أعرب مراقبان صهيونيان اليوم السبت عن حالة الرضا والارتياح داخل الكيان المحتل من تولي عبدالفتاح السيسي ولاية رئاسية أخرى، التي ربما حسمها لصالحه بعد الإطاحة بالفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق.
وفي مقاله المنشور على موقع «نيوز ون» اليوم السبت، قال الخبير الصهيوني في الشؤون العربية «يوني بن مناحيم» إنّ «بالرغم من الجهود الكبرى التي تبذلها جماعة الإخوان المسلمين لكشف ألاعيب السيسي، فالمعركة المقررة أواخر مارس القادم ربما حُسمت لصالحه دون مفاجآت كبرى، مع أنّ إسرائيل ستكون الرابحة الأكبر من بقائه أربع سنوات قادمة في القصر الرئاسي المصري».
وأضافـ، وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية، أنّ أوساطًا أمنية مصرية طلبت من وسائل إعلام محلية إعلان دعمها للسيسي وتخويف الشعب المصري بأن مصيره سيماثل سوريا واليمن إذا لم يفز بولاية رئاسية ثانية، و«صحيح أنّ إسرائيل لا تبدي تدخلًا علنيًا في القضايا الداخلية المصرية؛ لكن من الواضح أن المستوى السياسي الأعلى في تل أبيب سيكون راضيًا جدًا إذا فاز السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة».
وبيّن أنّ «دوائر صنع القرار الإسرائيلي يعدّون السيسي الزعيم العربي الأكثر إصرارًا على محاربة الإرهاب، والداعم الأهم للسياسة الإقليمية التي ستحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين».
التطبيع مع الكيان الصهيوني
وقال ابن مناحيم إنّ «التعاون الأمني بين تل أبيب والقاهرة في عهد السيسي يشهد مرحلة من الانتعاش والازدهار، فضلًا عن دوره في مساعي إبرام صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل».
وأضاف: «هناك جملة تحديات قد تعترض نجاح السيسي في هذه الانتخابات؛ أهمها الوضع الأمني المتفجر في سيناء، والظروف الاقتصادية الأكثر سوءًا التي تحياها مصر، والديون الخارجية التي فاقت 78 مليار دولار، بجانب أنّها تعيش حالة طوارئ، والسيسي يسعى لتسويق نفسه على أنه الزعيم الوحيد الذي يستطيع إنقاذ مصر من الأزمات الأمنية والاقتصادية الغارقة فيها».
تنامي القوة العسكرية
وقال ياغيل هانكين، الباحث بمعهد القدس للدراسات الاستراتيجية، في مقاله بصحيفة مكور ريشون، إنّه «بالرغم من تراجع تأثير مصر الإقليمي في السنوات الأخيرة؛ فقوة جيشها تتنامى مؤخرًا؛ عبر زيادة القوة العسكرية والتسليحية».
وعزا ذلك إلى رغبة «مصر» في تحسين وضعها الإقليمي في ظل ضعفها الاقتصادي؛ لمواجهة سباق التسلح الحاصل في دول الخليج العربي، والتمهيد لإنشاء قواعد عسكرية روسية فيها، والتحضير لإمكانية حل الصراع «العربي الإسرائيلي» بما قد يشمل مستقبل سيناء وتقوية الوضع الداخلي للنظام بين المصريين.
وأضاف أنّ «أوساطًا كثيرة من المجتمع المصري لم يعترفوا بعد بإسرائيل، ويعربون عن خيبة أملهم من اتفاق السلام معها؛ وبالتالي ما زال الاتفاق بين الدولتين وليس الشعبين» و«لو بقي الإخوان المسلمون في الحكم ونجحوا في القيام بنشاط أردوغاني، مثل تطهير الجيش؛ لكان بإمكان إسرائيل حينها أن تعرب عن كثير من القلق».
وأضاف أنّ «مصر السيسي أدخلت مزيدًا من قواتها العسكرية لسيناء بموافقة إسرائيلية، كما أن التقارب الأمني بين مصر وإسرائيل في عهد السيسي لم تشهداه من قبل منذ اتفاق السلام قبل أربعين عامًا»، وشدد على أنّ «الاستمرار في الحفاظ على العلاقات مع مصر وتحسينها، والاستعداد لإمكانية نشوء سيناريوهات أقل تفاؤلًا داخل الدولة المصرية».