قالت صحيفة «الجارديان» إنّ المسيحيين المصريين يواجهون مستويات لا مثيل لها من الاضطهاد تحت حكم عبدالفتاح السيسي؛ خاصة بعد تزايد الهجمات ضد الكنائس والأديرة واستهدافهم.
وأضافت، وفق ما ترجمت «شبكة رصد»، أنّ مصر تعد موطنًا لكبرى الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط، ويشكل المسيحيون 10% من تعداد سكانها، غالبيتهم من الأرثوذكس، بجانب مليون مسيحي إنجيلي و250 ألف كاثوليكي. ويوم الأحد الماضي، احتفل المسيحيون بعيدهم وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد أيام من مقتل 11 في هجمات.
وقالت منظمة «أوبن دورز» إنّ 128 مسيحيًا قتلوا في مصر وأخرج أكثر من مائتين من ديارهم في عام 2017 وحده؛ بسبب تنامي التهديدات الإرهابية في سوريا والعراق. وفي عيد الفصح الأخير، أسفر انفجاران استهدفا كنيستين عن مقتل 49 شخصًا، وفي مايو الماضي قتل 28 شخصًا آخر في المنيا.
فجوة الواقع
وقال «مايكل جونز»، رجل أعمال مسيحي يعيش في القاهرة، إنّ هناك فجوة كبرى بين تصريحات القيادات المصرية وما يحدث على أرض الواقع؛ فـ«قبل بضعة أيام تحدث السيسي من داخل الكاتدرائية، وبدت كلماته مغلّفة بالاحترام والتعاطف، وأكّد أنّ الدولة تدعم الكنيسة والمجتمع المسيحي. لكن، على المستوى الداخلي المحلي، نجد الوضع مختلفًا تمامًا؛ فالسلطات المحلية في القرى والمدن، من شرطة وقضاء وأصحاب أعمال، مصابون بمرض رفض المسيحية في ممارساتهم اليومية، لا أتحدث عن العنف؛ بل التمييز».
وأضاف «مايكل»، الذي فضل استخدام اسم مستعار، أنّ المسيحيين محرومون من وظائف وترقيات، وهناك طلاب جامعيون مسيحيون حصلوا على درجات متدنية بسبب أنهم مسيحيون فقط. وداخل الفصول، يُوضع التلاميذ المسيحيون في آخر الصفوف؛ وتبرز هذه الممارسات في المستشفيات والمتاجر وغيرها.
«ثقافة تمييزية»
وأكّد رجل الأعمال المسيحي أنّ المشكلة في مصر ليست العنف أو التطرف بقدر انتشار الثقافة التمييزية؛ فالعقل الجمعي المصري ينظر إلى المسيحيين على أنهم كفار، وفي معظم الحوادث السابقة التي أجبر فيها المسيحيون على وقف الصلاة أو الخروج من ديارهم يُسامح الفاعلون في النهاية.
وطالب «مايكل» النواب البرلمانيين بضرورة النظر فيما يواجهه المسيحيون من اضطهاد وتمييز؛ فعديدون منهم فضلوا المغادرة و«أنا نفسي فكّرت كثيرًا أن أغادر مصر. لكن، ربنا يتولانا».
وقالت ليزا بيرس، من منظمة «أوبن دوورز»، إنّ المسيحيين في مصر يواجهون وابلًا من التمييز والترهيب في المجالات كافة. وفي مصر، كما هو الحال في دول بالشرق الأوسط، إذا عرف أحد دينك من بطاقتك الشخصية فأنت فريسة للاضطهاد والتمييز.