صدر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب تاريخ الجبرتى من 7 أجزاء للمحقق عبد العزيز جمال الدين.
يذخر "تاريخ الجبرتي كما يقول عبد العزيز جمال الدين بتفاصيل أحداث الظلم الذي حاق بالمصريين وقدرتهم على التحمل والقيام بالانتفاضات ومقاومة الاحتلال الأجنبي والاستبداد، وذلك إلى جانب الإشادة بعظمة مصر وقوة تأثيرها ثقافيا وحضاريا على الأجنبي والمصري.
كما يصور الجبرتى أشياء كثيرة مثل العمائر من مساجد وأسبلة وتكايا، ومدارس وشق الترع والطرق مما يدل على حسه الحضاري، كما يقول جمال الدين.
واهتم "تاريخ الجبرتي" كذلك بالعلم والعلماء والخطاطين ومذهبي الكتب ومجلديها، والتجار العلماء أصحاب المكتبات الكبيرة مثل أسرة الشرايبي والسبكي وغيرهم، بالإضافة إلى الوصف التفصيلي للقاهرة "المحروسة" ومساجدها وطرقاتها وعطوفها وتاريخ ما بها من قصور وقلاع، إلى جانب إسهابه في ذكر الشعر والشعراء مما أعطانا صورة جيدة لحال الشعر والأدب في عصره.
وسبق أن صدرت طبعات عديدة من "تاريخ الجبرتي"، أولها طبعة مطبعة بولاق بالقاهرة في أربعة مجلدات سنة 1297 هجرية
ومن أهم المصادر التي اعتمد عليها المؤلف في تحقيقه لتاريخ الجبرتي فهي كتاب "وصف مصر" لعلماء الحملة الفرنسية، ترجمة زهير الشايب، وكتاب ترتيب الديار المصرية لحسين أفندي الروزنامجي، تحقيق محمد شفيق غربال، وقد نشره كاملا ضمن الملاحق، وكتاب "قانون نامه مصر" الذي حققه ونشره الدكتور أحمد فؤاد متولي، وقد نشره كاملا أيضا ضمن الملاحق.".
ويقول جمال الدين: "عاش الجبرتي أحداث الحملة الفرنسية، وعايش حلم علي بك الكبير وهو يحاول الاستقلال بمصر، وعاش حلم محمد علي ورصد ذلك كله في ذهول المسجل اليومي للأحداث المنبهر بتقلباتها والمعجب بها أحيانا والساخط عليها في أحيان أخرى، فأعطانا العديد والعديد من الشواهد والأحداث واطلعنا على آداب عصره ومآسيه وكوارثه وطواعينه واحتفالياته وأعياده، فكان بذلك خير شاهد على عصره، وإن لم يعي هذه الشهادة كاملة.
