكل التهديدات التي تواجه مصر.
وتابع الديهي قائلًا: «الطوارئ موجود في فرنسا وبلجيكا وتونس وكل مكان نتيجة الإرهاب»، قائلًا: «اللي مش شايف الظروف الأمنية اللي بتمر بيها مصر عنه ما شاف»، وأكد الديهي، أن فرض حالة الطوارئ واجب وضرورة وطنية.
كما أشاد مقدم البرامج عزمي مجاهد، بقرار السيسي بمد حالة الطوارئ في البلاد، موضحًا أنه لا أحد من المواطنين الأسوياء يخشى حالة الطوارئ، ولا يخاف منه سوى «الخونة والبلطجية» -على حد وصفه.
وأضاف مجاهد، خلال تقديمه برنامج «الملف»، عبر فضائية «العاصمة»، مساء الثلاثاء، «اللي بيخاف من حالة الطوارئ هم الناس اللي عاوزين يعملوا فوضى ويخربوا البلد وهم البلطجية، وكذلك من يقوم بتهريب الأسلحة والمخدرات».
وتابع: «إحنا مرتاحين أوي ومبسوطين أوي من حالة الطوارئ، واللي على راسه بطحة يحسس عليها».