استضاف مركز الحرية للإبداع التابع لصندوق التنمية الثقافية بالإسكندرية مساء اليوم أبطال العملية البحرية «إيلات» في ندوة عن بطولات البحرية المصرية خلال حرب الاستنزاف وحرب 1973 تحت عنوان «بطولات بحرية معلومة ومجهولة».
أدار الندوة دكتور محمود رشدي – أستاذ إدارة الأزمات والضابط السابق بالقوات المسلحة إبان حرب 73- في حضور أبطال عمليات إيلات اللواء الربان نبيل عبد الوهاب – أحد المشاركين في عملية تدمير ميناء إيلات – والشاعر صبري أبو علم الذي كان من ضمن القوات المكلفة بإغراق المدمرة إيلات؛ حيث تناولوا عدة مشاهد بطولية للبحرية المصرية خلال فترة حرب الاستنزاف, ومن أهمها عمليات تدمير ميناء إيلات الثلاث والتي تنحصر في نسف الناقلة البحرية «بيت شيفع», وناقلة الجنود «بات يم», وتدمير الرصيف الحربي لميناء إيلات، إضافة لما قامت به لانشات الصواريخ المصرية من بطولة حينما أغرقت المدمرة إيلات في أول معركة صواريخ بحرية في التاريخ.
وأكد الشاعر «صبري أبو علم» أنه كان من ضمن قوة المدمرة «دمياط» حينما كلفت المدمرة بعرقلة الإمدادات البحرية التي تأتي للعدو الصهيوني عن طريق البحر المتوسط إبان حرب السادس من أكتوبر لعام 73، وأن العقيدة التي ترسخت بداخلنا وقتها أننا لا نترك سلاحنا للعدو حتى في حالة وقوعنا في الأسر, وهو ما تعاهدنا عليه قبل الشروع في تدمير المدمرة إيلات.
كما تحدث اللواء «نبيل عبد الوهاب» أحد أبطال عملية ميناء إيلات عن استشهاد الرقيب فوزي البرقوقي – الشهيد الوحيد بالعملية – قائلا: أصر الشهيد برغم شعوره بالإرهاق الشديد على إتمام تلغيم غرفتي الذخيرة والمجنزرات بالناقلة البحرية «بيت شيفع»، وبعدها طلب الصعود على سطح الماء برغم أننا كنا مكشوفين لمن هم يعتلون الناقلة، وبمجرد صعوده لسطح الماء فاضت روحه لبارئها من فرط الإجهاد البدني, ودونما أن يطلق علينا رصاصة واحدة بالاختلاف مع الروايات الدرامية المتواترة. واستكمل «عبد الوهاب» قائلا: "حملت الشهيد لمسافة 18 كيلو متر عوما حتى وصلنا لنقطة حرس حدود أردنية فواجهنا الحرس الأردني بشدة في بادئ الأمر إلى أن صارحناهم بأننا مسلمون, وأننا ضباط بالبحرية المصرية, وأننا من قمنا بالعمليات الثلاث بميناء إيلات مما جعلهم يتعاملون معنا بود، إلا أننا احتجزنا بالأردن حتى قام الرئيس جمال عبد الناصر بإخبار الملك حسين عاهل الأردن – والذي كان يحضر فاعليات القمة العربية بالقاهرة- أنه سيظل ضيفا على مصر إلى أن يعود الضباط سالمين، وهو ما حدث لاحقا". تأتي تلك الندوة في إطار إحياء الذكرى التاسعة والثلاثين لنصر السادس من أكتوبر المجيد.