كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني، اليوم الثلاثاء، عن إن الفريق أحمد شفيق تراجع عن خوض الانتخابات الرئاسية المصرية لمنافسة السيسي، بعد أن تم تهديده من قبل شخصية قريبة من السيسي بكشف أشرطة فيديو تحتوي على مزاعم بممارسات جنسية، إضافة إلى تهديده بوضعه في بؤرة تحقيقات في قضايا فساد.
وقال الموقع في تقرير أعده رئيس تحريره ديفيد هيرست أن شفيق تعرض لهذه التهديدات بعد ترحيله من الإمارات وإرجاعه إلى مصر، مضيفا أنه كان في ذلك الوقت تحت مراقبة المخابرات المصرية قبل أن يسمح له بالتوجه إلى بيته، وفق ما ترجمه موقع «عربي21».
وأوضح الموقع أن «حالة من القلق سادت معسكر السيسي من أن شفيق، الذي قضى خمسة أعوام في الإمارات، كان يعمل على بناء قاعدة شعبية واسعة مؤيدة له في حملته الانتخابية تضم فيمن تضم الرئيس المخلوع حسني مبارك وبعض العناصر القديمة من الإخوان المسلمين وحتى بعض عناصر المخابرات المصرية».
لم تكشف مصادر ميدل إيست آي عن هوية الشخص الذي أوصل الرسالة ولكنها قالت إنه أكد أن لديهم أشرطة فيديو تصوره بممارسات جنسية وأنهم هددوا أيضاً بوضع شفيق في بؤرة تحقيق في قضايا الفساد، بيد أن ناقل الرسالة هدد بأن إحدى ابنتي شفيق يمكن أن توجه لها أيضاً تهم بالفساد.
مصادر داخل معسكر شفيق، صرحت كذلك لـ «ميدل إيست آي» أن التهديدات قصد منها إجباره على التخلي عن قراره الترشح للرئاسة.
وجاء الكشف عن هذه المعلومات بعد أن بثت قناة «مكملين»، أمس، محادثة صوتية بين ضابط المخابرات الحربية أشرف الخولي، ومقدم البرامج عزمي مجاهد، كان ضابط الأمن خلالها يأمر مقدم البرنامج بإعداد شريط معلومات للنيل من سمعة شفيق فيما لو لم تفض المفاوضات معه إلى نتيجة.
وورد في التسريبات أن الخولي قال لعزمي مجاهد: «أريدك أن تجهز مقاطع فيديو سجلت له حينما كان يتحدث مع الإخوان المسلمين لأن ثمة تفاوض حالياً، ونريد أن نرى إلى أين نصل معه. إذا أصر على موقفه فسوف نخرج له القديم».
وتحدث موقع ميدل إيست آي مع مصادر مقربة من شفيق، ومع شخصيات معارضة تتواجد خارج البلاد وعلى تواصل معه، وكذلك مع مصادر داخل مصر، وجميعهم أكدوا وجود حملة كان القصد منها منع شفيق من الترشح للانتخابات.
وقالت المصادر، التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، إن شفيق تواصل مع أعضاء في القوات المسلحة المصرية وفي الكنيسة القبطية وداخل جماعة الإخوان المسلمين سعياً لكسب الدعم والتأييد في تحديه للسيسي.
وكان شفيق قد أنهى يوم الأحد حملة ترشحه للانتخابات الرئيسية، والتي لم تدم طويلاً. وهي الحملة التي أعلن عنها في أبو ظبي في أواخر شهر نوفمبر الماضي، مؤكداً في تصريح متلفز أنه لن ينافس السيسي في انتخابات مارس المقبل، ومبيناً أن الخمسة أعوام التي قضايا في المنفى في أبو ظبي قد لهذا «ابتعدت بي عما كان يجري داخل وطننا».